لندن/ يو بي ايأشارت صحيفة الـ “أكسبرس” البريطانية إلى أن “الجذور الحرة” هي نوع من الجزيئات المرتبطة بالشيخوخة والتي تلف الأنسجة وتعتبر ضرورية لقطع الشهية. وأضافت الصحيفة: “في دراسة لدوائر الدماغ التي تتحكم بالجوع، وجد العلماء في كلية الطب بجامعة ييل في الولايات المتحدة، أن الآليات الجزيئية التي تتحكم في الجذور الحرة هي السبب الأساسي في زيادة الشهية“.
وأجرى الباحثون عدداً من التجارب التي أظهرت أن “الجذور الحرة” قطعت شهية الفئران السمينة من خلال تعزيز الشعور بالشبع والامتلاء عبر عصب الميلانوكورتين. ونقلت الـ “اكسبرس” عن معد الدراسة الرئيسي تاماس هورفاث، وهو أستاذ في أبحاث الطب الحيوي قوله: “من ناحية، لا بد من وجود هذه الجزيئات لأنها ضرورية للتوقف عن الأكل. ومن ناحية أخرى، إذا تعرضت هذه الجزئيات لضرر ما، قد تتلف الخلايا وتسرع في عملية الشيخوخة”.ورأى العلماء أن ارتباط الجذور الحرة بهذه الجزئيات وتأثيرها على عملية الشيخوخة يفسر صعوبة وضع استراتيجيات علاجية للسمنة من دون آثار جانبية خطيرة.وفي دراسة أخرى كشف باحثون استراليون عن سر اكتساب بعض الأفراد وزناً زائداً مع تقدمهم بالسن، فقد أوضحت دراسة أجروها مؤخراً وجود ارتباط بين ضعف التحكم بالشهية عند الفرد، وزيادة استهلاكه للمواد النشوية.ويوضح الباحثون؛ أن الخلايا الدماغية التي تحكم الشهية، قد تصاب بضمور مع تقدم الفرد بالسن، فيكتسب المزيد من الوزن. وطبقاً للدراسة فإن المركبات المعروفة بالجذور الحرة Free radicals، والتي تنتج في الجسم بشكل طبيعي، تهاجم الخلايا العصبية المثبطة للشهية، بعد تناول الوجبات، وخصوصاً إذا ما احتوت الأخيرة على السكر والنشويات، ليسهم ذلك في زيادة كميات الطعام التي يأكلها الفرد منا، كما أظهرت النتائج أن الجذور الحرة تهاجم كذلك الأعصاب المسؤولة عن الشعور بالجوع، إلا أن بروتينات خاصة تقوم بحمايتها.ويقول الدكتور زين أندروز، المختص بعلم الأعصاب من جامعة موناش الاسترالية، وعضو فريق الدراسة: يتسبب هذا الهجوم على الخلايا المثبطة للشهية، بإحداث اضطراب بين حاجتنا للأكل، والإشارات الموجهة للدماغ للتوقف عن الأكل. موضحاً بأن الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25-50 عاماً هم الأكثر عرضة لهذا الخلل، والذي ينطوي على حدوث تلف في الخلايا العصبية، التي تقول للشخص بأن يتوقف عن تناول الطعام. كما يرى أندروز بأن الأنظمة الغذائية الغنية بالنشويات والسكريات شاعت في المجتمعات الحديثة، خلال العقود الماضية، ما أدى إلى زيادة العبء الملقى على الجسم، لينتهي ذلك بموت مبكر لخلاياه.ويأمل الباحثون أن يتوجهوا مستقبلاً لدراسة تأثير الحميات الغنية بالنشويات، على بقية الخلايا الدماغية، وعلاقتها بزيادة مخاطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية كالشلل الرعاشي.
السر وراء الإفراط في تناول الطعام
نشر في: 4 سبتمبر, 2011: 06:29 م