السماوة / نواف المشعلاوي تدفقت في الاسواق المحلية عدة صناعات محلية بعيدة عن اعين الرقابة الصحية تمت صناعتها في معامل اهلية صغيرة او في المنازل ومن هذه الصناعات المياه المعبأة والتي مرت بمراحل عديده من اهمها الخلل الصناعي او سوء التخزين وهذا ينعكس سلبا على حياة المواطن الذي يستهلك من هذه المياه كميات كبيرة،خصوصا ان هناك قوانين صحية سنت مؤخرا منعت تقديم المياه من انابيب الاسالة في المطاعم والمقاهي مما فتح افقا غير محدود في رواج هذه التجارة حتى فاق سعر عبوة الماء الواحدة لتر البنزين ،
فيما رجح اختصاصيون ان رواج هذه التجارة يعود الى قدم ورداءة شبكات الاساله وتكسرها وزيادة الملوحة اهم اسباب هذا العزوف .وقال فالح البركات ( صاحب معمل تعبئة مياه ) : نحن نؤكد ان هناك معامل غير مؤهلة لانتاج عبوات المياه وبعيدة عن اعين الرقابة الصحية وهذا يؤثر سلبا على حياة المواطن كما ان لصناعة المياه مراحل من اهمها كلورة المياه أي وضع مادة الكلور للمياه او تعقيمها بغاز الاوزون وهي افضل الطرق لان زيادة نسب الكلور تجعل الماء مرا وباعتقادي ان المعامل غير النظامية هي معامل سامة تهدد حياة المواطن ، "مشيراً" إلى أن الطلب على المياه المعبأة ارتفع خلال الأعوام الثلاث الماضية بنسبة 150 في المئة، مشيراً إلى أن أكثر من 80 في المئة من سكان محافظة المثنى يستهلكون مياه الـ RO في الشرب و30%يستهلكون المياه الصحية المعبأة، وهذا يعود الى عدة اسباب من اهمها زيادة السكان ورداءة شبكات الاساله المحلية اضافة الى زيادة نسب الملوحة في هذه الشبكات .وعما اذا كان يدقق في صلاحية المنتج قال نحن نتأكد من تاريخ الانتاج والانتهاء اما العمل الصناعي وكيفية انتاجه فهذا يعود الى الجهات المتخصصة . وعن اسباب رواج هذه التجارة اجاب : عزوف المواطن عن استهلاك المياه من الشبكات المحلية لرداءتها وزيادة نسبة الملوحة زاد من استهلاك المياه المعبأة ناهيك عن التصريحات الاعلامية التي تظهر بين الحين والاخر من انتشار لامراض تتعلق باستهلاك المياه كان له الاثر البالغ بزيادة استهلاك المياه المعبأة . مصدر في دائرة ماء المثنى فضل عدم ذكر اسمه قال : تعد شبكات الاسالة المستخدمة حاليا في المثنى من اقدم الشبكات في العراق لكون هذه الشبكات وخصوصا مركز مدينة السماوة نصبت اواسط سبعينات القرن الماضي وقد ملئت تكسرات وتجاوزات من قبل المواطنين وبالتالي التلوث الموجود حاليا في مياه الاسالة يعود الى التكسرات، ويقوم المواطن بدوره بسحب المياه الجوفية والآسنة بواسطة مكائن سحب المياه المنزلية " مؤكدا " ان الصيانة والتصليحات التي تقوم بها دائرتنا لا تجدي نفعا وتعتبر هدرا للمال العام . من جانبه قال المواطن حيدر حمزة (50عاما) : شحة المياه في مدينة السماوة ادت الى عزوف الكثير من المواطنين عن استخدام المياه التي توفرها شبكة الاسالة ، معللا ذلك الى سوء الماء وملوحته وبالتالي توجه الى استهلاك كميات كبيرة من المياه المعبأة او الـ ROوهذا بحد ذاته زيادة في المصاريف الاضافية التي تثقل كاهل المواطن، منوها الى ان كثرة معامل تعبئة المياه فقدت الكثير من الموصفات التي تؤهلها ان تكون مياه صحية ، معتبرا حديثه الى "جريدة المدى " بمثابة شكوى يوجهها الى الجهات المعنية من اجل تحسين جودة المياه على اعتبار ان الماء من اساسيات الحياة ، مشيرا الى ان المياه المتوفرة في شبكة الاسالة تترك طبقة ملحية بعد الغسل وهذا ما يجعلها غير صالحة حتى لغسيل السيارات . من جانبها قالت السيدة خديجة كاظم ( ربة بيت 40عاما ) : رداءة الماء المتوفر في المنازل جعلنا نتوجه الى شراء الماء من اصحاب الستوتات الذين يجوبون الشوارع لبيع الماء والذي نجده احيانا بطعم ورائحة كريهين او زيادة في مادة الشب التي نلاحظ زيادتها في الماء مما اضطرنا الى شراء عبوات ماء فاسدة صناعيا بحسب حديث الناس .الدكتور باسل صبر عودة (مدير قسم الصحة العامة في صحة المثنى) قال : تعتبر صناعة المياه او تعبئتها من اهم الاولويات التي تعمل على متابعتها دائرتنا لتماسها المباشر وصحة الانسان كما ان تردي مياه الاسالة وزيادة نسبة الملوحة فيها جعل المواطن يتجه الى المياه المعبأة او محطات الـ ROالتي انتشرت في الاونة الاخيرة ، مفارزنا الصحية تسيطر على نسبة كبيرة من هذه المعامل والمحطات الا ان توزيع هذه المياه على المنازل لوث هذه المياه وهو المرحلة الاخيرة التي يصل من خلالها الماء للمواطن بواسطة اصحاب الستوتات والذين بدورهم يقومون بشراء وبيع الماء مما شجع ضعاف النفوس بغش المياه المعقمة أي بخلطها بمياه الاسالة او مياه غير معالجة لزيادة الربح وهذا مالايتم السيطرة عليه صحيا الا بتكاتف الجهود مع كل الدوائر الساندة كالشرطة والبيئة والماء للحد من بيع الستوتات للماء او حصرها صحيا . "صبر" اشار الى ان معامل الـ ROهي نفسها معامل تعبئة المياه او فروع منها ومن خلال متابعتنا لهذه المعامل وجدنا بعض الاخطاء الصناعية والتي على اثرها اغلقنا عدة معام
تجارة مياه الشرب تهدد حياة المواطنين
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 5 سبتمبر, 2011: 08:49 م