في مثل هذا اليوم من عام 1926 اصدر شاعر العراق الكبير وفيلسوفه جميل صدقي الزهاوي مجلة أدبية باسم (الإصابة)، أصدرها لتكون منبرا له للدفاع عن نفسه أمام خصومه والهجوم عليهم.
تميزت حياة الزهاوي الفكرية بأنها سلسلة من المعارك القلمية، منذ أن نشر مقالته الشهيرة عن المرأة وحقوقها وتعرضه لحملة من قبل الأوساط المحافظة ببغداد وصلت إلى حد التهديد بالاعتداء عليه .واستمرت هذه المعارك بعد تأسيس الدولة العراقية وعودة غريمه الشاعر الكبير معروف الرصافي إلى العراق ،وقد نجح لفيف من الأدباء بتاجيج نيران الغيرة لدى الزهاوي او التحرش به بتفضيلهم الرصافي او السخرية من آرائه الأدبية والعلمية !! ومما زاد في ذلك نقد الزهاوي لشاعرية عباس محمود العقاد ورد الأخير عليه بقسوة. وكان الأستاذ رفائيل بطي وجريدته الذائعة ( البلاد) تثير الموقف كلما شهد تراجعا، حتى وصل الأمر باتهام الزهاوي بالسرقة الأدبية أو نحو ذلك.لم يكتف الزهاوي بما تنشره الصحف المناصرة له من مقالات ونبذ ، فقرر إصدار مجلة باسم ( الإصابة) ليرد على خصومه ، ويكون حرا في ما يكتب ، وقد رأى النجاح الذي حققه الرصافي عندما اصدر جريدة ( الأمل ) عام 1923 . صدر العدد الأول من مجلة (الإصابة) في العاشر من أيلول عام 1926 ، بثماني صفحات ، واغلب محتوياته ردود الزهاوي على خصومه ، واستمر الأمر نفسه في الأعداد الخمسة التالية ، فلم يصدر من المجلة سوى ستة أعداد وحسب. وكان مجموع عدد صفحاتها كلها ثمان وأربعين صفحة . احتجبت الإصابة بعد ذلك ولم تترك أي أثر في المشهد الثقافي يومئذ ، فقد صدرت واحتجبت بهدوء ولم يلتفت لأمرها إلا القلة ، وكان أفضل للزهاوي لو انه نشر ما نشره في نشرته في صحف ذائعة كالبلاد أو العراق أو العاصمة .
حدث في مثل هذا اليوم..الزهاوي يصدر مجلته (الإصابة)
نشر في: 9 سبتمبر, 2011: 07:41 م