اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مستمر في الاعتماد على النفط موردا أساسيا..العراق يقتفي آثار جيرانه من دول الخليج

مستمر في الاعتماد على النفط موردا أساسيا..العراق يقتفي آثار جيرانه من دول الخليج

نشر في: 28 أغسطس, 2011: 09:23 م

ترجمة المدى عن: نيويورك تايمز كثير من العوامل دعمت فكرة إسقاط صدام عام 2003 ، بينها الأمل في أن إسقاط النظام سوف يخلق ديمقراطية ليبرالية " حرة ... مستقرة ... مزدهرة " حسب كلمات الرئيس جورج بوش . و كان متوقعا أن الديمقراطية العراقية ذات  الطراز الغربي ستكون نموذجا لتحرير دول أخرى في الشرق الأوسط ،
 إلا أن أحداث السنوات الثماني الماضية أعطت صورة مختلفة تماما . لننظر أولا الى الصناعة النفطية ، فمنذ سقوط النظام السابق ازداد الاعتماد على  صادرات النفط بشكل كبير الى درجة أن صناعة النفط اليوم تشكل  حوالي 70% من الناتج الإجمالي للبلاد و 90% من إيرادات الحكومة . نفس الشيء في الكويت ، مثلا ، فان القطاع النفطي يوفر 50% من الناتج الإجمالي و 95% من الإيرادات . لقد ولت تلك الأيام التي سبقت حرب الخليج عام 1991 عندما كان الاقتصاد العراقي أكثر تنوعا لدرجة أن البلد كان مسؤولا عن 80% من تجارة التمور العالمية . حاليا ، تشكل الزراعة 10% من الإنتاج الإجمالي . رغم خطة وزارة الزراعة المخصص لها 80 مليون دولار ، لإحياء انتاج التمور فان الجهود قد ذهبت سدى . موجات الجفاف المتعاقبة و النوعية الرديئة للمياه و الأسعار المرتفعة للأسمدة ومواد مكافحة الآفات ، كلها تعني أن الإنتاج تناقص الى 50 كيلوغرام للنخلة الواحدة بالمقارنة مع 150-200  كيلوغرام في 1990 . ومع أسعار النفط العالمية التي ستستمر  بالارتفاع على مدى العقد القادم ، يبدو أن العراق غير مستعد لترك صناعة البترول الى صناعات أخرى . الشباب العراقي لا يرى مستقبلا في الزراعة و يتطلع الى العمل في قطاع الطاقة و في دوائر الحكومة حيث الرواتب جيدة . ثانيا ، هناك مشكلة في اعتماد العراق على العمالة الأجنبية في مجال الإنشاءات و في أداء الأعمال المتواضعة. تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن تهريب البشر حول العالم ، يركز الضوء على هذه المشكلة . و كما في دبي و غيرها من بلدان الخليج العربي ، فان العراق يعاني من مشكلة تشغيل العمال المهاجرين المجبرين بشكل غير قانوني  و القادمين  من بلدان متعددة مثل بنغلادش ، باكستان ، اثيوبيا ، الفلبين ، النيبال و تايلند . الميزة غير الجيدة في هذا المجال هي الخداع الذي تمارسه وكالات التشغيل التي توعد الموظفين برواتب جيدة و ساعات عمل مريحة  ، و على الأغلب لا يخبرونهم بأنهم ذاهبون الى العراق ، لكن  عند وصولهم الى العراق يتم سحب جوازات سفرهم و يجبرون على  العمل لساعات طويلة في ظروف عمل سيئة و أحوال معيشية رديئة و غالبا لا يستلمون  أجورا مقابل  أعمالهم . تقرير وزارة الخارجية يتهم الحكومة العراقية بعدم معاقبة مهربي البشر و بالفشل في جمع البيانات عن هذه المشكلة و عدم التحقيق مع المسؤولين المتورطين بأعمال التهريب التي يحظرها الدستور . في أحسن الأحوال ، خططت بغداد لتشريع مسودة قانون تعود بنوده  الى أيام صدام . هذا القانون يمنع استخدام العمال غير القانونيين و يطالب بترحيل العمال المجبرين و تغريم الشركات التي تستغلهم . مع ذلك ، لا يمكن المصادقة على القانون في الوقت الذي ينشغل فيه السياسيون بالنزاعات الشخصية على السلطة ، بدليل  أن الحكومة التي أفرزتها انتخابات آذار 2010 لازالت غير مكتملة . من هنا فليس من المفاجئ أن تستنتج وزارة الخارجية الأميركية بان العراق قد " أهمل جهود فرض القانون "في محاربة تهريب البشر . مع كل هذا فان الإدمان على العمالة الاجنبية لم يأتي له ذكر في الاحتجاجات المتواصلة في ساحة التحرير ببغداد كل يوم جمعة . على العكس من ذلك ، ففي سلطنة عمان أثارت الاحتجاجات مشكلة الاعتماد على العمالة الاجنبية و وضعتها في قمة القضايا التي على السلطنة مواجهتها . الاعتماد على قطاع الطاقة يعني أن العراق مازال متمسكا بالاقتصاد الذي تديره الدولة و الموروث من أيام صدام حسين . و قد تحدث سياسيو العراق لسنوات عن تطوير  تحرير الاقتصاد و فك ارتباطه بدوائر الدولة . مع ذلك فان الوارد المتنامي من صادرات النفط يفسر عدم تنفيذ الحكومة للإصلاحات . لقد ابتكرت  الحكومة المزيد من الوظائف الحكومية الجديدة لتعوض عن نقص اليد العاملة في الصناعة النفطية .هذا التطور أعاق بدوره جهود إعادة الاعمار و زاد من الفساد . بنفس الشكل ، فان الاعتماد الكبير على صادرات النفط و استيراد العمالة الأجنبية قد زاد من مشكلة البطالة بين أبناء الشعب العراقي . إذا رغب السياسيون العراقيون ، البعيدون أساسا عن اهتمامات شعبهم ، اجتناب المزيد من الاضطرابات المدنية و السياسية في البلاد ، فعليهم الإسراع بمواجهة الاعتماد المفرط على إيرادات النفط و الاستخدام غير القانوني لليد العاملة الأجنبية ، و إلا فإنهم يجازفون بتدمير ثقة الشعب بالديمقراطية التي تأسست على الاستياء من عقود القمع  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

مساعٍ برلمانية لتعديل قانون الاستثمار لتحسين الاقتصاد العراقي وجذب الشركات الأجنبية

متابعة/ المدىما يزال قانون الاستثمار يلوح في الأفق، وسط حديث عن تسهيلات حكومية لتطوير وتقوية قطاع الاستثمار، إذ ظهرت بوادر نيابية لتوجه البيت التشريعي نحو إجراء تعديلات على قانون الاستثمار من أجل مواكبة الحاجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram