ديالى /السومرية يؤكد مواطنون في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى أن استقرار الأوضاع الأمنية أعطى نكهة خاصة لعيد الفطر المبارك هذا العام، وإن كان لذلك ثمن باهظ من نوع آخر اضطرهم لاعتماد إجراءات تقشف طارئة "لاستنزافه جيوبهم"، في حين تمنى فقراء دوام الأعياد لما تدره على الجميع من "بركات" مادية وعينية.ويقول الموظف الحكومي عبد القادر ناصر حاتم، وهو أب لثلاثة أطفال في حديث لـ"السومرية نيوز"،
إن "مصروفات العيد أتت على راتبي بالكامل"، مستدركا بالقول "إلا أن الأمر يهون أمام فرحة العائلة والأقارب لاسيما من الأطفال بهذه المناسبة المباركة".ويوضح حاتم "لقد انفق أهالي بعقوبة الكثير من المال خلال العيد سواءً لشراء الملابس أم تهيئة المستلزمات اللازمة لإقامة الولائم وزيارة الأقارب والعيديات التي يترقبها الأطفال بفارغ الصبر، وصولاً إلى الهبات التي لا بد من منحها لعمال الخدمات والفقراء والمتسولين".ويتابع حاتم أن "ذلك سيرغم الجميع على التقشف في المصاريف بعد انتهاء العيد، تلافياً لما لا تحمد عقباه كما جرت العادة في مثل هذه المواسم، لاسيما أن عيد الفطر يأتي بعد شهر رمضان الذي يحتاج هو الآخر الكثير من المتطلبات والنفقات".من جانبها تقول المدرسة سهيلة عبود القيسي وكانت برفقة عائلتها، خلال إقامتها وليمة طعام قرب مزار سيد إدريس إن "العيد أفرغ محفظات أرباب العوائل"، مؤكدة أن "للفرح ثمنه الذي لا بد من دفعه عن طيبة خاطر، بعدما تسببت أعمال العنف في إبعاد الأهل والأصدقاء عن بعضهم البعض خلال السنوات الماضية".وتضيف القيسي أن "الحياة ستفرض إيقاعها المعتاد بعد انقضاء عطلة العيد"، مشيرة إلى أن "ذلك يقتضي الواقعية ووضع ميزانية جديدة لمواجهة الأزمة المالية وقضاء ما تبقى من أيلول لحين موعد الراتب".من جهته يقول الموظف المتقاعد عبد الوهاب علي المجمعي إنه "أبلغ زوجته بإفلاسه مع انقضاء أول أيام العيد"، مبينا أن "العيديات التي وزعها على أحفاده الـ13 وما منحه للفقراء تسبب بتبخر راتبه التقاعدي المحدود".ويوضح المجمعي أن "من المفرح حقاً أن يكون قد أدخل البهجة لقلوب أحبابه ومعارفه والعديد من المحتاجين"، لافتا إلى أنه "أجمل إفلاس يشعر به الإنسان دون ندم"، بحسب تعبيره.ويرى المجمعي، أن "الاستقرار النسبي في الأوضاع الأمنية أسهم بنحو ملموس في تمكين الأهالي من الاحتفاء بالعيد"، مؤكدا أن "المحاذير الأمنية كانت تجبر غالبية الأسر على المكوث في المنازل خشية هجمات المسلحين".من جانبه يقول أبو إبراهيم، وهو متسول مكث طوال أيام العيد قرب مزار سيد إدريس، إن "العيد يشكل موسماً جيداً للفقراء والمحتاجين لأن قلوب الناس تكون منفتحة نحو الخير، كما أن فرحة العيد تدفعها لزيادة العطاء على الفقراء والمحتاجين على العكس من الأيام العادية".ويعرب أبو إبراهيم عن امله بان "تكون أيام العراقيين كلها أفراح وأن تنبض قلوبهم بالسعادة بعيداً عن العنف والأحقاد"، مشيرا إلى أن "الفقراء والمحتاجين سيكونون أول من يستفيد من مثل هذه الأجواء".وتؤيد المتسولة نسيمة جوهر التي تجلس قرب تقاطع ما بين الجسرين، ما ذهب إليه أبو إبراهيم، قائلة إن "مردود العيد يوازي عمل أشهر عدة"، وتتمنى "استمرار الأعياد وأن يحل الفرح في بيوت العوائل العراقية كافة التي عانت طويلاً من الحروب وأعمال العنف على مدى عقود طويلة".على صعيد متصل يرى الخبير الاقتصادي المحلي في بعقوبة، زايد الحميري، أن "أجواء العيد جعلت الكثيرين يسرفون في الإنفاق دون حساب"، مؤكدا أن "المعاناة المادية تبدأ بعد انتهاء العيد لاسيما لمن أنفق دون حساب خاصة أن الغالبية من شريحة ذوي الدخل المحدود".ويؤكد الحميري، أنه "كان أول من خرق حسابات الميزانية الشهرية، برغم تحذيراته المبكرة للأهل والأصدقاء من مغبة ذلك".وتؤكد مصادر مطلعة في محافظة ديالى على أن الاحتفال بعيد الفطر المبارك كان الأبرز من حيث عدد الأسر التي زارت المتنزهات والأماكن العامة بسبب الاستقرار الملموس في الأوضاع الأمنية ما أشاع الطمأنينة في النفوس وحفز الأهالي على التمتع بالمناسبة.
مواطنون من بعقوبة: استقرار الأوضاع الأمنية أعطى نكهة خاصة للعيد
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 4 سبتمبر, 2011: 09:33 م