في مثل هذا اليوم من عام 1933 توفي ملك العراق فيصل الأول اثر نوبة قلبية لم تمهله كثيرا وهو في رحلة استشفاء في برن في سويسرا . وكان ملك العراق يعاني مرض تصلب الشرايين وذهب الى أوربا في أوائل تلك السنة لأجل ذلك ، غير انه قطع رحلته وعاد إلى العراق مضطرا بسبب حركة الآثوريين في شمال العراق وتصدي الحكومة لها بكل قسوة .
كان فيصل اظهر أبناء شريف مكة الحسين بن علي وأكثرهم كياسة ، وكثيرا ما مثله في المحافل الدولية والمؤتمرات التي عقدت لبحث القضية العربية واستقلال البلاد العربية بعد انهاء صلتها بالدولة العثمانية . وعندما اندلعت الثورة العربية ضد الأتراك عام 1916 كان لفيصل الدور المشهود في تقدم الجيش العربي ودخوله دمشق وزعامته للحكومة العربية فيها . وقد اختاره البريطانيون في مؤتمر القاهرة في آذار 1921 ليتبوأ عرش العراق بعد اجتياح الفرنسيين للبلاد السورية وإسقاطهم حكومتها . وفي العراق تولى فيصل عرش مملكته الجديدة باسم الملك فيصل الأول ، في بحر مضطرب من التيارات و النزعات والأهواء المتضاربة واستطاع بحنكة واقتدار ان يسير بالعراق الى نيل استقلاله ودخوله عصبة الأمم عام 1932 . كان عهده عهد صراع بين المعارضة الوطنية الجامحة ودائرة المندوب السامي البريطاني ، غير ان سياسته المرنة والهادئة والقائمة على مبدأ ( خذ وطالب) كان لها الدور الرئيس في ذلك النجاح الباهر في تأسيس دولة قوية جديدة على انقاض ما خلفه العهد العثماني . دولة تقوم على نظام سياسي قويم وحكومة برلمانية وفصل بين السلطات ، ومعاهدة مع بريطانيا تتقبل التعديل او الالغاء ودستور أصبح مثلا طيبا لدساتير دول أخرى .إعداد : رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم..وفاة الملك فيصل الأول
نشر في: 7 سبتمبر, 2011: 08:46 م