اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > شلّــــه واعــــــــبر!

شلّــــه واعــــــــبر!

نشر في: 27 أغسطس, 2011: 06:13 م

(تعقيب على أفكار السيد علي الشلاه) محمد سعيد الصكار mohammed_saggar@yahoo.fr يبدو أن الكاميرات وأضواءها، وفوضى ما تجيء به  من القيل والقال، ومناطحات الرأي، وحرية الكلام، ومجانية المصطلحات في المعارف المختلفة، دون مراعاة لأبعادها ودلالاتها ومراميها ودرجة قربها أو بعدها عن الحقيقة،
 قد شجعت زميلنا السيد علي الشلاه على دخول هذه المعمعة بحماسة زائدة حملته على افتراض (حل الارتباط) بين مادتي التربية الإسلامية والتاريخ، بالطلب من وزارة التربية اعتماد دراسة النظريتين الإسلاميتين السنية  والشيعية، في مادتي التربية الإسلامية والتاريخ.مرحى  مرحى! لهذه الدعوة التي تجيء في وقت انغلاق الأفق في وجه سياسيينا الحائرين منذ شهور في حل إشكالاتهم الشكلية. فقد حلها الزميل علي الشلاه حلا حاسما يفرق بين ما يسعى الوطنيون إلى رأب الصدع المفرق بينهما، وتقريب الرؤى بين السدى واللحمة المكونة للنسيج الثقافي والاجتماعي والسياسي العراقي على مر التاريخ.أفترض أن دعوة زميلنا علي الشلاه مبنية على كونه شاعرا له من القول ما لا يحق لغيره، جريا على تخريجات  نقاد الشعر القدماء؛ ولكننا هنا في مقام غير مقام الشعر ومجازاته؛ والأرجح أنه اندفع إلى استثمار ما في الوضع العراقي من تفكك يتسع للقول وضده، والدخول في المعمعة ما دامت الكاميرات والندوات تتسع لمن يشاء أن يدلو بدلوه، وهو، بعد، حق لكل من له رأي.على أن ما غاب عن زميلنا الذي يأمل الخروج من مأزق التداخل بين الشيعة والسنة في مادتي التربية الإسلامية والتاريخ، هو عين التوكيد على التفرقة بينهما؛ يعني التفرقة مبدئيا بين الاثنين ذوي التاريخ المتوائم الذي حرص عليه أرباب الرؤية التوافقية عبر التاريخ؛ وهو ما نحتاج إليه الآن للعبور من مزالق الطائفية إلى التكافل الاجتماعي الحي العابر للقوميات والأديان والمذاهب، مع الاحترام الكامل لكل تلك المقومات المنضوية تحت خيمة الوطنية العراقية، رغم القائلين بهشاشتها، وارتباك مساراتها، دون النظر في تجاربنا الوطنية التي جمعت أطراف المتنورين من طيف المجتمع العراقي وهو يتصدى بوعي وفداء للمستعمر الإنكليزي في ثورة العشرين التي ضمت أطراف العراقيين دون أن تسأل عن هوياتهم ومذاهبهم وقومياتهم، تلك التي جمعت محمد سعيد الحبوبي (شيعي) وعلي البازركان (سني) ومحمود الحفيد (كردي)، ومن والاهم من أتباع كانوا نموذج الدفاع عن وحدة الشعب العراقي الذي لم تعكر صفاءه دعوات الانقسام بأيما شكل كان. ولنا من التظاهرات والحشود التي تملأ الميادين في أرجاء الوطن، هذه الأيام، نماذج حية في تجاوز هذه النعرات الطائفية، وتساميها على دعوات التفرقة والتمييز بين مكونات المجتمع العراقي، وليس من الإنصاف عدم الاعتراف بذلك كحقائق تتألق في الساحات.وكان الأولى بالأخ علي الشلاه، وهو ابن المدينة التي شهدت ذلك التضامن الوطني، أن يؤسس عليه وينطلق منه في توحيد النظرة الموضوعية لواقع الحاجة الوطنية، بحصافة ودقة نظر، وعدم الانسياق إلى إغراء وسائل الإعلام وتهويشاتها؛ فالمشكلة لا تحل بتفريعها، وإنما بلمّ أطرافها والعمل على موجباتها، فالمرحلة لا تستقيم على مبدأ (شلّه واعبر)، وإنما بالتروي وقراءة واقع الحال، والبحث  عما يحتاجه الوطن،بحيث لا ينحو إلى تقسيم أوليات الثقافة الوطنية التي تتقاسمها الحصص على غرار ما هو قائم الآن، من مداراة ومجاملات ومحسوبيات. وما يروج له من أفكار انقسامية تمهيدا للانقضاض على العملية السياسية التي لم تعد ذات قيمة أصلا.وإذا لم يكن ذلك قائما في حساب الأستاذ علي الشلاه، فينبغي أن يكون. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram