ابتسام عبد الله لقد تعرض كتاب باتريشيا بوسوورث عن جين فوندا إلى التأجيل مرات عدة، لانشغال جين فوندا بكتابة سيرة حياتها بنفسها،"حياتي حتى الآن"، ثم اتفقت فوندا مع الكاتبة، على التعاون معاً، شرط قيام بوسوورث بالاطلاع على الملف الخاص بفوندا في .F.B.I ، واختيار الجيد منه، للاستفادة منه في،"حياتي حتى الآن"،-صدر عام 2005. وقد حقق ذلك الكتاب نجاحاً كبيراً، تحدثت جين فوندا عن الأوجه المتعددة لحياتها الشخصية، وكانت آنذاك في الـ67 .
ومع نجاح تلك السيرة الذاتية، واصلت بوسوورث عملها، ولكن فوندا أصدرت كتابها الثاني بعنوان"الوقت الأساسي"، مؤخراً أما الحياة الخاصة لامرأة معروفة"،فقد صدر في خلال هذا الشهر ولن يوزع إلاّ في نهايته.وتتحدث فوندا فيه عن سعادتها وهي قد بلغت الـ73 من عمرها، وكيف تغيرت حياتها في هذه المرحلة. وما تكتبه جين فوندا عن حياتها يختلف كثيراً عما تكتبه فنانات شهيرات عن حياتهن. الشائعات التي أحاطت بهن، والمعارك التي شُنت عليهن. إنه كتاب يدخل في صلب الموضوع منذ البداية.وقد نشأت علاقة الصداقة بين جين فوندا والكاتبة بوسوورث منذ أعوام الستينات.وقد درست الاثنتان مع لي ستراسبورغ في أستوديو الفنانين آنذاك. وكانت بوسوورث ممثلة مسرح لفترة قصيرة. وقد تفوقت ككاتبة سيرة في عام 1978، مع كتابها عن "منتغمري كليفت".ويتضمن كتابها عن فوندا، كل ذكريات صديقاتها وزملائها وأحبائها، الذين تحدثوا بصراحة مع الكتابة كما أجرت الكاتبة مقابلات مع سيدني بولاك، آرثر بين، بيتر بويل، سيدني لوميت، روي شايدير وديفيد هالبيرستام.وحسب وجهة نظر المقربين من عائلة"فوندا"، فإن أهم حادثة في حياتهم، حصلت عام 1950/ عند انتحار والدة جين(زوجة هنري فوندا)وقد قامت والدة جين وتدعى فرانسيس بقطع رقبتها، بعد ندائها على جين، التي تجاهلت النداء، والتي ما زالت حتى اليوم مثقلة الضمير، لعدم تلبيتها ذلك النداء. والكثيرون من معارفها يؤكدون أهمية تلك الحادثة ومنهم شقيقها بيتر فوندا في كتابه، "لاتقل لوالدي",ووالدها هنري فوندا في كتابه"فوندا:حياتي" وبالتأكيد كتاب جين فوندا أيضاً:"حياتي حتى الآن".وفي كتابها تبدي المؤلفة عجبها لقرار هنري فوندا، للظهور على خشبة المسرح في تلك الليلة بالذات-"مسرحية السيد روبرتس"، وعندما سألت المعاصرين له عن أدائه آنذاك، قالوا إنه كان فاتراً" وتمثيله كان يعكس مشاعره". أما الفكرة الثانية الشائعة عن جين فوندا، فهي عن تمضية حياتها منجذبة إلى رجال يذكرونها بوالدها الذي كانت علاقتها معه غير حسنة.لقد قدمت جين فوندا نفسها كامرأة مستقلة قوية، في حين أنها رضخت لآراء أزواجها الثلاث(روجر فاديم، توم هايدن وتيد تيرنر)، وكذلك أصدقائها. ويتحدث الكتاب عبر مقابلات عديدة مع معارف فوندا، عن طباعها وباقتضاب نشاطها السياسي في خلال الحرب الفيتنامية- الأمريكية،وخاصة بعد زيارتها الشهيرة إلى هاندي عام 1972 ، وحديثها عبر إذاعة فيتنام الشمالية.وكتاب جين فوندا أيضاً، لا يتحدث كثيراً عن نشاطها السياسي، بل الحالي، حيث تشارك في بحوث ومقابلات حول التقدم في السن، والأنشطة المختلفة في تلك المرحلة من العمر، وصورتها على غلاف الكتاب، يعبر عن"معجزة التصوير"، والعمليات التجميلية والمستحضرات الجديدة الخاصة بها".وحديث فوندا في "الوقت الأساسي"، يختلف عما كان عليه سابقاً، بفعل التجارب التي اكتسبتها مع تقدمها في السن. وتقول في ذلك،"لقد اكتشفت بحوثاً تقول إن سعادة أو شقاء مرحلة الطفولة، لا علاقة لها في نوعية السعادة مستقبلاً، مع التقدم في السن".إن كتاب فوندا ممتع وجدير بالقراءة، كما يؤكد النقاد، وهي في نهايته تنصح القراء لقراءة مارسيل بروست،أو كما نقول،"حافز واحد قد يُعيد ذكريات مدفونة"،و"ذكريات أشياء مضت"،لبروست،يوضح تلك العبارة.عن/ النيويورك تايمز
المكتبة السينمائية :جين فوندا وحياتها الخاصة
نشر في: 7 سبتمبر, 2011: 05:12 م