TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: رئيس لا يعرف سياسته

في الحدث: رئيس لا يعرف سياسته

نشر في: 27 أغسطس, 2011: 09:58 م

 حازم مبيضينيروي أحد الصحفيين الأردنيين حكاية للتدليل على بؤس الفكر الذي كان سائداً في القصر الرئاسي في صنعاء، وإن كان يستفيد منها للتدليل أيضاً على بؤس الصحافة الأردنية في تلك الأيام، وهو يقول إن الفرصة أتاحت له لقاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بعد سنوات من انقلابه على رفاق السلاح وتسنمه الموقع الرئاسي، ولما كانت معلومات صاحبنا الصحفي تتوقف عند حدود قريته الجنوبية البائسة
ولم تصل حتى إلى حدود أمانة عمان، فانه أسهب بين يدي الرئيس في امتداح الفكر اليساري الاشتراكي الذي يتبناه ويعمل على نشره، وهو كما قال كان يتمثل تجربة اليمن الجنوبي في الحكم ولا يدرك أنه يتحدث إلى رئيس اليمن الشمالي الذي لم يدرك بدوره فحوى الحديث فنفح الصحفي ثلاثة آلاف دولار وساعة فاخرة كانت كلها مخبأة في كيس قهوة عدنية فاخرة.العقيد صالح لم يكن أيامها يعرف شيئاً عن الفكر الاشتراكي، وهو شبه الأمي الذي بدأ حياته جندياً بسيطاً في القوات المسلحة، التي دخلها بواسطة وليس بناء على إيفائه بمتطلبات الالتحاق بالجيش، وأنفق سنوات عمره الأولى في التآمر، وعقد التحالفات المشبوهة للوصول إلى موقع قيادة اليمن، والمؤكد أنه اليوم وبعد أن أمضى أكثر من ثلاثة عقود عجاف حاكماً لليمنيين، وبعد أن تمكن بكل ما يمتلكه من قدرة خبيثة على التآمر والمناورة، ونسج التحالفات غير المقدسة، لا يدرك أنه ليس أكثر من حاكم ينادي حاجبه ليقول "يا غلام أعط هذا الصحفي كيساً" رغم أن الصحفي بسبب جهله امتدح للتو مناوئي الرئيس إن لم نقل نقيضه.  يتمسك هذا الجاهل بالسلطة، في بلد يضم بين جنباته مئات آلاف المثقفين والمتعلمين وذوي الاختصاص، الذين يمكن لهم لو أتيحت الفرص، أن ينقلوا بلدهم من العصور الوسطى، وسلطة القبيلة والعائلة، إلى مصاف الدول المتقدمة المقتدرة، لكن هؤلاء عند رئيسهم، ليسوا أكثر من أعداد تنفع لدائرة الإحصاءات، بينما المواقع الحساسة موزعة على أفراد العائلة والأصهار وبعض المنتفعين الانتهازيين، ويعقد صالح تحالفاته الخارجية مع من يماثله في التفكير وليس بعيداً عن الأذهان إعجابه منقطع النظير بصدام حسين والذي بلغ حد احتضانه لفلول البعثيين الصداميين حتى بعد السقوط النهائي لهم في العراق، وظل حتى اللحظة الأخيرة من واقع أنه الرئيس المهيمن يمنح هؤلاء فرص التآمر على النظام الجديد في وطنهم. لكن سنوات الجهل التي استبدت باليمن لأكثر من ثلاثة عقود أشرفت على المغيب، بعد أن نفذ صبر اليمنيين، فتدفقوا على الساحات منادين برحيل صالح وهم يواجهون بقوة إيمانهم وصدورهم العارية آلته العسكرية التي يقودها ابنه أحمد الذي كان يطمع بأن يخلفه، ويحول البلاد إلى جمهورية وراثية، وهو اليوم وبرغم الدستور الذي لا يمنحه أي سلطة سياسية يسعى لادارة البلاد في ظل غياب والده العليل في المشافي السعودية وبانتظار عودة الأخ الرئيس، على وزن الأخ القائد في ليبيا أيام القذافي، وإذا كانت الثورتان الليبية واليمنية تزامنتا في انطلاقتهما ضد العقيدين، فان انتصار الثوار الليبيين، سيكون دافعاً لنظرائهم في اليمن، للاستمرار في ثورتهم، حتى إطاحة العقيد الذي حكم عقوداً، دون أن يدرك من متغيرات العصر غير التآمر والمناورات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram