بينما ظلت الحركات التي تعمل تحت يافطة "المقاومة" تتذرع في تبرير عملياتها المسلحة بالعمل ضد القوات الأميركية، كذّبت الدراسة التي أعدتها الباحثة مادلين سياوري تلك المزاعم وأكدت بما لا يقبل اللبس أن الضحية الأولى للعمليات انتحارية المواطن العراقي المدني.. فالأخبار السعيدة في صفوف القوات الأميركية والتي بينت خلو صفوف قواتها من أية حالة وفاة خلال شهر آب الماضي قابلتها إحصاءات تبعث على الحزن واليأس،
 عن : الواشنطن بوست فأكثر من 12 ألف مدني عراقي فقدوا حياتهم في الهجمات الانتحارية منذ بدء الحرب في 2003.  جاء ذلك في تقرير لمجلة لانسيت الطبية البريطانية أوضح ان 12,284 مدني عراقي قتلوا في هجمات انتحارية بلغت 1,003 تفجيرات منذ آذار 2003 حتى نهاية عام 2010. وحوالي 11 % من مجمل حالات الوفاة كانت نتيجة أعمال العنف المسلحة في تلك السنوات. بالمقابل تسبب 79 هجوما انتحاريا على قوات التحالف بـ 200 حالة وفاة، أي 4 % من مجمل حالات وفاة قوات التحالف خلال تلك الفترة. ويذكر التقرير أن التفجيرات الانتحارية قتلت من المدنيين العراقيين أكثر مما قتلت من جنود التحالف، وان الأطفال هم أكثر تعرضا للموت من البالغين عند إصابتهم نتيجة لهذه التفجيرات.   كتبت هذه الدراسة مادلين سياو ري هيكز من كلية كنك في لندن بمساعدة باحثين من مكتب إحصاء قتلى العراق -وهو مشروع مدني للبحوث يقوم بتدوين الوفيات في العراق بمختلف الوسائل- و من جامعة لندن و كذلك من التقارير الصحفية باللغتين العربية والانكليزية ومن سجلات المستشفيات ومعلومات من منظمات غير حكومية تعمل في العراق. أثارت صحيفة لانسيت ضجة في عام 2006 عندما نشرت تقريرا يقول بان اكثر من 600 الف مدني عراقي فقدوا حياتهم في الصراع. هذا الادعاء تعرض للكثير من النقد و الاتهام بأنه غير صحيح. ذكر كلبرت برنهام من مركز الاستجابة للاجئين و الكوارث في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة في تحليله لتقرير لانسيت إن الجيش الأميركي كان يستفيد من التعامل مع الهجمات الانتحارية، و كتب يقول "إن أسلوب الجيش في المبادرة و مهاجمة الأهداف المشكوك بها قد وفر الحماية لقوات التحالف في العراق". في الوقت نفسه، جعل المتطرفين يحولون هجماتهم إلى التجمعات المدنية الأكثر ضعفا، حيث سبق أن قتل أربعة عشر مقاتلا في حزيران وأربعة في تموز في عمليات قتالية. ترجمة: المدى