TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: ربيع موطني والجمعة المتميزة

كردستانيات: ربيع موطني والجمعة المتميزة

نشر في: 9 سبتمبر, 2011: 08:15 م

  وديع غزوانرغم كل محاولات المأجورين ومن أغواهم ممن لانظلمهم إذا قلنا  إنهم الآن بحق وبلا منازع يستحقون لقب معرقلي تقدم  العراق وربيعه الديمقراطي ، رغم كل ذلك وما سبقه من إجراءات توجت  باغتيال الشهيد هادي مهدي ، فان جمعة التاسع من نيسان كانت متميزة وتحمل أكثر من معنى . فهي إضافة لكونها الرد الشعبي القوي على محاولات كمّ الأفواه وإسكات صوت الشعب وشبابه النقي والصافي ، كانت جامعة وموحدة للتجمعات الشبابية المختلفة الملتقية على حب العراق ,
فقد استفاد الشباب من دروس الجمع الماضية وكانوا أكثر تماسكاً وتنظيماً وأعلى صوتاً من غيرهم من الأصوات النشاز التي حاولت عبثاً ، بما هيأت له من أجهزة تكبير صوت وتحرش متعمد ، أن تفشل التظاهرة في أكثر من وقت . كان الشباب موفقين جداً عندما اعتمدوا  نشيد موطني بما يحمله من كلمات قوية ،الجواب الأمضى على زيف من حاول من خلال شعارات ممجوجة إلصاق تهم البعث والإرهاب بالشباب ، فصدى النشيد ، خاصة عند مقطع ( لانريد لانريد ذلنا المؤبدا وعيشنا المنكدا .. ) هز الضمائر الحية وقد بكى البعض وهو يردد مع الشباب مقاطع منه .. كان الشباب ومعهم مناصروهم من خلال هتافاتهم وصرخات موطني موطني يؤكدون براءة الوطن وعمليته السياسية من المتاجرين بمصالح شعبه وأحلامهم ويعلنون فشل الساسة ورفض ممارساتهم التي تلتقي على هدف واحد هو إسكات صوت الشباب سواء منهم من اتخذ موقفاً مباشراً في قمع التظاهرات ومطاردة قادتها أو ممن سكت أو بقي متفرجاً أو حاول من بعيد أن يركب موجة التظاهرات  لتحقيق مصالحه الضيقة  . الجمعة متميزة بالحضور والإعداد رغم إجراءات قطع الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير واضطرار العشرات من أهالي الكرخ  بجميع مناطقها للمجيء مشياً من الصالحية حتى ساحة التحرير، مجموعة من الكاظمية اغلبها  من كبار سن التقيتهم في ساحة الخلاني وهم جالسون  قالوا: واجهنا إجراء قطع الطريق بالمشي تارة والاستراحة تارة أخرى ونفس الشيء ينطبق على مناطق الرصافة . جمعة البقاء متميزة بشبابها ونسائها ورجالها وبقي صوتهم الرافض للطائفية والمحاصصة والفساد والالتفاف على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان .. جمعة أراد شبابها أن يؤكدوا إصرارهم على مواصلة الاحتجاج من اجل العراق الجديد ومستقبل أبنائه ، هي جمعة البقاء وجمعة الجمع إن صح التعبير لأنها لخصت كل ما حصل في ما سبقتها  ، جمعة التقت فيها  روح  الشهيد هادي مع أرواح شهداء العراق تراقب نتائجها وتشد عضد المتواجدين وتثبت إيمانهم بقضيتهم لأنها قضية كل العراق بمختلف مكوناته ، جمعة شبابها نددت باستمرار بالقصف الإيراني التركي على حدودنا في إقليم كردستان وبجميع تجاوزات دول الجوار الأخرى في مبارك وغيره .. جمعة قالت لا لكل ممارسات السياسيين الخاطئة وهتفت للعراق كله..جمعة نتمنى أن تنتهي بربيع حقيقي لموطننا  وتصحيح ما حصل من أخطاء وإعلان بدء مرحلة جديدة ركيزتها التغيير الحقيقي ، فقد أصر البعض على الاعتصام حتى كتابة هذه السطور .. إنها جمعة شهدت على نقاء توجهات الشباب وأصالة انتمائهم الوطني .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram