ترجمة: عبد الخالق علي شمال نيجيريا يبدو كالشرق الأوسط الفقر المدقع و البطالة تعم شمال نيجيريا ، إلا أن البلاء الأكبر من ذلك هو وجود الإسلاميين في المنطقة خاصة المجموعة التي يطلق عليها " بوكو حرام "- أي الثقافة الغربية حرام - التي تنفذ عمليات يومية مثل اطلاق النار و تفجير العبوات في محاولة لإسقاط رئيس البلاد و زيادة القلق لدى الضيوف الدوليين . هذه المجموعة نشأت في ميدوغوري ، عاصمة ولاية بورنو الشمالية الشرقية . و قد ارتقت الى الواجهة بعد العنف الطائفي عام 2009
الذي تسبب في مقتل اكثر من 800 شخص . تقول المجموعة إنها تقاتل من اجل تطبيق قانون شاريا في نيجيريا و ادعت مسؤوليتها عن مئات الهجمات في بورنو ضد الشرطة و الكنائس و محال الخمور . هذه الهجمات دعت السكان الى الهرب من المدينة ، و بدأت المجموعة بتوسيع نطاق عملياتها حيث قامت بعمليات تفجير في مدينة جوس و اندفعت جنوبا الى العاصمة ابوجا حيث نفذت تفجيرا انتحاريا راح ضحيته رئيس الشرطة و عدد من كبار الضباط . الفقر المدقع و الفساد الحكومي يشكلان جزءا من المشكلة ، كما ان التناقض الاقتصادي الكبير بين الشمال المسلم و الجنوب المسيحي يزيد من تأجيجها . و يبلغ معدل الأمية في الشمال الشرقي اكثر بكثير من لاغوس . كما ان قلة الفرص الاقتصادية تدفع البعض الى السقوط في احضان الراديكاليين . أيدلوجية هذه المجموعة لا تلقى دعما كبيرا في نيجيريا / فالإسلام في غرب إفريقيا معتدل ، و رغم حملة العنف التي تنفذها المجموعة فإنها تفتقر الى الهيكلية و سلسلة القيادة ، و ان معظم منتسبيها هم من الشباب المغرر بهم من العاطلين الفقراء . الجيش النيجيري لم يحقق شيئا ، اذ ان القوات المشتركة متهمة بالعنف العنصري ، و قد انتقدت منظمة العفو الدولية الاعتقالات غير القانونية و اعمال القتل غير القضائية و الاختفاء غير المبرر مما يزيد من الدعم لهذه المجموعة ، حيث يعتقد المراقبون ان المجموعة قد أسست علاقات مع بعض السياسيين المستائين الذين فقدوا مؤخرا سلطتهم و يرغبون في إعادة تأسيس الحكومة . كما ان حنكة و خبرة المجموعة تزداد يوما بعد يوم . الدروس العراقية إلى ليبيايرى العراقيون الذين عايشوا حرب إسقاط صدام تشابها كبيرا بين مشاهد التظاهرات الليبية في طرابلس التي تقوم بتمزيق صور القذافي و بين ما حدث في العراق عند سقوط النظام . يقول سعد عباس الذي شهد إسقاط تمثال صدام من قبل القوات الأميركية قرب فندق فلسطين " الكثير من الناس يتصورون أن الحرية هي ان تفعل ما تشاء ، فالليبيون سينتقمون و يسرقون المحال التجارية و ستحصل الكثير من المشاكل ". المناوشات مستمرة في طرابلس لكن يبدو ان نظام القذافي قد انتهى مع تشكيل المجلس الوطني الانتقالي . الصراع في العراق يقدم درسا بليغا : كسب السلام اكثر صعوبة من كسب الحرب . و يبدو ان القائد العسكري للثورة عبد الحكيم بلحاج يعرف ذلك حيث قال في مقابلة مع قناة الجزيرة " نسال الله أن ينعم على بلدنا بالاستقرار " كما انه طالب الليبيين بالتصرف بمسؤولية عالية " نريد لشعبنا الأمن و العدالة و الازدهار ".هناك بالطبع اختلافات كبيرة بين العراق قبل ثماني سنوات و بين ليبيا اليوم . فرغم ان ثوار ليبيا حصلوا على دعم الناتو فان معركة اسقاط القذافي تبقى انتفاضة داخلية تدفعها القوات البرية الليبية . ان وجود القوات الاميركية على التراب العراق نتج عنه تحشيد فوري لمجاميع المقاومة . الدروس العراقية علقت في فكر الكثيرين في الغرب الذين يخشون من صراع أخر يدفع الى ارسال القوات الاميركية او الناتو الى ليبيا . كما ان دول جوار ليبيا تختلف عن جوار العراق . فتونس و مصر منخرطان في تحولات ديمقراطية يمكن ان تكون نموذجا لليبيا . اما العراق ، الذي يقع بين السعودية و ايران ، فقد اصبح ميدان المعركة لهاتين الدولتين اللتين تتدخلان في شؤونه . ليبيا ليس فيها تلك الخلافات الطائفية و الدينية التي دفعت العنف الى مستوياته المخيفة في العراق . لكن ليبيا فيها انقسامات قبلية قد تكون مميتة اذا ما شعر الذين لديهم ارتباطات بالقذافي بأنهم مبعدون . حاليا ، التحدي الاكبر في ليبيا هو حماية العاصمة . فالقوات الأميركية لديها خطة بسيطة لحماية العاصمة لم تكن موجودة عندما تعرض المتحف الوطني العراقي و غيره من المواقع للنهب و السلب . كما إن بول بريمر ، رئيس سلطة التحالف المؤقت الذي حكم العراق خلال السنة الأولى لسقوط صدام ، قام بحل الجيش العراقي مما قاد إلى غضب عشرات الآلاف من العراقيين و الى تأجيج الأعمال المسلحة .
صحافة عالمية
نشر في: 26 أغسطس, 2011: 08:53 م