اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مزيج من الغنائية والسيكلوجية آنّا كارنينا برؤية مسرحية

مزيج من الغنائية والسيكلوجية آنّا كارنينا برؤية مسرحية

نشر في: 28 أغسطس, 2011: 04:56 م

المدى الثقافيعن دائرة الثقافة والإعلام - حكومة الشارقة - وضمن السلسلة المسرحية (النصوص) صدرت مسرحية "آنــا كارينينا" وهي دراما في فصلين أعدتها الكاتبة المسرحية البريطانية هيلين إيدموندسن عن رواية الكاتب الروسي ليو نيكولايفيتش تولستوي. ترجمها وقدم لها الفنان السينمائي والمسرحي العراقي علي كامل.
لقد اختزلت الكاتبة هيلين أدموندسن رواية شهيرة وضخمة (٨٥٠ صفحة) في نص مسرحي كتب بلغة بصرية وبمشاهد شيدت في أسلوب توليفي سينمائي وبرؤية هي مزيج بين الغنائية والسيكولوجية.تقول السيدة إدموندسن بشأن إعداد هذه الرواية الضخمة والمعقدة وتطويعها للمسرح: (لقد انغمرت في قراءة رواية آنــّـا كارنينا. قرأتها عدة مرات ولم أستطع أن أدوّن ملاحظاتي على صفحات الرواية نفسها، لذا فقد استنسخت في دفتر ملاحظاتي مقداراً وفيراً من الأشياْء التي وجدت أنها مفيدة. بعدها قمت ببحث عن الكاتب لكي أعرف ماالذي كان يشغله ويستحوذ على أفكاره. من ثم قرأت النقد الذي كتب حين صدور الرواية لكي أعرف كيف تم استقبالها حينذاك، كذلك قمت برحلة بحث عملية، حيث سافرت "من أجل آنـّـا" إلى روسيا وإستقللت ذات القطار الذي سافرت به من موسكو إلى بطرسبورغ. وكانت الفكرة التي توصلت إليها هي: كيف يمكننا اختيار نوع الحيوات التي نحياها؟ هل ينبغي أن نتبّع أهواءنا وملذاتنا، أم علينا أن نذعن لمسؤولية أخلاقية كبرى؟لقد أقصت أدموندسون كل ما لايسهم في بناء الفكرة. وهي بالتالي تعرف أنها ستبقى وفية لروح ما كان يريد الكاتب قوله. كانت تدرك بشكل قاطع أن الراوي في "الرواية" ينبغي أن يتم الإستغناء عنه إذا ما أريد أن توضع القصة في بنية درامية، لذلك يجب أن تتحدث الشخصيات عن نفسها وعن أوضاعها من دون معرفة مفرطة لذواتها. في إعدادها رواية جورج إليوت (طاحونة فوق نهر فلاس) شطرت هيلين الشخصية الرئيسية إلى ثلاث ذوات منفصلة. أما في "آنـّـا كارنينا" فقد قررت أن يكون ليفين وآنـّـا على خشبة المسرح طوال العرض وهما يتحدثان إلى بعضهما البعض، على الرغم من أنهما في "الرواية" لا يلتقيان سوى مرة واحدة قرب النهاية.المعضلة إن "قصة" ليفين و"شخصيته" لم تكونا مبنيتين بناءً درامياً في الرواية، لذا فقد تطلب من هيلين إعادة بنائهما من جديد. وهكذا تم لها مسك الخيطين معاً بإحكام بعد أن جرى تشذيب المونولوجات الطويلة واختزال وحذف الكثير من الشخصيات الثانوية لتتبوأر الفكرة في نقطة واحدة تلتحم فيها كلتا القصتين معاً.استخدمت أدموندسون تقنية ذكية ومبتكرة لسرد الأحداث والانتقال بسلاسة من مشهد إلى آخر، وذلك بأن جعلت من ليفين وآنـّـا، الشخصيتين الرئيسيتين، بمثابة معلقيّن متناوبين على ملاحقة الأحداث ومتابعة مساراتها، فما أن ينتهي حدث حتى يتبعه حدث آخر عبر وسيلة محكمة وهي أن يسأل أحدهما الآخر عن مكان وجوده: "أين أنت الآن؟".وهكذا وُظّف هذا السؤال ليكون أشبه بعلامة توضع وسط كتاب لتضعك في الزمان والمكان الصحيحين، وتطل بك على مسارات الشخصيات والأحداث.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram