اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > عفيفة إسكندر وماريكا.. ملاحظات واستدراكات

عفيفة إسكندر وماريكا.. ملاحظات واستدراكات

نشر في: 7 سبتمبر, 2011: 05:08 م

باسم عبد الحميد حمودي استمتع المشاهدون بمتابعة مسلسل (فاتنة بغداد) التي حاول المؤلف السينارست علي صبري قراءة حياة الفنانة الكبيرة عفيفة إسكندر باعتبارها فاتنة بغداد والفنانة التي ساهمت في العمل السياسي والاستخباري في العراق في ثلاثينات  القرن الماضي .  ومن حق كاتب السيناريو أن يقرأ الشخصية كما يحلو له وكما يرسم فنيا شرط أن لايتجاوز الحقيقة .
 ومن أوائل هذه الحقائق أن عفيفة لم تكن لها  علاقة بأية منظمة جاسوسية ومن أوائل هذه الحقائق أيضا أن والدتها السيدة (ماريكة ديمتري) كانت فنانة تعمل راقصة في الملاهي وقد عملت في ملاهي أربيل- حيث غنت عفيفة وعمرها ست سنوات أول مرة – والموصل وحلب والبصرة وبغداد وأن والدها ليس(إسكندر) الذي كان زوج أمها، وبالتالي فإن (ماريكة) لم ترتد العباءة ولم تمنع عفيفة من الغناء ولم تجاور بيت الشخصيات الافتراضية (يعقوب – حداد – أم حداد) الذين من حق المؤلف أن يظهرهم في مسلسل من هذا النوع, ولكن على شاكلة أخرى  لاينافس فيها (حداد –محمد هاشم)الفريق بكر صدقي العسكري (قائد انقلاب 1936 في العراق)على حب عفيفة اسكندر .واقع الأمر أن بكر صدقي (مثل شخصيته  الفنان الكبير كريم محسن) لم يطلب من عفيفة الزواج بل كان صديقا لها وأنه كان لايحتاج للخروج اليومي معها بالسيارة والجلوس على تلك المصطبة (الوحيدة في شارع مظلم) للحوار  حول الحب والزواج أو حول المنظمة اليهودية التي يقودها نسيم التي تهدد عفيفة وتخيفها (وقد أجبرتها على العمل معها حسب افتراض المؤلف)، ذلك أن بكر صدقي كان كغيره من كثير من  الضباط الشباب من رواد الملاهي على علاقة بالكثير من الفنانات في ذلك الزمان ولم تكن العلاقة  بين عفيفة وبكر صدقي سوى علاقة صداقة مثلها مثل علاقتها مع الفنان الكبير حقي الشبلي وعلاقة الفنانة سليمة مراد مع الملحن والعازف المهم الفنان صالح الكويتي (مثل شخصيته الفنان خليل إبراهيم)، في وقت لم تكن علاقة صالح بيحة بـ(صاحب الملهى الذي مثل شخصيته الفنان مهدي الحسيني) بالمنظمة السرية اليهودية المفترضة علاقة حقيقية فقد كان الرجل  متعهدا للفنانات ليس إلا . تقول المصادر البغدادية أنه في يوم تشييع بكر صدقي ببغداد خرجت عفيفة وأختها أنطوانيت إسكندر حافيتي القدمين وبالعباءة تبكيان قائد الانقلاب لكن هذا  - لو صح – دليل الحب والفجيعة لاغير .بالمناسبة فان كاتب السيناريو الأستاذ علي صبري لم يظهر أنطوانيت في لقطة واحدة وهي الابنة الحقيقية لاسكندر والأخت غير الشقيقة لعفيفة ولم يظهر شيئا من تفاصيل حياة الفريق عبد اللطيف نوري (والد القاص عبد الملك نوري وقائد الفرقة المشارك في الانقلاب ووزير دفاع وزارة حكمت سليمان) .من جهة أخرى فقد أظهر المسلسل ضعف شخصية حكمت سليمان وتابعيته لبكر وهو أمر لايتفق والصورة التاريخية التي تؤكد ندية العلاقة وقوة سليمان الإدارية ودهائه السياسي . إن الكثير من الوقائع لم يستطع المسلسل دخول عالمه –مادام قد دخل عالم انقلاب 1936  - ومنها شخصية الملك غازي التي شاركت في الانقلاب ومهدت له وشخصية نوري السعيد -  الخاسر الأكبر من الانقلاب- وشخصية الفريق جعفر العسكري وزير الدفاع القتيل بأمر بكر صدقي .  ولاشك في أن عملا تاريخيا فنيا من هذا النوع يتطلب إحاطة بالحقائق ومصائر الشخصيات وهو أمر كان الكاتب قادرا عليه لولا أنه رسم  خطا دراميا مليئا بالافتراضات التي كان الأهم منها الحقائق التاريخية الحافلة بالمادة الدرامية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram