نصوص عن السيارات والرصاص والدم عبدالزهرة زكي قرب بوابة الجامعة سبَقَها دمُها والحقيبةُ إلى الرصيف قبلَ أن تتركَ صرختَها تجري وراءَهم بين الهواءِ والغبارِ والخوفِ وصوتِ الرصاص
الذي ما زال يلعلعُ في قاعاتِ الدرس.. ..........رواية المؤلف المجهولكانت في يدِها روايةٌ لمؤلفٍ من أمريكا اللاتينيةِ حين انسلّ من الروايةِ مهاجرٌ شمالُ أفريقي، واجتازَ بحراً ومحيطاً وجبالا وصحارى، ليفجِّرَ نفسَه والباصَ والراكبينَ في بابِ المعظم..اللهبُ يتصاعدُ أحمرَ في الشارعِ..وفي الفضاءِ دخانٌ أسودُ يمضي، وتمضي معه ورقاتٌ طائرةٌ من روايةٍ لمؤلفٍ مجهول.حليبُهـــــــابين الحديدِ المشتعلِ ورائحةِ النار، تفحمت جثّتُها، وعلى صدرِها تفحَّمَ جسدُ الرضيع.. ........لكن ثديَها ما زال حانياً، يدرُّ حليباً ورحمةً على فمِهِ الصغير.المخطوف..في القبوِ المظلملا أرى سلاسلي الحديد..وأتذكَّر الطائرَ، وقد كدتُ أنسى ألوانَ ريشِه.أتذكر الطائر..ربما ما يزال في رواقِ البيتِ في القفصقد يكونُ وحيدا وقد ينتظرُ ماءَ الصباح.النافذةُ ليست بعيدةً عنه.ينظرُ إلى السماء..عيناه ضيقتان..ولكنتتسعان لضوءِ الشمسويصغي إلى حفيفِ الهواءوالى سعةِ الفضاءِ العميقوزرقةِ السماواتِ الرحبةفينتفضُ جناحاهنشطَينِحالمَين يرتطمان بالأسلاكِ الخفيفةِ للقفصويزقزقُ بصوتٍ جسورٍ من أجل الحرية.ذلك الطائرُ الذي جئتُ به من سوقِ الغزلهل يفتحُ طفلي الآنَ له بابَ القفصِ الحديد؟الابن المخطوفسمع صوتَه يستغيث.صوتَ ولدِهِ يستغيث.كانت تلك آخِرَ ذكرى.العينان، مفتوحتين على وسعِهِما،استدارتا من خلفِ الشاحنةقبلَ أن تنطلقَ في الظلاموقبل أن يُحْشَرَ الرأسُ الصغيرُ أسفلَ المقعدِ بين أقدامِهِم.انطلقت السيارةُوضاعت في الظلاموعادت الجثةُولم يزل الأبُ يسمعُ صوتَه.. يستغيث.
شــــريط صـــــامت
نشر في: 27 أغسطس, 2011: 06:11 م