TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عين:يقطعون الماء ونقطع الزيارة

عين:يقطعون الماء ونقطع الزيارة

نشر في: 28 أغسطس, 2011: 08:49 م

 عبد الخالق كيطان كتبت في هذه الزاوية قبل أسابيع عن نهر الوند، وكيف اضطر الجانب الإيراني إلى إعادة المياه إلى النهر المذبوح بفعل الاحتجاج الشعبي. كانت الأخبار آنذاك تنقل أن جماهير ديالى قررت النزول إلى الشارع بشكل يومي والاعتصام أمام المعبر الحدودي بين إيران والعراق، وأكثر من ذلك، فقد قرر بعض المتظاهرين تهديد قوافل الزوار الإيرانيين الداخلين إلى العراق بالموت إذا لم تتراجع حكومتهم عن قرار قطع المياه.
المهم في الأمر، أن الأخبار قالت في حينها ان الجانب الإيراني استجاب بالفعل لمطالبات الناس هناك.. وقلنا وقتها: إن الاحتجاجات الشعبية تؤتي أكلها، أحياناً، ولكن...دعونا نقرأ الخبر الذي تناقله الإعلام مؤخراً: "أبلغت إيران لَجنة ترسيم الحدود المشتركة (العراقية - الإيرانية) نيتها إغلاق منابع جميع الأنهار المتجهة إلى العراق لتَدارك ما وصفتها بأزمة حادة تعانيها في المياه. وكانت إيران أقدمت على قطع المياه عن اكثر من خمسة وأربعين رافدا وجدولا موسميا كانت تُغذي الأنهر والأهوار في العراق أهمها نهر الكرخة والكارون والطِيب والوند وآخر تلك الأنهر التي قطعت خلال الأيام العشرة الماضية نهر هوشياري ضمن محافظة السليمانية."من جهته يقول وزير الزراعة العراقي عز الدين الدولة إن "إيران قد قطعت جميع الأنهر المؤدية الى العراق قبل ان تعلن ذلك رسميا" وأوضح أن "اي دولة تقوم بقطع الماء عن الدولة الأخرى انما تحكم على المزارعين بالموت". ينبغي القول: إن من أجل هذه الأسباب تقع الحروب بين الدول.. ولعلنا نتذكر أن حربنا مع إيران، التي استمرت لثمانية أعوام، إنما كان أحد أسبابها المعلنة هو الماء. ونستدرك بالقول هنا، إننا لا ندعو إلى إعلان الحرب مع إيران اليوم، مع ان الأسباب الموجبة لذلك متوفرة، ولكن ندعو حكومتنا إلى ممارسة ما تستطيع من أجل وقف تمادي الجيران في لي أذرعنا بهذه الطريقة غير المقبولة، وإذا كانت الحكومة، لأسباب معلنة وأخرى غير معلنة، لا تستطيع ذلك فلتترك للناس أن تحمي مصالحها، وسيكون للاحتجاج الشعبي فعله، كما أعتقد. إن بإمكان الجمهور، على ما يرى الباحث نبراس الكاظمي، أن يشكل تهديداً مباشراً لقوافل الزوار الإيرانيين الذين يدخلون بشكل يومي إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة. ومن الممكن أن ينظم هذا الجمهور في حملة احتجاج شعبي يستهدف هؤلاء الزوار، فنقيم تجمعات صامتة مرفقة باللافتات حول الفنادق التي يقيمون فيها، أو المطاعم التي يترددون عليها.. بإمكان المبادرة الشعبية أن تلاحق هؤلاء الزوار بطريقة سلمية في كل مكان يزورونه داخل العراق لكي ينقلوا بدورهم رسالة واضحة إلى مسؤولي دولتهم، رسالة متحضرة من جهة ومطلبية من جهة ثانية، فقطع المياه عن العراقيين ليس سوى إعلان حرب رسمي ومباشر، وبالرغم من ذلك فنحن نقابل هذا الإعلان بروحية متحضرة وسلمية.إن إيران، وأغلب دول الأقليم، تدرك أن العراق اليوم غارق بالمشاكل الداخلية، فهو بلد تعصف به الانقسامات الطائفية والقومية والعرقية والدينية، كما أن الفصائل التي تشكل حكومته منقسمة هي الأخرى وبعضها له هوى وولاء مباشر إلى دول الجوار... ولأن إيران، والدول الأخرى، تدرك جيداً هذه الحقيقة، التي لا تستطيع حكومتنا الموقرة نفيها أبداً، فهي تلجأ إلى مسك بلادنا من الذراع الموجعة. ولو تابع محايد ما يجري على الحدود العراقية مع دول الجوار لخرج بنتائج لا تسرّ حقاً.في النهاية، أكرر القول، بأننا لسنا دعاة حرب. ولكن ذلك لا يمنع من التصدي بحزم إلى الدول التي تريد خنقنا بحجج واهية، وأول أسلحتنا وأكثرها قوة هو السلاح الاقتصادي والمبادرة الشعبية... فمن الذي يبادر؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram