اسطنبول/ المدىدعا عراقيون في تركيا الكتل السياسية والحكومة العراقية إلى العمل على إنهاء معاناة كل العراقيين من نقص الخدمات والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في الاعمار، وشددوا على ضرورة الارتقاء فوق الخلافات والعمل على بناء الدولة لكي يعود العراقيون المغتربون والمنتشرون في كل بقاع الأرض إلى وطنهم بدلا من تشردهم في المنافي بسبب هذه الخلافات السياسية التي ولدها تزايد الصراع السياسي.
وذكر مهند سلام من "نينوى" انه جاء إلى اسطنبول قبل أربع سنوات من اجل السياحة إلا أن توفر الخدمات التي يفتقدها في مدينته جعلته يغير رأيه ويعزم على البقاء في تركيا التي يجدها واحدة من اكبر الدول وأكثرها تقدما في مجال الخدمات التي لا تنتهي، وتابع إن السبب الذي يجعله في حالة مقارنة بين تركيا والعراق السلبية التي تعيشها المحافظات العراقية في مجال تقديم الخدمات وخصوصاً الكهرباء.واعتبر ان العراق يمر بمرحلة خطيرة من عدم الاستقرار السياسي التي تؤدي بالنتيجة إلى تردي الخدمات الذي يجده بين جميع الكتل السياسية وقال إن العراقيين هناك وخاصة في هذه المنطقة يجمعون على ان الواقع السياسي وتضارب المصالح أدى إلى هجرة العراقيين ومنهم الشباب.بينما يقول المواطن محمد وهو أهالي مدينة سوق الشيوخ في محافظة ذي قار انه جاء من مجموعة من الأصدقاء قبل عام بحجة السياحة إلا انه كان يضمر عملية البقاء في تركيا. واضاف ان هذه المقهى هي للعراقيين لأنهم يفرشون العراق بين أحاديثهم حتى لكأن العراق موجود في كل لحظة، ويؤكد ان الجانب السياسي هو المؤثر وتصل بنا الاحداث في بعض الأحيان إلى الصراع والصراخ والأتراك ينظرون ألينا لان لكل واحد وجهة نظر إلا أنها لا تصل إلى الاختلاف الطائفي، مشيرا ان الجميع يتفق على أن السياسيين العراقيين إن كانوا في الحكومة العراقية أو مجلس النواب هم المسؤولون عن مأساة العراقيين وتغربهم لأنهم يتصارعون، مبينا ان بعض الحوارات تؤدي إلى القطيعة الاجتماعية إذا ما تحول الحديث عن الصراع الديني لان النقاش المذهبي يؤجج المشاعر فنحاول ان نبتعد عنه قدر الإمكان.إلا إن المواطن غالب العائد لتوه من رحلة إلى صوفيا اكد ان الاعظمية المدينة التي رحل منها لم تفارقه، إلا انه وجد في العراقيين ومنهم من أهالي الناصرية ملاذا آمنا لذكرياته لم توفره له الكتل السياسية.وأشار إلى ان السياسيين العراقيين اثروا في صراعهم على بناء الوطن فالجميع هنا هم من الشباب إلا انه يستدرك فيقول إن والده لحق به ويريد تهريبه إلى صوفيا لأنه لم يعد يطيق البقاء في العراق في ظل غياب الكهرباء والماء والتفجيرات التي قتلت الكثيرين من العراقيين..ويشير إلى انه يدعو العراقيين الموجودين في تركيا عموما إلى ان يتوجه سياسيو العراق إلى بناء الدولة بدلا من الصراع السياسي ويؤكد ان الإشاعات التي تطلقها هذه الطائفة عن تلك والعكس صحيح فانها تؤجج المشاعر وتؤذي توافق العراقيين ولولا ثقافة العراقي لكانت هناك صراعات في الخارج بين العراقيين ولكن نحمد الله أنها لم تعد تؤثر حتى وان اختلف البعض في هذه النقطة أو تلك لأنهم أدركوا ان النقاش الحر هو الاختلاف والخلاف وليس الصراع كما هو ديدن السياسيين ويشير المواطن رزاق احمد وهو من مدينة الصدر إلى ان السياسيين العراقيين غابت عنهم الرؤية الوطنية وظلت في بالهم عملية الربح والخسارة في الجانب السياسي لفئاتهم وطوائفهم بل امتد الصراع إلى ما بين الأحزاب بل أقول إلى مابين أعضاء الحزب الواحد.
لاجئون في تركيا: الصراعات السياسية والخدمات أبعدتنا عن الوطن
نشر في: 27 أغسطس, 2011: 08:45 م