اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ما قاله هادي المهدي

ما قاله هادي المهدي

نشر في: 9 سبتمبر, 2011: 05:58 م

يوسف أبو الفوزفي النعي الذي أصدرته حركة " شباب شباط "  لزميلهم ورفيقهم الشهيد هادي المهدي ، الإعلامي والفنان، والناشط في حركات الاحتجاج ، التي تنظم التظاهرات السلمية عند نصب التحرير  كل جمعه ، قالوا  (انه هادي المهدي الشهيد الذي هدد قبل ساعات قليلة من الخروج في تظاهرة يوم 9 أيلول برسالة على الهاتف الجوال أجابهم "سأكون هناك")، وقبل أن يصدر النعي ، وقبل فترة وجيزة من جريمة اغتياله برصاصات جبانة ، حيث بينت التحقيقات الأولية أن القتلة لاحقوه في البيت وركضوا خلفه ،
وتمكنوا منه في المطبخ ، حيث أودعوا في رأسه رصاصتين ، قبل ذلك بوقت وجيز وفي موقعه في الفيس بوك كتب ، المثقف العراقي ، هادي المهدي بنفسه :  " أعيش منذ ثلاثة أيام حالة رعب فهناك من يتصل ليحذرني من مداهمات واعتقالات للمتظاهرين وهناك من يقول ستفعل الحكومة كذا وكذا وهناك من يدخل متنكراً ليهددني في الفيسبوك ".لم تكن جريمة اغتياله مفاجأة ، على الأقل للشهيد نفسه ، وصار مفهوما جدا أن القتلة الظلاميين لا يفهمون معنى إصرار مثقف مفعم بالحياة على فداء نفسه لقضية آمن بها . كثيرون يعرفون هادي المهدي الإنسان عن قرب، يعرفون انفعاله وعصبيته ولكنهم يعرفون أيضا الطفل الراقد في روحه الذي سرعان ما ينهض ليطفئ النيران التي أشعلها بلطفه وسماحته .جرأة ومباشرة هادي المهدي يفهمها البعض بأنها "وقاحة" ، هكذا قالوا له حين اعتقلوه . حاولوا ترويضه حينها وعذبوه بخسّة ودون رحمة ، هددوه بالاغتصاب والإخصاء ، لكنه فضحهم في كل مكان وبشجاعة أربكت من كان وراء جريمة اعتقاله . حاولوا أن يبحثوا في ماضيه ليجدوا ثغرة ما لإدانته . لم يكن بعثيا ولم يكن متكسبا على أبواب حزب ما من أحزاب السلطة ، ترك نعيم وهناء أوربا وجاء ليخدم وطنه ، مهموما بمستقبل قادم  لبلاد عشقها وحلم بحريتها . لم ينجحوا في تشويه سمعته لإسكاته ، فلجأوا إلى لغة التهديد والوعيد .هادي المهدي ، لم يكن نبيا ليتنبأ بموته ، لكنه عرف أن الموت قادم ، فهو ومن تجربة مُرة لهذا العراق الذي توله بعشقه ، العراق الذي تخلص من طاغية شوفيني ، فجاءه طغاة بأثواب متعددة ، هذا العراق علمه بأن الحرية معشوقة دونها أبواب فأبواب موصودة  فقرر ، وهو الفنان الرقيق ، أن ينذر روحه لوصالها وهو العاشق الحر لهـا. وكان له ما أراد ، فقاتلوه كرماء جدا ، اغتالوه قبل يوم من موعده مع معشوقته الحرية في ساحة التحرير !!ما يفطر القلب  إننا نكتب عن قتلة نعرفهم !لكن أيضا ما يجبر الخاطر إننا نعرف بأن المستقبل هو رهن بهذا الشعب  ، الذي لابد من أن يقول كلمته يوما ، وينتصر لأحلام وأغاني هادي المهدي  ، الذي لم يخف وقال بشجاعة  " سأكون هناك "  !يا عشاق الحرية ، أيها الحالمون بعراق ديمقراطي  يسعد فيه المواطن العراقي ليعيش حياته بحرية تامة بغض النظر عن دينه وطائفته وقوميته، كونوا جميعكم هناك ، حيث هتف هادي المهدي ليوم جديد بلا ظلاميين وقتلة ، حيث حلم هادي المهدي  بعراق يشعر أبناء  شهدائنا أن دماء ذويهم لم تذهب هدرا!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram