TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :هزيمة في ذمة الاتحاد!

مصارحة حرة :هزيمة في ذمة الاتحاد!

نشر في: 3 سبتمبر, 2011: 06:49 م

 إياد الصالحي شئت أم أبيت .. فلا مفرّ من الاعتراف بأن اتحادك يا ناجح حمود فشل بامتياز في الخروج من ملعب فرانسوا حريري بما يحفظ السمعة والهيبة ( وما تبقى منهما) لمنتخبنا الوطني لكرة القدم وهما يتمرغان امام قسوة نشامى الاردن في إلحاق الهزيمة المرّة في مستهل رحلة الاحلام المونديالية التي فاجأنا عدنان حمد بكابوس خطته يخنق الأسود بلا رحمة في دراما كروية شهدت وجهاً آخر للحزن بعدما كان مربيهم الحريص على سعادتهم ليصبح بين ليلة وضحاها مصدر تعاستهم وقاتل آمالهم على ارضهم.
حمود .. لن يتجنى عليك أحد في تحميلك المسؤولية الاكبر لضياع ثلاث نقاط مهمة من حصيلة منتخبنا في باكورة التصفيات أتعرف لماذا ؟ لاننا شاهدنا الانكسار في عينيك على شاشة التلفاز وانت حائر لا تقوى على رفع جفونك امامنا ، بحثت عن تبرير منطقي للإعلامي خالد جاسم في برنامج المجلس الذي بثته قناة الدوري والكاس القطرية امس الاول الجمعة تذرّ به رماد التقصير عنك ومن ساندك في إجهاض قرار تسنم مدرب وطني المهمة في الدور الثالث فقط ريثما يتنوّر فكر المدرب زيكو بالمعلومات والتصورات التي يحتاجها عن مغامرته الجديدة ، لكنك انجذبت وراء أنانيتك متوهماً خلاصك من ورطة تأخر حسم ملف المدرب الاجنبي وتركت ( بيليه الابيض) يلعن ( يومه الاسود) في بقائه متفرجاً طوال 90 دقيقة لم يجد حلا يوقف تدفق اليأس في عروق اللاعبين أو يعيد التوازن لخط الوسط الذي تقهقر بسرعة بعد تسجيل الهدف الثاني وتاه أيما تيه مقابل انضباط تكتيكي متواصل لنشامى الاردن انصياعاً لأوامر حمد الصارمة بعدم المهادنة والتراجع والتراخي، وحتى نكون منصفين في قراءتنا لما حصل في الجولة الاولى من التصفيات، فان الكثير من المتابعين اعلنوا أسفهم لعودة (اصحاب المشكلات) ثانية وتمنوا لو انهم لم يستأنفوا الحضور مع المنتخب لانهم عكسوا أسوأ صورة عن مستوياتهم الهزيلة، فأي محترف هذا يتعامل مع صناعة وجبات الفرص الدسمة للمهاجمين بـ(الشوكة والسكين) على طريقة المدللين الضعفاء؟! صراحة ان المرحلة المقبلة ما بعد لقاء سنغافورة اكثر فترة ملحة نطالب بها زيكو وملاكه التدريبي للتخلي عن عماد محمد ونشأت اكرم وهوار ملا محمد وباسم عباس والاخير تسبب في محاربة الاعلام الرياضي للمدرب السابق سيدكا بسبب تغييره باللاعب مهدي كريم إلا ان واقع الحال وما ارتكبه من اخطاء امام الاردن رجّح صواب رؤية سيدكا مع تحفظنا عن الواجبات المزدوجة لكريم الغائب الذي نعوّل على فدائيته في تثوير منطقة العمليات التي ما زالت رهن المحاولات الاستعراضية المملة لبعض اللاعبين.ان ما تعرض له الجمهور من خيبات وصدمات ينبغي ان تشعر المحترفين بالخجل وينصاعوا لنداء العقل ويحترموا انفسهم باعلان انسحابهم من المهمة الوطنية لانها لم تكن يوما سهرة ترفيهية او نزهة لتطييب النفوس، بل (معركة شرسة) رفع لواءها أول مرة الراحل عبد كاظم الذي رفض إخلاء نفسه امام استراليا في سيدني عام 1973 بالرغم من أن رأسه كانت مضرّجة بالدماء ! وهي تضحية تحمل دلالات الرمزية العظيمة ( العلم والوطن والشعب) فلسنا اليوم بحاجة الى مقاتلين ضعفاء ينتابهم الذعر اذا ما تعرضت اقدامهم للخدش والألم بينما لا تهزهم دموع الناس وجروح قلوبهم في لحظات الهزيمة والانكسار.ولحسن حظ الأسود المريضة في أربيل ان هناك ثلاثة اسود صاحية في بغداد اتخذت من قناة الرياضية العراقية منبراً لمداواة جروح الجماهير في (روشتات) تحليلية أمينة ومخلصة برع في خلطها اعلامياً الزميل طه ابو رغيف الذي بدا اول مرة في منتهى الهدوء والحكمة ولم يحرفه الغضب عن حياده المهني كما في المرات السابقة ، وقدمها على طبق المعالجة الفنية الذكية بخبرة صباح عبد الجليل وخلف كريم ونبيل زكي فخفف كثيراً من قلق المتابعين وطمأنهم عن المشوار المقبل . ولابد من الاشادة بدور القناة الوطني والثناء على مواكبتها الحدث الرياضي ساعات طوال بعدما وجهنا لها سابقا نقداً موضوعياً يتناغم مع حقوق المشاهدين ، وهنا ننصح القائمين على القناة بترجمة الحلقة وارسالها الى زيكو على الفور لكي يطلع على الخروقات الفادحة التي كشفها المدربون المذكورون خلال سير المباراة مسندة بالمقارنات مع واقع الحال ايام العصر الذهبي وما واجه الكرة العراقية من تغييرات سلوكية وخططية خلال السنين التي تلت ولادة الجيل الحالي عام 2000.سنغافورة في الطريق ، وهي محطة المصالحة لاستعادة الامل واضافة ثلاث نقاط غاية في الاهمية ليتمكن الاسود من إبراز أنياب التنافس بجد ونفض غبار الكسل، وإقناع المدرب زيكو انه قادم فعلا لقيادتهم الى مونديال بلاده وليس لاستعادة الايام الخوالي مع شقيقه في بلاد الرافدين يضطر بعدها لاعلان الندم في قبول التجربة العراقية وربما العربية على حد سواء ونروح نعيد حساباتنا ونشذب أخطاءنا ، ونعيش حلماً جديداً اسمه مونديال روسيا 2018 .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram