عبد الخالق دوسكي دهوك"في يوم ما كنا نتزاحم على شباك توزيع البطاقات لندخل ونشاهد فيلما هنديا أو فيلما من أفلام رعاة البقر" هذه كانت كلمات صالح محمد (45 سنة) عندما اقتربنا من مبنى سينما نوروز ،السينما الوحيدة في دهوك والتي كانت شبه خالية إلا من بعض العاملين والمدير الذي كان يجلس على مقعد أمام باب السينما.
أول ما لفت نظري أن الصور التي كانت معلقة بجدران السينما كانت تعرض لقطات مثيرة رغم قدمها،عبرنا بابها الحديدي الذي يشبه باب السجون إلى حد كبير والتقينا السيد (مؤيد مجيد) المدير التنفيذي لسينما نوروز والذي تحدث لنا عن تاريخ السينما بقوله" للسينما تاريخ طويل في محافظة دهوك حيث تم افتتاح أول صالة عرض الأفلام السينمائية في دهوك عام 1971 وكان لها جمهور كبير في السابق وخاصة في السبعينات من القرن المنصرم كونها السينما الوحيدة في عموم محافظة دهوك، فكانت القاعة تمتلئ بالرواد وكنا في كثير من المرات نضطر إلى إدخال الرواد فيظلون واقفين على أرجلهم إلى أن ينتهي الفيلم لأنه في ذلك الوقت لم تكن هنالك هذه التكنولوجيا الحديثة من الفيديو والتلستار فكانت السينما هي المكان الوحيد الذي يمكن فيه مشاهدة الأفلام العالمية المشهورة لذا كان الإقبال عليها كبيرا " وبخصوص الأفلام التي كانوا يعرضونها في السابق قال مؤيد مجيد" كنا في السابق نعرض أفلاماً متنوعة منها قتالية وأفلام حروب وأفلام بوليسية وأفلام رومانسية لكننا كنا نخصص مساحة كبيرة للأفلام الهندية التي كانت تلقى رواجا لدى عامة الناس الذين كانوا يقبلون على السينما"لكن وبحسب قوله فان جمهور السينما قد بدأ يتخافت رويداً رويداً بظهور التلفزيون والفيديو وانتشارهما بشكل كبير في بداية الثمانينات من القرن الماضي وبحلول التسعينيات وظهور الأقراص الليزرية (CD) فان الإقبال قد قلّ بشكل كبير و تراجع عدد الزوار يوما بعد يوم إلى أن وصل الآن إلى 40 شخصا في اليوم .سليمان دوسكي الذي كان يعمل في هذه السينما بيّاعا للبطاقات في السنوات السابقة قال"كان الناس يتدافعون ويتزاحمون من اجل الحصول على بطاقة للدخول ومشاهدة الفيلم لكن بعد ظهور الفضائيات وانتشار الانترنيت تراجع جمهور السينما "وأضاف سليمان "كما أن صاحب السينما لم يكن يريد المجازفة بأمواله من اجل تطوير بناية السينما أو جلب معدات حديثة أو الاستفادة من التقنيات الحديثة في عالم السينما لذا فان هذه السينما تفتقر إلى أهم عنصر ألا وهو المعاصرة ومواكبة العصر فيا ليت أن تستفيد من تقنية السينما المجسمة التي يقبل الناس عليها في الدول الأوربية"أما مصلح علي وهو أيضا كان من رواد سينما نوروز في السابق فقد دعا القائمين على هذه السينما إلى ضرورة الاهتمام بالنتاج المحلي من الأفلام الكردية التي تقوم بإنتاجها المكاتب المتواجدة في دهوك "لأن اللغة قد أصبحت من المشاكل التي تعيق فهم المتلقي في دهوك، وخاصة أن الدراسة قد أصبحت باللغة الكردية في المراحل كافة ، لذا فمن المستحسن أن تقوم هذه السينما بعرض الأفلام المدبلجة إلى اللغة الكردية أو الأفلام المحلية التي تنتجها الفرق الفنية المتواجدة في دهوك"الإعلامي بيار اميدي بيّن أن السينما في محافظة دهوك "متأخرة من جميع النواحي فمحافظة دهوك لا يتواجد فيها غير صالة واحدة للسينما وهي قليلة بالنسبة لمحافظة دهوك التي شهدت توسعا من الناحية السكانية والعمرانية كما أن بناية السينما مازالت قديمة وهي تعود لأكثر من ثلاثين سنة، و من جهة أخرى فان الأعمال السينمائية في دهوك مازالت قليلة بالقياس إلى الفنون الأخرى، وهنالك عدد محدود وثابت يعمل في فن السنيما كما أن هذا المجال يفتقر إلى الأكاديميين والمختصين". من جهة أخرى، أوضح الفنان السينمائي محمد علي اتروشي ان فن السينما هو من الفنون الحديثة في محافظة دهوك حيث بدأت حركته في منتصف تسعينيات القرن المنصرم وذلك من خلال محاولات فردية وباستخدام تقنيات الفيديو واضاف قائلا"وقد ظهرت أسماء بعد ذلك في منطقة دهوك استطاعوا إثبات أنفسهم في بعض المحافل الدولية ودخلوا في منافسات مع الفنانين العالميين منهم الفنان (هونر سليم ) في فلمه (كيلومتر زيرو) الذي شارك بفيلمه في مهرجان( كان ) السينمائي،كذلك حسين حسن ومسعود عارف اللذين شاركا في مهرجان برلين ونالوا جوائز فيها،كذلك الفنان السينمائي شوكت أمين الذي استطاع نيل العديد من الجوائز العالمية في مجال السينما"وبيّن الأتروشي أن هنالك حركة دؤوبة من قبل العاملين في هذا المجال لكن لا يمكن ملاحظة إنتاجهم وقال" نحن في دهوك نفتقر إلى وسائل عرض الأفلام فمعظم الأفلام التي قمنا بالعمل فيها شاهدناها على شاشات التلفزيون أو من خلال أشرطة الفيديو أما عرضها في قاعات السينما فهذا ما لم نستطع الوصول إليه لحد ألان" وهذا برأيه يعود إلى عدم توفر قاعات للسينما في المحافظة وعدم وجود ثقافة الفن السينمائي داخل المجتمع "الأتروشي أوضح في حديثه للمدى أن النظام السابق في العراق قد لعب دورا كبيرا في إبعاد الناس عن السينما وخاصة في فترة الثمانينات من القرن الماضي حيث قاموا بعرض مجموعة من الأفل
المدى تفتح ملف دور العرض السينمائي في العراق..السينما في دهوك تعتمدعلى الجهود الفردية
نشر في: 7 سبتمبر, 2011: 05:15 م