بغداد/ المدى في وقت ذكر رجال دين ومسؤولون أن المرجع الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني رفض اجتماعات مع زعماء سياسيين احتجاجا على فشل الحكومة في تحسين الخدمات الأساسية والحد من الفساد، اعتبرت جماعة علماء العراق، الأمر طبيعيا لان المرجعية منزعجة من الأداء الحكومي.
ودعا السيستاني الحكومة والبرلمان لاتخاذ خطوات جادة لتحسين خدمات الكهرباء وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد في العراق حيث لا يزال التقدم بطيئا بعد ثماني سنوات من سقوط صدام. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر دينية وسياسية قولها إن السيستاني رفض لقاءات مع عشرات من الساسة في الأسابيع الثمانية الأخيرة بما في ذلك رئيس الوزراء نوري المالكي وعمار الحكيم وإبراهيم الجعفري.وقال أحد رجال الدين في مكتب السيستاني رفض نشر اسمه "منذ منتصف حزيران يرفض السيد السيستاني استقبال أي سياسي عراقي أو مسؤول في الحكومة لأنهم لا ينصتون إلى نصائح وتوجيهات المرجعية المتعلقة بمصلحة الشعب". وخرجت تظاهرات في أنحاء العراق في وقت سابق من هذا العام احتجاجا على نقص فرص العمل وقصور خدمات الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية الأخرى في الوقت الذي يطالب فيه العراقيون بإصلاحات من الحكومة التي تشكلت في كانون الأول بعد انتخابات أجريت في مارس آذار 2010. وأفادت المصادر أن المرجعيات الأخرى مثل اسحق الفياض وبشير النجفي ومحمد سعيد الحكيم قد ينضمون إلى السيستاني في المقاطعة.وقال الشيخ علي النجفي المتحدث باسم والده بشير النجفي إن هناك استياء شديدا من جانب الأخير فيما يتعلق بهذه القضية وإهمال المسؤولين للمواطنين العراقيين.وقال مسؤولون في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي إن السيستاني لم يمتنع عن مقابلة الساسة للاحتجاج على نقص الخدمات ولكن لأنه مشغول أكثر مما يلزم. وقال عبد الهادي الحسني عضو ائتلاف دولة القانون إن هذا الكلام غير دقيق وان السيستاني يعرف أن تحسين الخدمات الأساسية يحتاج إلى وقت طويل. وأضاف أن السيستاني له برنامج خاص لا يتيح له أحيانا وقتا لمقابلة مسؤولين. من جهة أخرى، شدد رئيس جماعة علماء العراق- فرع الجنوب، خالد الملا على أن هذه المعلومات لو صحت تعد أمرً طبيعيا، لان المرجعية منزعجة ومنذ فترة طويلة من المماحكات والمشادات السياسية التي أثرت سلبا على الأداء الحكومي.وتابع الملا في تصريح لـ"المدى" أمس، أن موقف السيستاني ليس ضد شخص من الأطراف السياسية إنما للتذكر على أن الحكومة بات أداؤها ضعيفاً وبالتالي فأنها خطوة ايجابية جاءت بعد عدد من الانتقادات اللاذعة وجهها وكلاء المرجعية إلى السياسيين والحكومة، مبينا "أن السيستاني والذي كان داعما للعملية السياسية والانتخابات بغض النظر عن الأطراف المشاركة يضم اليوم صوته إلى المواطنين المنزعجين من تردي الخدمات لأنه عون لهم ونصير".
المرجعية الدينية تمتنع عن استقبال المسؤولين
نشر في: 26 أغسطس, 2011: 09:43 م