TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بعيداً عن المحاصصة.. قريباً من المواطنة.. ما المطلوب؟

بعيداً عن المحاصصة.. قريباً من المواطنة.. ما المطلوب؟

نشر في: 4 سبتمبر, 2011: 05:52 م

طارق الجبوري ليس من الصحيح محاولة البعض ربط ظهور المواطنة بالدولة الحديثة ,, وعلينا التفريق بين وجودها كشعور ومفاهيم بدائية بسيطة منذ بدء التاريخ، وبين ماشهده المصطلح من تطورات تتناسب وما شهده العالم منذ بدايات تكوينه إلى العصر الراهن من تطورات، أسهمت في بلورة تعاريف محددة للمواطنة تستجيب للمتغيرات في المفاهيم العامة للوطن الذي اشتقت منه كلمة المواطنة. ومنذ أن نما الوعي في مجتمعاتنا بتلك المفاهيم بشأن المواطنة،
فان كل التيارات والحركات السياسية عملت على تنظيم برامجها ونظرياتها في ضوئه مدركة انه شعور مترسخ في ضمير المواطن . ونعتقد أن من الخطأ التصور بان الماركسية كنظرية تجاوزت هذا الشعور عندما نادت بأممية شيوعية تتجاوز الحدود، مثلما من الخطأ  الشائع حالياً  تبني البعض مفهوم العولمة كبديل للوطن الواحد .وسعيهم إلى تشويه قيمة المواطنة لصالح أهداف واضحة تؤمن السيطرة والهيمنة لطرف قوي على حساب مصالح أمم وشعوب أخرى اقل قوة  . وبشكل عام فقد تباينت مفاهيم المواطنة وتوسعت بين من يعتبرها ( العضوية الكاملة والمتساوية في المجتمع بما يترتب عليها من حقوق وواجبات،وهو ما يعني أن أبناء الشعب كافة الذين يعيشون فوق تراب الوطن سواسية بدون أي تمييز قائم على أي معايير تحكمية مثل :الدين والجنس أو اللون أو المستوى الاقتصادي أو الانتماء السياسي والموقف فكري .، ) مقابل هذا التعريف هنالك من يقول إن المواطنة ( نسبة إلى الوطن وهو مولد الإنسان والبلد الذي هو فيه ويتسع المعنى ليمثل التعلق بالوطن والانتماء إلى تراثه التاريخي )،في حين إن البعض الآخر يعدها (صفة دالة على المطاوعة والمشاركة وهي مشتقة مباشرة من اسم الفاعل مواطن والمشتقة من الفعل الرباعي واطن المزيد من الثلاثي وطن )، وبغض النظر عن توسع البعض في تعريف المواطنة أو اختصارها، فإنها جميعاً تلتقي عند شيء واحد يمثل المكان أو ما يعرف بالوطن أو الرقعة الجغرافية بحدودها السياسية المعروفة . ودأبت كل الأنظمة بمختلف توجهاتها الديمقراطية منها أو الاستبدادية على تسخير مفهوم المواطنة لتحقيق أغراضها، ومن الطبيعي أن تجتهد الأنظمة الديمقراطية لترسيخ هذا المفهوم في المجتمع لإشاعة قيم حقوق الإنسان وكرامته والتوازن بين الحقوق والواجبات التي تقوّي شعور الفرد بالانتماء للوطن وتحيي عنده مشاعر الدفاع عنه، على عكس الأنظمة الاستبدادية التي تسعى لفرض هيمنتها وتسلطها على شعبها  من خلال ربط المواطنة بمصالحها ومحاولة إيهام المواطن بان  مصلحة الوطن ترتبط بالنظام وتقديس زعاماته . غير أن تطور وسائل الاتصال والمعرفة  وإشاعة الأجواء الديمقراطية في العالم عرت مثل تلك الشعارات، كما أن تطور الأحزاب السياسية أسهم في زيادة الوعي بحقيقة مفهوم المواطنة وارتباطها بحرية الفرد وحقوقه وإضفاء صفات أوسع للمواطنة بجوانبها الإنسانية . المهم أن ما من مجتمع يمكن أن يتنكر أو  يهمش أو يقفز على هذا المفهوم الذ ي أكدت التجارب انه يشكل في احد جوانبه احد أهم مرتكزات الحكم على صلاحية النظام واستجابته للحاجات الإنسانية لكل مكونات المجتمع بدون تمايز أو تهميش لأي فئة . وفي العالم تجارب لدول تكونت من أجناس مختلفة لكنها بمرور الوقت طورت من قوانينها لتجعل الجميع يعيش في رقعة جغرافية واحدة كانت لهم الأمان والمستقبل  والعيش الكريم، لذا نجدهم لم يتقاعسوا عن خدمتها بكل ما يستطيعون . بعد هذه المقدمة البسيطة قد يبدو التساؤل الأكثر أهمية في هذه المرحلة ما الذي تعرضت له المواطنة في العراق من تشويه خاصة إبان الصراعات المريرة بين حركاته الوطنية التي كان الوطن و المواطن الخاسرالوحيد فيها ؟ وهل يمكن أن نعيد لهذا الشعور الإنساني  دوره لبناء دولة حديثة تتحقق فيها الحرية والمساواة  لننطلق بعد ذلك لمشاركة واسعة وحقيقية لفهم واقعي لمعنى المسؤولية الاجتماعية ؟ في التاريخ العراقي الحديث تسجل كثير من الأحداث التي لعبت دوراً في تشويه هذا المفهوم وأسهمت في خلق حالات توتر وتأ زيم بين مكوناته، من أبرزها حالات التهميش والإقصاء التي ألحقت أفدح الضرر بالغالبية العظمى منه وهو ما ينبغي الانتباه إليه، وكان المستفيد الأول في كل ذلك طبقة محدودة ارتبطت بالسلطة وأجهزتها على مر العصور، كما لاينبغي أن نغفل ما لعبته عقلية الاستبداد من اثر كبير وواضح في نفسية الفرد العراقي جعلته في موقع العداء مع السلطة الذي يكاد أن يكون أبديا. ومراجعة سريعة لمواقف الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق تمنحنا أكثر من نموذج على الدور السلبي تجاه المواطنة كمفهوم وممارسة . ومع كل ذلك فان ما يسجل للعراقيين بشكل عام تمسكهم بقيم المواطنة ورفضهم بالفطرة أي ممارسة تحاول الففز عليها أو تجاهلها .كان العراقي يتطلع إلى إعادة الاعتبار للمواطنة في المجتمع من خلال تمسكه بثوابتها المبنية على احترام الآخر عكس أنظمته وممارساتها التي حاولت ليّ هذا المفهوم  وتحريف أهدافه، بل يمكن القول انه كان متقدماً في مواقفه على الأحزاب السياسية التي عمدت إلى حصر مفهوم المواطنة في حدود مفاهيمها الحزبية الضيقة. لقد كانت المواطنة مرادفة للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتداعياتها في العراق، لذا يمكن تفسير تمسك المواطن بالنظريات العلمانية بمختلف أشكالها لأنه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram