بغداد / المدى الاقتصادي دعا الخبير الاقتصادي نصير الحمود الدول العربية إلى بناء مجتمعات معرفية . ورأى الحمود في تصريحات نقلتها صحيفة الصباح الفلسطينية ان بلدان الثورات العربية ستدخل في مرحلة إصلاح وعليها الابتعاد عن الخصخصة. وقال الحمود بحسب الصحيفة لقد شهدت العقود الخمس الماضية صعود أنظمة سياسية شمولية في العالم العربي عقب تحرر الأخير من براثن الاستعمار، غير أن تلك الأنظمة السلطوية
( غالبيتها) رفعت من شأن البعدين الأمني والسياسي، فيما جيرت الناحية الاقتصادية لصالح شريحة معينة مستفيدة من الأنظمة تلك ولم تضع وزنا للمصالح المشتركة التي يمكن أن تتأتى من الوحدة العربية. وأضاف : لم يستفد العالم العربي حقيقة من الجهود الرامية لتحقيق الوحدة في ظل انشغال الزعماء بتفتيت المجتمعات المحلية لتسهيل مهمة السيطرة عليها، كما أن دولا عربية ثرية توجست من النتائج المترتبة على أي عملية وحدة ، ما قد يفضي لفقدانها المكتسبات التي حققتها والتي تمكنت بفضل إنتاج النفط من الوصول إليها. وأوضح وكما فشل النظام العربي السياسي والأمني الموحد فقد كانت السوق المشتركة كذلك حبرا على ورق، إذ تضج الملفات العربية الثنائية بخلافات اقتصادية وأخرى متعلقة بالمياه والنقل، وهي جوانب تحرت بعض الأطراف تأجيجها للحيلولة دون قيام الوحدة. وأضاف الحمود نتيجة للمتغيرات التي تشهدها الساحات والميادين العربية عقب ثورات الربيع العربي، من المتوقع أن يجتمع شمل العرب على توحيد كلمتهم السياسية والاقتصادية إن أرادوا أن يكونوا قوة اقتصادية ذات وزن وليس ظاهرة صوتية فحسب كما يتم التعامل معها حاليا، فيما نجحت دول من العالم الثالث بتحقيق نقلات اقتصادية صناعية في العقدين الماضيين ولا يخفى على أحد نموذجي الهند والصين وأخيرا البرازيل. وأكد الحمود ان على الدول العربية اجتثاث عناصر الضعف المستشرية فيها والمتمثلة أولا بالأمية ، إذ يبلغ عدد الأميين العرب نحو 100 مليون، وبعد ذلك ينبغي التحول للمجتمع المعرفي ومن ثم الصناعي لبناء قاعدة تصديرية لرفد موازين مدفوعات هذه البلدان وعدم الاقتصار على عائدات السياحة والزراعة التقليدية والمواد الخام ،فضلا عن التحويلات الخارجية. وقال ينبغي أخذ العبر من السوق المشتركة الأوروبية، والتي تحمل مساوئ لكنها تقل عن الايجابيات، إذ ساعدت تلك الدول بعضها في أوقات الأزمات وآخرها المتصلة بالمديونية، كما أن كل دولة أفادت من التصدير للدولة الثانية على أسس تنافسية. وبين الحمود ان المشكلة الحالية في نجاح السوق العربية المشتركة تتمثل في تشابه هياكل الانتاج، فما يجري إنتاجه في مصر هو ما تتم صناعته بالمغرب وهكذا، فالمطلوب بناء سياسات صناعية تتوافق عناصرها مع الميزة النسبية التي يحظى بها كل بلد للحيلولة دون فرض أسلوب الحماية الذي يسهم في ازدهار الصناعات المحلية، الا أنه يبقيها متخلفة .
خبير يدعو الدول العربية إلى بناء مجتمعات معرفية
نشر في: 3 سبتمبر, 2011: 07:16 م