نيويورك / وكالات لو افترضنا أنك طرحت بطريقة عشوائية، سؤالاً على خمسة أشخاص موجودين داخل غرفة، عن ماهية المقتنيات التي يحملونها في حقائبهم في لحظةٍ ما، فسوف يجيبك أحدهم بأنه يحمل جهاز"آي فون"، أو"آي باد"، أو"ماكبوك"، أو على الأقل، يحمل جهازاً يماثل بشكل لا يصدق، أحد الأجهزة المشار إليها أعلاه .
وجميع تلك الأجهزة ابتكرتها عملاقة التكنولوجيا الأمريكية"أبل" . وانطلاقاً من ذلك الواقع، فسواءً راقت لك"أبل"، أو لم ترق، يجب أن يكون مفهوماً لديك ان هذه الشركة، ورئيسها التنفيذي ستيف جوبز السابق، أعادا بشكلٍ عام، صياغة عالم التكنولوجيا، وثقافة المستهلكين، بل إن بصمات"أبل"، باتت جلية في كل شيء يخص ذلك العالم، بدءاً بشكل، وملمس أجهزة الكمبيوتر، والموبايل، وانتهاءً بالطريقة التي نستخدم وفقها الهواتف المحمولة، ونحمل الموسيقى في ذلك السياق يقول تيم بجارين، كاتب متخصص في التكنولوجيا، وكبير محللي مجموعة"كريتيف ستراتيجيز"، المتخصصة في الاستشارات التكنولوجية:“التأثير الأكبر لشركة أبل ليس في ابتكار التكنولوجيا، وإنما في إعادة ابتكارها". وبحسب ما يقوله بجارين، لا يمكن لشركة"أبل"، أن تزعم بأنها اخترعت الكمبيوتر الشخصي الأصلي، أو الهاتف الذكي، أو حتى مفهوم"أبل ستور" . غير أن الشيء المؤكد، هو أن كل ما تعج به السوق من منتجات في زمننا المعاصر، كانت ستبدو مختلفة كلياً لولا التأثير الذي تركته"أبل" .“مين ستريت .كوم" طلبت من العديدين من خبراء التكنولوجيا، وضع تصور مختلف لتطورات افتراضية كان من الممكن أن يشهدها سوق الأجهزة التكنولوجية الشخصية، والمنتجات التي يمكن أن يشتريها المستهلكون اليوم، لو لم يقم ستيف جوبز، وستيف وزنياك، بتأسيس"أبل" في عام 1976 . وفي ما يأتي بعض التصورات التي صاغها بعض الخبراء عن عالم افتراضي لا حضور لشركة"أبل" فيه .انتشار بطيء للكمبيوتر الشخصييشار افتراضياً، إلى أن كل بيت (في الولايات المتحدة)، يمتلك حالياً جهاز كمبيوتر واحداً على الأقل . وكان من الممكن أن يختلف الوضع، وكذلك الوقت المستغرق في انتشار هذه الأجهزة، من دون"أبل" . فالأخيرة كانت أول شركة تطرح الكمبيوتر الشخصي على المستوى التجاري على حد قول بجارين، في إشارة إلى إطلاق جهاز"أبل II" في عام ،1978 الذي استهدف إلى حد كبير المستهلك العادي . ويضيف بجارين:"ما أقدمت عليه"أبل" هو الإشارة إلى وجود سوق للكمبيوتر الشخصي، الأمر الذي دفع شركات أخرى، مثل"آي بي إم"، إلى الانخراط في تلك السوق". من جانبه، يقول تشارليس إس كولفين، المحلل لدى شركة"فورستر" المعنية بأبحاث السوق:"لقد أدت أبل دور العامل المساعد في دخول الكمبيوتر في السوق الاستهلاكية"، مفترضاً انه لو لم تكن"أبل" موجودة وقتئذٍ،"لاقتصر اهتمام صناع أجهزة الكمبيوتر على الشركات الصغيرة، والجامعات فقط" .وفي ضوء ذلك الافتراض، قال بعض المحللين إن الكمبيوتر الشخصي كان سيحتاج إلى نحو من أربع إلى خمس سنوات إضافية للوصول إلى المنازل . ويستطرد كولفين:"ربما يمكننا الافتراض أن المستهلك العادي يمكن ان يقتني جهازي كمبيوتر، بدلاً من ثلاثة في حال غياب أبل . لكن ذلك لا يعني عدم انتشار الكمبيوتر الشخصي على نطاق واسع في الحالتين" في الوقت الذي من المحتمل أن تتوافر فيه لدينا العديد من المنتجات نفسها في سوق اليوم من دون وجود"أبل"، فإن تصميمها كان سيكون على الأرجح أقل وقعاً على المستهلك . فشركة"أبل"، تهتم أكثر من أية شركة أخرى، ببناء منتجات جذابة، وسهلة الاستخدام، بدايةً بالجيل الأول من أجهزة الكمبيوتر، الذي تم إطلاقه في أواخر سبعينيات القرن الماضي، ويقول ليندر كاهني، محرر"كلتوماك .كوم"، ومؤلف كتب عن الشركة:"ستيف جوبز هو أحد قلائل الناس الذين صنعوا الكمبيوتر لعامة الناس"، مضيفاً:"في حين نجد أن الشركات الأخرى تجبرك على استخدام منتجات بشعة، ومصممة من أشد المهندسين عداوةً للتطور الاجتماعي" .لا موسيقى رقميةقد لا تكون"أبل" شركة الموسيقى الأولى، أو الرئيسة، ولكنها تركت أثراً عميقاً على هذه الصناعة، وخصوصاً في ما يتعلق بمبيعات الموسيقى الرقمية . ونهضة الموسيقى الرقمية برزت في بدايات القرن الحالي، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى خدمات"نابستر"، و"كازا"، التي فتحت الطريق للمستهلكين لتحميل جميع الأغاني التي يريدونها، وبالمجان . ولدى"أبل" الآن مُشغل الموسيقى المتحرك"iPod"، ومعه برنامج"iTune"، المصمم بشكل مدروس لإنجاز شراء، وتشغيل الأغاني . كما أنها أبرمت على نحوٍ متدرج، شراكات مع كبريات شركات الأسطوانات في مجال بيع الموسيقى، ما أتاح للمستهلكين اتباع طريقة سهلة، من البداية حتى النهاية، في شراء الموسيقا الرقمية .وهنا يقول غولفين:"على الرغم من حقيقة اننا نسمع أصو
كيف نتخيّل عالمنا من دون "أبل"؟
نشر في: 6 سبتمبر, 2011: 05:57 م