طرابلس/ وكالات يأمل المجلس الانتقالي الليبي، كما يأمل مسؤولو الناتو، ألا يطول البحث عن العقيد القذافي. ولمنع حدوث ذلك، وعد وزير الدفاع البريطاني، ليام فوكس، باستخدام كل القدرات الاستخبارية التي بحوزته.وتتضمن القدرات الاستخبارية، التي تحدث عنها الوزير، استخدام العملاء على الأرض، من الذين يحاولون تحليل آخر المعلومات التي يحصلون عليها، وكذلك تصيد فحوى الشائعات المتداولة.
كما تتضمن التحركات التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية، التي تترصد أي تحركات غير طبيعية على الأرض، كتحرك مواكب طويلة من السيارات على الطرق أو في الصحراء، التي قد يكون العقيد القذافي أحد المسافرين ضمنها.وقد رفض فوكس التعليق على التقارير الصحافية التي تحدثت عن إيعازه إلى فريق من القوات الخاصة البريطانية (SAS) للمساعدة في تعقب القذافي على الأرض.وتظل الوشاية بمحل اختبائه، ومن ثم القبض عليه، من بين الآمال العراض، واستنادا إلى "معطيات لديها"، ترجح قوات المجلس الانتقالي أن يكون القذافي موجودا في طرابلس أو إحدى ضواحيها. لكن لا أحد يستطيع الجزم بذلك.وتروج تكهنات، منذ فترة ليست بالقصيرة، بأن القذافي قد يتوجه إلى مدينة سرت، مسقط رأسه وأحد معاقله، ليكون موقع معركته الأخيرة فيها.ويرى آخرون أنه قد يستخدم سلسلة من الأقبية والأنفاق تحت الأرض في طرابلس، إما للاختباء فيها أو لتحركه بسرية خارج المدينة.وتعتقد فئة ثالثة بأنه ربما توجه إلى الجنوب للاحتماء برجال القبائل المؤيدين له، حيث قد يكون بإمكانه مغادرة البلاد.وإذا قيض للقذافي الإفلات من الاعتقال، سيكون من الصعب أن تنعم قوات المجلس الانتقالي الليبي بالشعور بالنصر، وبسرعة تشكيل حكومة جديدة وبقيامها بتصريف أعمالها. وقد يصبح بقاؤه طليقا حافزا لأي نشاط مقاومة للحكام الجدد قد يظهر.والسابقة التي تؤرق المسؤولين هي ما حصل في العراق (في العام 2003) حين أطيح صدام حسين، لكن لم يتيسر إلقاء القبض عليه حتى حين. فقد تمكن صدام حسين من التواري عن الأنظار لفترة ثمانية أشهر. وتمكن بذلك مؤيدوه وبسرعة من إعادة تنظيم صفوفهم، وقد انضم إليهم ناشطو تنظيم القاعدة وبعض الجماعات الأخرى المتشددة، (ليبدأوا مقاومة مسلحة).وكان الفشل في القبض على صدام بسرعة قد تسبب في تعقيد الأمور للولايات المتحدة. لكن القبض عليه، بالمقابل، لم ينه دورة العنف.والاختباء الفاعل والناجح يحتاج إلى نوع من شبكة دعم، فضلا عن توافر بيئة متعاطفة.وكلما زادت رغبة الشخص المختبئ في الاتصال بالعالم الخارجي، أو في التحرك، كلما ازدادت فرص القبض عليه.وهم العقيد القذافي، غريب الأطوار الذي لا يستقر له قرار، كان ينصب دائما على احتفاظه بالحكم وديمومته له.لذا سيكون التنبؤ بالخطوة التالية التي ينوي هو اتخاذها غامضا كغموض محل اختبائه.
أين يختبئ القذافي؟
نشر في: 26 أغسطس, 2011: 10:12 م