TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة :شخبطــــة!

السطور الأخيرة :شخبطــــة!

نشر في: 28 أغسطس, 2011: 09:40 م

 ســلام خـياط أرعبني رنين متصل على الهاتف النقال في الدقائق الأولى من الفجر، صوت صديقة قديمة مشحون بالتوتر والانفعال: - سلام، مبروك عليك المهمة الجديدة، طمنينا عنك، أنت قدها وقدود، خذي حذرك من طلقة طائشة، فالجبهة مستعرة، والله هو الحافظ. - ماذا؟ عمّ تتحدثين؟
- ذهابك للحدود السورية التركية تزكية لقدراتك، لنعرف ما يجري هناك من دون رتوش. أخبارك مطرزة على (الإنترنيت).هاتف آخر إثر الأول: -- سلام ألف مبروك، يا لك من محظوظة، هكذا مرة واحدة مندوبة قناة الجزيرة الفضائية؟! مري بنا ما دمت على مقربة، ما زلنا في عنواننا القديم.قبل أن أتدارك صحوتي، هاتف من قريبة لي ببغداد: - سلام أما تكفين عن المغامرة وأنت في هذا العمر، ما الذي يدعوك للذهاب للجبهة السورية المشتعلة؟ الله يحرسك، لا تنسي أن تطالبي بمخصصات الخطورة!!ما الذي جرى؟؟ جف ريقي وتقاذفتني الشكوك. أنا لم أغادر بيتي ولا بلدتي، فكيف ذهبت للحدود السورية في غفلة مني؟ ليعبر اسمي القارات عبر شبكة الإنترنيت –كمراسلة حربية- ثمة خطأ مقصود، أفتح الإنترنيت وأضع اسمي على محور البحث، وأعجب إذ يتناثر الاسم بين سطر وسطر وعلى مدى صفحات وأنا أبحث عمن دس اسمي في المعترك، ولماذا؟؟ سلام خياط مندوبة الجزيرة الفضائية تزور الحدود السورية اللبنانية... سلام خياط النخبة والنساء المترفات... خوش خياط ميشة سلام... سلام  خياط رجالي برنجي... سلام برلبان خشية سر حشمة خياط.. سلام.... سلام.هذه الحادثة الحقيقية التي أسميتها (شخبطة) ما هي شخبطة قط. أنها جرس إنذار، إنها قرع ناقوس لأخذ الحيطة والحذر.. التنبيه على خطورة سلاح الإنترنيت، عبر من يحسن استعماله ومن يسيء استخدامه.. بالإنترنيت تستطيع أن تشوه سمعة من تشاء دون ملاحقة، أن تلفق تهمة أو تكرس اتهاما أو تشهر بـ... دون دليل. أو تدعي على خصم دون شهود أو تتبرأ من موقف دون تبرير، أو تكيل بمكيالين دون رقيب، أو....او.... كل هذا وغيره غدا سمة من سمات الإنترنيت وأولاده وأحفاده من الفيسبوك، واليوتيوب، والتويتر والآتي أعظم. لا عاصم، الكل معروض على السندان وتحت المطرقة، والشاطر هو الذي لا اسم له ولا اسم يشبهه على الإنترنيت، كأن تكون ضمن القافلة، ولكن لا ناقة لك فيها ولا جمل، يعني أن تكون لا بالعير ولا بالنفير... نسيت أن أقول لكم، إنني وبعد أن عيل صبري و(تبحلقت) عيوني، وجدت إن الخبر صحيح لا شائبة فيه، وأن المراسلة النشطة التي انتدبتها قناة الجزيرة الفضائية اسمها (سلام خضر) وإن المحرر الذي أقض مضجعي واستنفر أصدقائي -لا سامحه الله-  أخطأ في غمرة سرعته، أن يدقق في حروف اللقب!وسلامات ألف سلامة  للزميلة التي لا أعرفها (سلام خضر) والتي كانت قطب الرحى في طحن شخابيط هذه الحلقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram