عن : أفكار عن العراق في بداية حرب العراق كانت هناك نظرية عامة لدى المعلقين الأميركان بان صدام حسين قد خطط للأعمال المسلحة قبل إسقاطه عن الحكم في 2003. فالمقاتلون غير النظاميين كانوا في كل مكان يهاجمون قوات التحالف خلال هجومها، و الأسلحة تنتشر في كل البلاد ، و ادعى الأميركان بان الأعمال المسلحة يقوم بها العسكريون السابقون و البعثيون ... الخ. مع ذلك فقد عثر الأميركان على آلاف الوثائق وقامت بالتحقيق مع صدام قبل حكمه بالإعدام من قبل محكمة عراقية.
هذه المعلومات تم حفظها في (مشروع المنظور العراقي)، و قد وجد أن صدام لم يخطط أبدا لخوض حرب غير نظامية مع الأميركان لأنه لم يكن يعتقد بان واشنطن ستسقطه حتى آخر لحظة من أيامه في السلطة. من الفترة 2003 حتى 2006 كانت هناك تقارير أميركية كثيرة تدعي بان صدام كان قد خطط للاستمرار بالقتال مع الأميركان بعد إسقاطه عن السلطة. ففي مقالة لمجلة (نيوزويك) لشهر تموز 2003 ادعت العثور على أمر من المخابرات العراقية للقيام بأعمال نهب عقب الحرب، كما أبلغت وكلاءها بمهاجمة مصانع الطاقة واغتيال رجال الدين و خلق فوضى عامة في البلاد. اعتقدت المجلة بان ذلك يعتبر دليلا بان صدام أعطى أوامره للقيام بالأعمال المسلحة برغم أنها ذكرت أن الوثيقة لم يتم التحقق منها. وفي تشرين الأول كتبت المجلة موضوعا آخر اقتبست فيه من بعض المحللين قولهم بان صدام قد خطط لهذه الأعمال قبل الحرب. في الشهر نفسه تم نشر معلومات (مجموعة مسح العراق)، تقول بان صدام قرر الاستمرار بالقتال بعد سقوط نظامه، واستخدمت دليلا على ذلك بان الجيش العراقي كان يوزع الأسلحة في كل البلاد من نيسان 2002 لغاية كانون الثاني 2003 . بعد شهرين، ادعت (أنباء الولايات المتحدة و تقارير العالم) بان تقارير المخابرات الأميركية تشير إلى الشيء نفسه. واقتبست من تقرير في 2002 كتبته (قوة واجب العمليات الخاصة المشتركة للبنتاغون) يقول إن صدام كان قد أمر بتدريب أكثر من ألف ضابط من المخابرات والاستخبارات والأمن العامة على الحرب غير النظامية. و في كانون الأول 2004 قالت دائرة (تخمينات وكالة مخابرات الدفاع) بان صدام خطط للاستمرار بالقتال، و هذا هو سبب مسؤولية عناصر النظام، مثل فدائيي صدام والمخابرات والقوات الخاصة والحرس الجمهوري وأعضاء حزب البعث، عن اغلب الهجمات في البلاد. في شباط 2005 سردت النيوزويك قصة أخرى عن قيام صدام بإخفاء ملايين الدولارات والأسلحة في البلاد استعدادا لحرب الشوارع، و ادعت بان صدام قد اصدر في تموز 2002 توجيها إلى قواته لاستدراج أميركا إلى معارك غير نظامية، أعقب ذلك أمر لنشر الفوضى في البلاد من خلال تدمير البنية التحتية و نهب الدوائر الحكومية. في أيلول 2005 ظهرت قصة في (التايم) بان صدام التقى في نيسان 2003 بنائبه عزت الدوري و بعض المكتب العسكري محمد يونس الاحمد و بأفراد من المخابرات في بغداد و طلب منهم تنظيم إتباعهم لمقاومة الأميركان. بعد ذلك افترضت المخابرات الأميركية بان صدام بدأ من خلال مكتبه العسكري بتنظيم هذه الخلايا لغرض تمويل و إمداد المسلحين، وليس من المصادفة أن يتنافس الدوري والأحمد على زعامة الحزب بعد سقوط صدام. و أخيرا تم نشر (حالة الحرب) لجيمس رايزن التي تضمنت قصة عن اعتقاد وكالة المخابرات الأميركية بان صدام قد أخفى الأسلحة وفتح الباب لاستخدام مفجرات العبوات قبل 2003. كذلك اعتقدت القوات الأميركية بان صدام و ولديه عدي وقصي كانوا ينظمون القتال شخصيا بعد سقوط الحكومة. بعد مقتل عدي و قصي في الموصل في تموز 2003، و عندما القي القبض على صدام في كانون الأول، سارع الجيش الأميركي بالادعاء بان ذلك سينهي الأعمال المسلحة. هذا جزء صغير مما كان الأميركان يكتبونه عن بدايات الحرب في العراق. في آذار 2006 ألغيت كافة هذه النظريات من قبل مشروع المنظور العراقي، حيث قام المشروع بدراسة آلاف الوثائق التي عثر عليها والمقابلات مع كبار مسؤولي حزب البعث من ضمنهم صدام نفسه، فلم يجد دليلا بان صدام كان يريد استمرار القتال بعد سقوطه. بل على العكس، فصدام لم يكن يصدق بان الولايات المتحدة ستصل للعراق أساسا وحتى بعد أن وصلت فانه اعتقد أن ذلك سيكون صراعا محدودا لا يزحزحه عن السلطة. وجد المشروع أن صدام و كبار مسؤوليه يختلفون عما كان يعتقد الأميركان. أولا لم يكن صدام يعتقد بان الولايات المتحدة لديها الرغبة في إسقاطه. القليل من كبار العسكريين العراقيين اعتقدوا بان الهجوم الاميركي سيكون مثل حرب الخليج عام 1991 حيث نفذت الولايات المتحدة حملة جوية مكثفة ثم غزت الجنوب لكنها لم تصل الى بغداد . في 2002 عندما زادت واشنطن و لندن من ضغطها الدولي على بغداد، اعتقد صدام بان فرنسا وروسيا ستوقفان قرارات الأمم المتحدة التي خولت استخدام القوة، ذلك لأن العراق كان قد كون علاقات اقتصادية قوية مع كلا البلدين منذ التسعينات في محاولة لإفشال عقوبات الأمم المتحدة التي فرضت بعد حرب الخليج. اعتقد صدام انه حتى لو جاءت الولايات المتحدة فان القوات العراقية قوية يمكنها ان تكبد الأميركان خسائر كبيرة ما يجعل الرئيس بوش يوقفها. من السهل أن نفهم لماذا يعتقد الكثيرون بان صدام قد خطط للأعمال المسلحة. فمن خلال مشاركة العديد من اعضاء النظام السابق في القتال ، من السهل الاعتقاد بان صدام كان وراء كل ذلك. كما أن هناك دليلا
صدام لم يكن مقتنعاً بجدية واشنطن فـي إسقاطه
نشر في: 27 أغسطس, 2011: 09:01 م