 عبدالخالق دوسكي / مكتب المدى تعد محافظة دهوك من المحافظات العراقية المشهورة بمناطقها السياحية ذات الطبيعة الخلابة والمناظر البديعة وذلك بسبب تضاريسها وجغرافيتها المتنوعة مابين السهول والوديان والجبال والأنهار  والبساتين، فهي بحق جنة الله في الأرض.
هذه المدينة تسعى الآن لأن تكون عاصمة السياحة في عموم العراق.فيا ترى أين وصلت السياحة في هذه المحافظة ؟وما هي الصعوبات التي تواجه هذا القطاع ؟ثم هل بإمكان هذه المحافظة استيعاب ذلك الكم الكبير من السياح ؟والى أي درجة أثرت العمليات العسكرية التي تجري الآن على الحدود على هذا القطاع؟هذه الأسئلة وغيرها كانت محور حوارنا مع الدكتور سربست عارف مدير عام سياحة دهوك الذي قال : لقد تطورت السياحة كثيرا في محافظة دهوك خلال السنوات الأخيرة ،وذلك بفضل الجهود التي بذلتها حكومة إقليم كردستان في تطوير وتنمية هذا القطاع من خلال حملة الاستثمار التي أطلقتها في السنوات الأخيرة والتي أنعشت القطاع السياحي نوعا ما ، مشيراً إلى أن المحافظة تمتلك الأرضية لجميع أنواع السياحة ومنها الترفيهية وذلك من خلال المصايف السياحية المتواجدة في المحافظة مثل مصيف سرسنك وقدش وانيشكي وسولاف وسوارتوكا ،وهنالك الكثير من المصايف التي لم تصل إليها الخدمات بعد والتي تأخذ بالألباب . وأضاف : ومن الأنواع الأخرى للسياحة المتوفرة في دهوك السياحة الأثرية حيث تمتلك المحافظة الكثير من المواقع الأثرية القديمة التي يعود تأريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة  فبل الميلاد مثل كهف جوارستون الأثري في شمال مدينة دهوك وجسر دلال الأثري في زاخو و منارة العمادية وآثار خنس في عقرة والكثير من المواقع الأثرية الأخرى،و للسياحة الدينية أيضا مكانتها في محافظة دهوك ،فهنالك الكثير من المواقع الدينية المهمة في المحافظة مثل معبد لالش وهو المعبد الوحيد للإيزيديين في العالم ويقصده الآلاف من السياح والإيزيديين من أرجاء العالم، كما أند هنالك الكثير من الأديرة والكنائس القديمة المتواجدة في المحافظة والتي يعود تأريخها إلى مئات السنين مثل دير مار كوركيس وغيرها إضافة إلى الكثير من التكيات القديمة التي مازالت آثارها متواجدة لحد اليوم ،كما إن محافظة دهوك تتسم بتنوع مناخها، لذا فان السياحة الشتوية أيضا متوفرة في المحافظة إذا تم الاهتمام بها ،إذ المنطقة تعد من المناطق الثلجية والتي يمكن استخدامها في الرياضات الشتوية المتنوعة.ازدياد عدد السيّاح* عدد السياح الذين يقصدون المحافظة هل هو في تزايد أم تناقص؟ـ: إننا نستبشر خيرا بالسياحة في دهوك لأن أعداد السياح يوما بعد يوم في ازدياد مستمر وغالبية السياح يأتون من المحافظات الوسطى والجنوبية من العراق وذلك في موسم الصيف وقد تزايد عددهم هذا العام حيث إن الذين دخلوا المحافظة خلال عيد الأضحى فقط هم 27 ألف سائح، فيما بلغ عددهم في عموم إقليم كردستان 152 ألف سائح ونتوقع آن يزداد إقبال السياح على المحافظة إذا ما استتب الأمن والاستقرار في العراق وتحسنت أوضاع المواطنين المادية والمعيشية. وعن درجة أثر القصف التركي على الحركة السياحية في المحافظة أجاب د.سربست قائلاً : إن ما تقوم به القوات التركية من قصف للقرى الحدودية  هو عمل بعيد عن كل القيم الإنسانية ،وأنا أستنكر وأدين ما تقوم به من عمليات عسكرية ،وله تأثير كبير على الحركة السياحية في المحافظة ،كما إن العمليات الإرهابية التي تجري في عموم العراق لها صداها المباشر والمؤثر على الواقع السياحي في العراق بشكل عام ،ولكون هذا القصف يجري على مشارف المحافظة وتخومها فإن انعكاسها كبير على السياحة ،إلا إننا نبذل ما في وسعنا إلى أن نظهر للعالم أن لهذا القصف تأثيراته السيئة على غالبية القطاعات الحياتية وندعو إلى إيقافه الفوري. دور القطّاع الخاص *:كيف يمكن تطوير وتنمية هذا القطاع؟ـ: يتم ذلك من خلال تنشيط القطاع الخاص ومنح المستثمرين مشاريع استثمارية خاصة بالقطاع السياحي ،وفي هذا الصدد قمنا بوضع تصاميم أساسية لمشروعين عملاقين وصلت تكاليف هذه التصاميم التي وضعتها الشركة العالمية اللبنانية إلى (400)ألف دولار لسد دهوك، فيما بلغت تكاليف تصاميم جبل زاوا (700) ألف دولار ،و سنبلغ تكلفة إنشاء مشروع جبل زاوا (334) مليون دولار وتكلفة مشروع سد دهوك (350) مليون دولار وسينتهي العمل في هذين المشروعين العملاقين خلال السنوات الثلاث القادمة،و هما من أكبر المشاريع السياحية على مستوى العراق، وبذلك ستصبح مدينة دهوك عروسة السياحة في الإقليم وعاصمة السياحة في العراق برمته.تسهيلات للمستثمرين *: ماهي الخطوات التي قمتم بها من أجل تطوير هذا القطاع؟ـ:  نحن قدمنا للمستثمرين جميع  التسهيلات التي تمكنهم من إنشاء مشاريع من شأنها تطوير القطاع السياحي ويتجلى ذلك بوضوح في عدد الفنادق والموتيلات التي تزايدت خلال السنوات الأخيرة ،إلى أن وصلت إلى 86 فندقا وموتيلاً في عموم محافظة دهوك إضافة إلى إنشاء العشرات من المطاعم السياحية ذات الدرجات الممتازة، ونتوقع أن يتطور هذا القطاع في السنوات القادمة.