اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ذوق الـشــرق الأقــصـــىمعرض لمجموعة كارتييه- بريسون فـي نانسي

ذوق الـشــرق الأقــصـــىمعرض لمجموعة كارتييه- بريسون فـي نانسي

نشر في: 6 سبتمبر, 2011: 06:00 م

ترجمة عباس المفرجي هل يمكن لاسم كارتييه- بريسون أن يخفي اسما آخر ؟ معظم الناس سمعوا عن هنري كارتييه- بريسون ، الأستاذ الكبير في التصوير الفوتوغرافي بالأسود والأبيض . لكن " آش سي بي " كما كان يُعرف ، كان له عمّ عظيم ، شارل كارتييه- بريسون ( 1852 – 1921 ) ، استحق مكانه بجدارة في تاريخ عشّاق الفن . متحف نانسي للفنون الجميلة ، كرّس معرضا صيفيا جذابا لهذا الجامع للأعمال الفنية اليابانية من أواخر القرن التاسع عشر ،
 يدعى  Un gout d extreme Orient (ذوق الشرق الأقصى) ، يستمر حتى التاسع عشر من أيلول .كان شارل كارييه- بريسون وريثا لسلالة تتاجر بالأقمشة ، وانتقل إلى نانسي في تسعينات القرن التاسع عشر . كان عضوا ناشطا في جمعية أصدقاء الفنون وجمع أكثر من ألف وسبعمئة وأربعة وأربعين عملا . تركت أرملته أكثر من ألف وثلاثمئة مادة ، معظمها من اليابان ، الى متحف نانسي ((طبقا لوصية زوجها )). أخيرا ، يتم الآن عرض ثلاثمئة مادة ، روحية ومنفعية معا ، للجمهور في هذا المعرض المتكامل . تتضمن هذه المعروضات خزفا رائعا مطليا بورنيش اللك ، أقمشة مطبوعة ، مخطوطات مزينة بالرسوم ، مواد من أثاث ، ألبسة وخزانات . يمكن للزوار رؤية المحظيات وهن يعزفن على الشاميزن  ، الآلة الموسيقية التقليدية الثلاثية الأوتار ، توباكو بون أو عدّة تدخين من العاج ، كيمونو من قماش الكريب الحريري ، وخزانة ساموراي ، كلها نقلت في عصر  كان فيه الفن الياباني آخر صيحة .حين فُتِحت اليابان عصر الميجي بالقوة أمام الغرب في عام 1868 ، أصبح جامعو التحف فضوليين جدا ، وكان شارل كارتييه- بريسون واحدا من الذين يُطلق عليهم خبراء الموجة الثانية ، وبدأ في عام 1889 بالشراء من مجموعات سابقيه ، ادمون دو جونكور وفيليب بيرتي ، رائدي الموضة اليابانية .هذا المعرض فتح النوافذ على ثقافة كانت مخفية لزمن طويل . تكشف المخطوطات عن مئة قصيدة لمئة شاعر مفسَّرة بواسطة مربية أطفال ، مهدهدة بحركات مصباح قارب صغير . أو الصور الداخلية الزاخرة بالأحداث لمسارح الكابوكي ، التي تشبه الكابريهات الهائجة ومساوية في كل النواحي لـ " البيوت الخضراء " ( كما كانت تسمى المواخير وبيوت الشاي ) للمتع السرّية .ماكيمانو ، أو مخطوطة عمودية ، طولها عشرة أمتار ، تصف موكبا ليليا من مئة شيطان يوكيهيدي ، مكشّرين بطريقة عصرية جدا . قماش مطبوع بيد واحد من الفنانين الرئيسيين في الطبع الخشب ، اوتامارو ، يصوّر أطفالا متنكرين بزي إلاهات السعادة ، وهو عمل يصمد في وجه ذلك العمل لأستاذ عظيم آخر ، هيروشيجي ، الذي ترك عمله الشهير " مائة مشهد من ايدو " أثرا على الإنطباعيين الفرنسيين .نانسي هي مسرح ملائم لهذا الفن المصقول للغاية . في الوقت الذي كان فيه العم العظيم لآش سي بي ينال مجموعته ، كان صنّاع الخزانات وفنانو الزجاج في هذه المدينة المزدهرة يبدعون إسلوب الآرت نوفو (أسلوب فن الديكور والعمارة والتصميم في نهايات القرن التاسع عشر) ، الذي كان متأثرا أيضا باليابان . ويصبح ذلك من الواضح ملاحظته في العديد من رسوم الطبع بالأستينسل الممثلة هنا كظلال صينية . إنها مقطوعة من ورق مصنوع من خشب التوت المتراصف والمنقوع في عصارة ثمر البرسيمون ، ويكشف عن قطرات ثلجية ناعمة ، تساقط مطر وخيزران ، التي يمكن أن تنسب الى كلا الآرت نوفو والآرت ديكو (إسلوب فني سائد في الديكور في فترة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ، يبرز في تأثيث البيوت والعمارة).عن صحيفة لومون

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram