 عبدالخالق دوسكي /مكتب المدى تأسست جامعة دهوك في عام 1992 ،وقد مرت عليها ظروف صعبة وعصيبة بحسب قول الدكتور عصمت محمد خالد رئيس جامعة دهوك ،حيث كانت قوات صدام حسين تبعد مسافة خمسة كيلومترات فقط من الجامعة ،إضافة إلى  الوضع الاقتصادي السيئ الذي كان يمر به الإقليم آنذاك حيث كان الحصار مزدوجا عليه من العالم ومن النظام المباد .
 جامعة دهوك استطاعت أن تشق طريقها لتكون واحدة من  أهم واكبر الجامعات في العراق طوال السنوات الماضية وانشقت منها جامعة زاخو قبل عامين وهي تضم الآن 14 كلية علمية وإنسانية وأدبية وتسير وفق احدث الأنظمة الإدارية والعلمية . للوقوف على  أحوال  هذه الجامعة عن قرب وأبرز ما تتميز به و عدد الطلاب الذين يدرسون فيها و المراكز العلمية المتواجدة فيها التقينا الدكتور عصمت محمد خالد رئيس جامعة دهوك وأجرينا معه هذا الحوار.التأسيس والانطلاقة  كيف كان تأسيس جامعة دهوك؟- تأسست جامعة دهوك العام 1992 في ظروف حساسة بعد انتفاضة آذار المجيدة ومررنا بأوقات عصيبة حيث كان الواقع الاقتصادي في محافظة دهوك وعموم العراق يمر بظروف صعبة ،إذ كان الحصار مفروضا على الإقليم من قبل النظام البعثي من جانب والحصار كان مفروضا على العراق برمته من قبل المجتمع الدولي ،كما أن النظام البعثي آنذاك اصدر قرارا بعدم قبول الطلاب الخريجين من مدارس الإقليم في الجامعات العراقية ،وفي حينه لم يكن في الإقليم غير جامعة واحدة وهي جامعة صلاح الدين والتي كانت آنذاك بحجم  صغير ،إضافة إلى كونها جامعة نصف مدمرة لأنها نقلت من محافظة السليمانية إلى اربيل، وقد أصدرت الحكومة العراقية آنذاك أمرا للأساتذة الجامعيين المتواجدين في جامعة صلاح الدين من غير سكنة الإقليم يدعوهم إلى الالتحاق بالجامعات العراقية الأخرى، وفي تلك الظروف لم يكن أمامنا سوى الصمود والتقدم والعمل بجهد كبير،وبذلك صدر قرار من البرلمان الكردستاني بافتتاح جامعة في دهوك وإعادة فتح جامعة السليمانية ،وكان هذا القرار تاريخيا وجريئا في الوقت ذاته.بدأنا من لا شيء وأحرزنا تطورا كبيرا إلى درجة إننا نتنافس الآن على أن نكون من ضمن الجامعات التي تقف في صدارة الجامعات العراقية ،لدينا برامج عالمية وعلاقات ثقافية متشابكة مع الكثير من الدول العالمية المتطورة ،وتمتلك الجامعة عددا كبيرا من الأساتذة من حملة شهادات الماجستير والدكتوراه وهنالك المئات من الطلاب  المبعوثين إلى الخارج من حملة شهادات الماجستير والدكتوراه،لدينا برامج تأهيل وتدريب عديدة ومن يزور مجمع جامعة دهوك الواقع في غرب مدينة دهوك فسيلاحظ  مقدار العمل الذي أنجز خلال الفترة الماضية ،فقد كنا في البداية نستخدم سراديب مديرية الأمن القديمة كمجمع جامعي إلا أننا الآن لدينا اكبر جامعة من حيث المساحة على مستوى العراق حيث تبلغ مساحتها ثمانية كيلومترات وقد أنجز حوالي 35% من أبنيتها وهنالك الكثير من مشاريع التشجير وفتح الطرق التي مازال العمل جاريا عليها إضافة إلى تقديم خدمات للانترنيت والكهرباء المدفون .ولدينا الآن  لدينا عدد من الأقسام الداخلية الجيدة جدا لكننا بحاجة الى المزيد منها كما ان هنالك الكثير من مراكز البحث العلمي التي تخدم الطلاب وننظم مهرجانات وحلقات علمية متواصلة حول قضايا تهم الطلاب وتبرز طاقاتهم وإبداعاتهم. يتواجد الآن في جامعة دهوك حوالي (10500) طالب وطالبة وذلك بعد ان انفصلت عنها جامعة زاخو، ويدرس فيها أكثر من (750) أستاذ جامعي من حملة الدرجات المختلفة ولدينا أكثر من (400) طالب دراسات عليا وقد أرسلنا أكثر من (150) طالباً مبعوثين للجامعات العالمية في خارج العراق.منهج الفاكولتي  بخصوص المنهج الإداري الجديد الذي اتبعتموه؟- جامعة دهوك من الجامعات الرائدة في مجال تبني نظام الفاكولتي وهو نظام حديث حيث تم تجميع الأقسام والكليات المتشابهة في فاكولتي واحد وتم استحداث مراكز بحثية جديدة ضمن خطة شاملة من شأنها تقوية البحث العلمي في الجامعة وكذلك جمع الطاقات وتقليل المصاريف الإدارية واعتقد أن الجامعات الأخرى في الإقليم ستتبع هذا المنهج والنظام .التنوع  ما هي ابرز مزايا جامعة دهوك؟- جامعة دهوك استطاعت أن تلم كل أطياف الشعب العراقي كأساتذة أو موظفين أو طلاب والكل يعملون مع بعضهم بتناسق وتفاهم تام،ومن ميزاتها أيضا ان اللغات الرئيسية فيها هي اللغة الانكليزية والكردية والعربية كلغات أساسية يعتمد عليها في الجامعة ،لغة التفاهم والتخاطب الرسمية هي اللغة الكردية ،ومن مميزات هذه الجامعة أنها تضم مراكز استشارية في المجال السياسي والاقتصادي والتاريخي والفني والاجتماعي مثل المركز الثقافي الاجتماعي ومركز الحاسبات ألإلكترونية ومركز الدراسات الكردية وحفظ الوثائق . ماعلاقة الجامعة بالمجتمع والقطاعات الحياتية الأخرى؟-  للجامعة علاقات جيدة وقوية مع بقية قطاعات المجتمع وهنالك تنسيق كبير بين جامعة دهوك والمؤسسات الإدارية الحكومية المتواجدة في المحافظة ،وهنالك علاقات جدية مع الأحزاب والأطراف السياسية المتواجدة في المحافظة ومع ذلك استطاعت المحافظة على استقلاليتها وفردانيتها في اتخاذ القرار