TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ثغرات يمكن تجاوزها.."القاعدة".. بداية هزيمة وسبل المواجهة المتاحة

ثغرات يمكن تجاوزها.."القاعدة".. بداية هزيمة وسبل المواجهة المتاحة

نشر في: 27 أغسطس, 2011: 06:36 م

طارق الجبوري كيف دخلت القاعدة إلى العراق ؟ وما هي مصادر قوتها ونقاط ضعفها  ؟ وما هو حجمها الحقيقي الآن بعد كل تلك الضربات الموجعة التي تلقتها على أيدي الأجهزة الأمنية وقتل زعيمها بن لادن على يد القوات الأميركية .  أسئلة كثيرة وحساسة قد تحتاج إلى تركيز  وبحوث متخصصة لكي نفهم العقلية التي  تدير هذا التنظيم الإرهابي،
وبالتالي إمكانية وضع وسائل مواجهته . لكنا هنا سنحاول فتح باب ما زال   موصداً أمام الباحثين خاصة من العاملين في مجال مكافحة التنظيمات  الإرهابية لاغنائه  بآرائهم التي لا تتقاطع مع سرية العمل الأمني .  وللإجابة على كل تلك التساؤلات وما ينتج عنها لابد أولا من الإشارة إلى حقيقة قد تضيع وسط حساسية الموضوع وتعقيداته . حقيقة لابد من الانتباه إليها مفادها إن من الخطأ الإيهام بان خطر القاعدة قد زال وولى  في العراق، مثلما من المهم التأكيد على  عدم تضخيم وضعها  وإعطائها أكثر من حجمها  . فهي في أكثر الأحوال تنظيم إرهابي  فقد الكثير من مبررات وجوده بعد أن ظل يراهن على دعوات جهادية  ضد المحتل" فقدت بريقها  وافتضحت غاياتها منذ أن عمد بتركيز كل عملياته الإرهابية في  الأسواق وأمكن تجمعات عمال البناء  وغيرها من المناطق المدنية مستهدفاً بشكل واضح المواطنين الأبرياء . وكان من الطبيعي أن تتطفل هذه العصابات  على  بعض الظواهر الشاذة التي صاحبت العملية السياسية وبشكل خاص الطائفية ومحاولة إبقاء فتيل هذه الفتنة مشتعلاً في المجتمع ، لذا فان مراجعة مسلسل جرائمها يوضح بما لا يقبل الشك  إن خط  تصاعدها تزامن  مع أحداث تفجير مرقد الإمامين العسكريين في شباط 2006، واخذ يتنامى تدريجياً مع امتداد هذه الظاهرة في عدد من المناطق ، وتناغم برنامجها الإرهابي مع ميليشيات أخرى ، بهدف سيطرة كل واحد على مناطق بعينها وفرض نظرياته المتطرفة وما يرافقها من عمليات قتل وترهيب للمواطنين .المهم إن الإجابة على التساؤل الأول تقتضي مراجعة سريعة للحركات الدينية في العراق وصراعها على مر التاريخ منذ أن كانت الكوفة من أكثر الأمصار التي يحسب لها الخليفة ألف حساب خاصة منذ العهد الأموي ،  فمدرسة الكوفة كانت  بعد مدرسة  المدينة  مصدر وينبوع  العديد من الأفكار ، ومنها انبثقت  مدارس ومذاهب فكرية  ظلت محل جدل واسع ما زالت آثارها لحد الآن  ، لذا فليس غريباً أن يكون  العراق مهد اغلب الحركات الاحتجاجية وحاضنتها ، ووقعت على أرضه معارك دامية على هذا الطريق . لانريد هنا أن نغور في عمق التاريخ حتى لا نبتعد عن جوهر موضوعنا الأساس المتعلق  بتنظيم القاعدة وإفرازاته   ، وعليه سنركز هنا على الملامح الأولى لظهور هذا التنظيم  وتواجد عناصره في العراق وعلاقته بالتنظيمات الأخرى التي كانت معروفة في العراق كالإخوان المسلمين  وحزب التحرير الذي انشقت  عناصره من الإخوان لتتخذ من العمل العسكري المسلح طريقاً لتغيير الأنظمة  التي لا تعتمد الإسلام منهجاً وحيداً لإدارة الحكم بحسب تعبيرها . وبسبب طبيعة الصراع بين ما كان يسمى بالأنظمة الرجعية بمصطلحات العمل السياسي التي كانت تقودها المملكة العربية السعودية ، و الأنظمة " التقدمية " التي جاءت نتيجة الانقلابات العسكرية ، فان نشاط هذه التنظيمات كان مركزاً ضد الأنظمة الجديدة في المحيط العربي وظهر بشكل واضح في مصر والعراق وسوريا . وقد تلقت هذه التنظيمات ضربات موجعة ومؤذية أدت إلى انحسارها بشكل شبه نهائي من ساحة العمل السياسي ، ناهيك عن أن موجة من الأفكار القومية واليسارية بمختلف تنوعاتها طغت  مجتمعاتنا لتكون البديل  عن الأفكار الدينية التي ارتبطت بالخلافة العثمانية ومساوئها  بشكل كبير ، ما عزز موقع الأفكار الجديدة في المجتمعات العربية ومنها العراق .  ويمكن عد البدايات الأولى للظهور العسكري والقوي للقاعدة  في أفغانستان  عندما تصاعد نفوذها بشكل كبير بعد انسحاب جيوش الاتحاد السوفيتي  بعد حرب استمرت عشر سنوات ( من عام   1979 ـ 1989 ) ،وكانت القوات السوفيتية قد دخلت أفغانستان  بطلب من حكومتها على وفق معاهدة كان السوفيت قد وقعوها مع النظام الأفغاني الجديد  لحزب الشعب الديمقراطي الأفغاني الذي أطاح بحكم داود عام 1978  وواجه كثيرا من المشاكل بعضها داخلي يتحمل هو جزءا منها والآخر خارجي قادته الولايات المتحدة الأميركية وآزرته السعودية وباكستان بشكل خاص  مادياً ومعنوياً بمختلف الوسائل، ومنها إدخال مقاتلين عرب من السعودية والخليج إلى أفغانستان لمقاتلة السوفيت وهم ما أطلق عليهم في ما بعد " المجاهدون العرب " الذين كانوا -كما يبدو- نواة نشر القاعدة في المنطقة و نفذت عمليات إرهابية حتى داخل الدول التي صنعتها ودعمتها   وهكذا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram