عامر القيسيلم التق بالسيد صالح المطلك نائب رئيس الوزراء منذ أن سمعت باسمه ورأيت صورته بعد سقوط الدكتاتورية، سمعت عنه الكثير ولا اعلم حقيقة ما قيل عنه كونه مديرا لأعمال ساجدة زوجة صدام، وشموله باجتثاث البعث ثم رفعه عنه وغيرها من القصص التي يتداولها الناس عنه في أحاديثهم اليومية، لكني أتابع تصريحاته من على شاشات الفضائيات مثل بقية السياسيين المتصدين للعملية السياسية، وقد حيرتني فيه تناقضاته في المواقف المتأرجحة من معارضة "الاحتلال" إلى اللقاء بالأمريكان،
ومن معارضته للعملية السياسية إلى قبوله بمنصبه الحالي، مرّة احسبه منتميا لزمن ماقبل التغيير ومرّة اخرى احسبه مع التغيير بشروط، مرّة مع "المقاومة" ومرّة أخرى داعيا إلى إلقاء السلاح. وكانت مواقفه تثير دهشتي فلا هو معارض للوضع الحالي الذي وصفه في أكثر من لقاء بالطائفي والدكتاتوري وان إيران هي من ترسم له سياساته، ولا هو منخرط بالعملية السياسية وإصلاحها برغم انه نائب مرّة والآن مسؤول كبير. وبرغم التشويش الذي تحدثه مثل هذه المواقف، الا انني غالبا ما أقول إن الرجل من سياسيي المرحلة تحكمه المصالح العامة والخاصة، مثل بقية زملائه ممن تتنوع مواقفهم وتتبدل مع نوع الريح وشدتها. آخر ما قاله المطلك في برنامج خاص لـ"الحرة عراق" عن أحداث الحادي عشر من ايلول عام 2001 التي غيرت تبعاتها مجرى الأحداث في الشرق الأوسط والعراق خصوصا، قال المطلك، انه ما أن شاهد ما جرى في امريكا في ذلك العام فانه توقع أن العراق سيكون هدفا للأميركان وانه سينتهي، واضاف، وفعلا انه انتهى!!كيف يكون العراق منتهيا وهو البرلماني والمسؤول الكبير والمنخرط في العمليتين السياسية بشقيها الحكومي و"المعارض" وهل يعتقد، أن سقوط صدام هو نهاية للعراق على مقولة "اذا قال صدام قال العراق"!! هل هذا هو الكلام المنطقي لسياسي ونائب رئيس وزراء في حكومة شرعية انبثقت عن برلمان منتخب، بغض النظر عن كل المساوئ والمشاكل التي رافقت التغيير؟ ليست لدي فكرة واضحة عما يريده المطلك من الوضع الحالي، وأحيانا أتساءل، وانا الذي لم اسمعه مرّة يدين الزمن الصدامي، ان كان الرجل يحن حنينا الى زمن الدكتاتورية، او انه مستاء جدا من إفرازات التغيير وانه يتمنى لنا وله عراقا ديمقراطيا تعدديا فيدراليا. سألغي الاحتمال الأول، لكنني كنت أتمنى عليه أن يكون في موقع غير موقعه الآن في العراق "المنتهي" ليساهم في بناء عراق جديد.هل هذا ممكن رجاء؟
كتابة على الحيطان: حــوار هادئ
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 5 سبتمبر, 2011: 09:11 م