TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة: عمدة العاصمة الليتوانية..وطرق المرور السريع

على هامش الصراحة: عمدة العاصمة الليتوانية..وطرق المرور السريع

نشر في: 4 سبتمبر, 2011: 05:55 م

 إحسان شمران الياسريقام عمدة العاصمة الليتوانية باعتلاء المدرعة وأمر قائدها أن يدهس إحدى السيارات الفاخرة المتوقفة في احد الأماكن الممنوعة في العاصمة. وكان المشهد مثيراً عندما صعدت المدرعة على سيارة المرسيدس الفاخرة فـ (جعصتها) في ممارسة لا تخلو من الهمجية الإدارية وتعنّت السلطة، ولكنها لا تخلو من الإصرار على تنفيذ القانون. وعندما خرج صاحب السيارة من المطعم وهو يرى سيارته وقد صارت (خردة)، صافحه العمدة ورجاه أن لا يوقف سيارته في الأماكن الممنوعة مستقبلا!.
والمؤكد أن العمدة لم يحتمل إصرار البعض على عدم الالتزام بالنظام والقانون، وأراد أن يُثبت لكل من تسوّل له نفسه خرق القانون، بأن المدرعة فوق القانون. وأتذكر أيضا سلوكا مماثلاً قام به احد الجنرالات الروس يوم قطعت مؤسسة الكهرباء الروسية التيار الكهربائي عن احدى محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية بسبب عدم دفع ما عليها من فاتورة كهرباء.لقد اضطر الجنرال إلى اعتلاء إحدى المدرعات ودخل مع سريته إلى محطة الكهرباء وأمر المسؤول عنها بإعادة التيار الكهربائي بعد أن وصلت درجة الحرارة بالمفاعل إلى درجات تنذر بالخطر، إذ أن قلب المفاعل يجري تبريده اعتماداً على التيار الكهربائي.ومرة أخرى أنا لا أدعم سلوك الجنرال الروسي ولا سلوك عمدة العاصمة الليتوانية، ولكني أدعم السلوك الذي يضع الأمور في نصابها.ففي عاصمة جميلة مثل بغداد، قطّعتها الكتل الكونكريتية، لم يتبق من شوارعها إلا النصف، يحلو للبعض احتلال هذا النصف وإقامة معارض متجولة وأكشاكاً لبيع مختلف البضائع.كما إن المخالفات المرورية اليومية في الشوارع العامة والوقوف في الأماكن الممنوعة تستدعي من السلطات المعنية حزماً لردع المخالفين.إن عمدة العاصمة الليتوانية إذ يمارس هذه الهواية على المخالفين، يُقدم مثالاً على (وجوب) احترام القانون وعدم التساهل مع المخالفين.. وان عاصمتنا بغداد بحاجة إلى عمدة ليتوانيا ليقضي لنا أمور عاصمتنا ومدينتنا وأسواقنا وطرق المرور السريع..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram