 عبدالخالق دوسكي / دهوكتعد عملية زرع الكلية من العمليات المكلفة والصعبة التي تحتاج الى متابعة مستمرة حتى بعد إجراء العملية ، كما ان هذه العمليات تحتاج الى متبرعين وإجراء العديد من الفحوصات الخاصة بالمطابقة ومن ثم شراء الكلية في معظم الحالات وما تتطلبه من توفيرمبالغ تصل الى عشرة آلاف دولار للكلية الواحدة .
في الفترة الأخيرة تزايد عدد المرضى الذين قاموا بزراعة الكلى لأنفسهم في محافظة دهوك مما دفع بمجموعة من المصابين الى تشكيل منظمة مدنية خاصة بهم سميت بمنظمة (آفر) لدعم مرضى الكلى ومساندتهم.صبرية صالح مديرة منظمة آفر قالت في حديث لصحيفة (المدى) " قمت بعملية زرع كلية في  عام 2003 وقد فشلت العملية مما اضطرني الى إجراء عملية زرع أخرى قبل ثلاثة أعوام وقد لاقيت معاناة كثيرة في هذا الصدد، لذلك فانني قمت مع مجموعة من المصابين بهذا المرض بتأسيس منظمة خاصة للدفاع عن حقوق هذه الشريحة من المرضى الذين يحتاجون الى الكثير من العون والمساعدة من الناحية المادية والمعنوية والنفسية "صبرية بينت ان عدد الذين قاموا بزراعة الكلى لأنفسهم في محافظة دهوك قد وصل الى 140 شخصا وهم في تزايد مستمر وأضافت " هؤلاء المصابون يحتاجون الى مساعدات مالية ومعنوية ،فالعمليات التي تجرى لهم هي عمليات باهظة الثمن تصل تكاليفها الى اكثر من 20 الف دولار اضافة الى حاجتهم المستمرة لمراجعة الأطباء وإجراء الفحوصات بشكل دوري"مديرة منظمة (افر) بينت انهم سيسعون الى تحقيق أهداف عديدة من خلال منظمتهم منها: التنسيق مع وسائل الإعلام لإظهار حاجيات و معاناة هذه الشريحة من المرضى وإبداء يد المساعدة لهم سواء من ناحية توفير الأدوية او محاولة إرسالهم الى الخارج لإجراء العمليات الجراحية لهم عن طريق بعض المنظمات الدولية المعنية بهذا المرض او جلب أطباء من الخارج للقيام بهذه العمليات، كذلك سنسعى الى توفير الكلى للمحتاجين بالطرق الشرعية والقانونية بعيدا عن الاستغلال الذي تشهده وسنبذل جهودنا مع الحكومة في سبيل توفير ضمان اجتماعي لهؤلاء المرضى أسوة ببقية الفئات الذين يتسلمون الرواتب الخاصة بالرعاية الاجتماعية كما سنسعى الى نشر ثقافة كيفية الوقاية من هذا المرض ". صبرية أشارت إلى ان المصابين بأمراض الكلية يحتاجون الى إجراء فحوصات تسمى السانديمون والتي تحتاج الى أجهزة حديثة وهي غير متوفرة في إقليم كردستان لذا فقد طالبت الجهات المعنية في حكومة الإقليم بضرورة توفير المختبرات الخاصة بهذه الفحوص لأنها من الفحوصات المكلفة والتي يحتاج إليها كل المصابين "ابو هندرين (48 سنة) احد الذين قاموا بزرع الكلية لأنفسهم "لقد أنفقت كل ما لدي من أموال حتى استطعت الحصول على متبرع واشتريت الكلية منه ثم قمت بإجراء العملية في ايران وأنفقت في ذلك ايضا مبالغ طائلة كما ان الفحوصات والتحاليل و الأدوية هي الأخرى تحتاج الى مصاريف وأموال وإنني الآن بحاجة الى من يساندني، لأنني لا استطيع مزاولة كل الأعمال وخاصة الثقيلة منها ،لذا أتمنى أن أجد  من يساعدني أو ان  الحكومة تخصص لنا رواتب مثل ما لبقية فئات المكفوفين والعجزة والمعوقين وغيرهم"الى ذلك أشار تيلي موسى المدير التنفيذي لمنظمة نوشين لدمقرطة العائلة ان تأسيس مثل هذه المنظمات التي تعنى بشرائح خاصة من المرضى داخل المجتمع هي من الأمور التي ينبغي دعمها والعمل على تطويرها بشكل يخدم تلك الشرائح ويساهم في تذليل الصعوبات التي يعانونها  ويقرب مشاكلهم من الجهات المعنية ويكون بمثابة جسر للتواصل  في ما بينهم وبين الحكومة من جهة والمنظمات الدولية المهتمة بهذا الشأن من جهة اخرى"وبين تيلي ان الوعي الصحي مازال ضعيفا في المجتمع الكردستاني ،و أضاف "مازال الناس بعيدين عن مبدأ الوقاية خير من العلاج لذا فهم بحاجة الى مثل هذه المنظمات التي تقوم بنشر الوعي الصحي داخل المجتمع وتساهم في حلحلة المشاكل التي تعانيها هذه الشرائح من المرضى " .