بغداد / المدى كان هناك خيط يقود إلى خاطفي الطفل الذي اختفى في ظروف غامضة. القصة باختصار أن طفلا عمره (6) سنوات اختفى فجأة من أمام منزله. بعض جيران الأسرة - وهذا هو الخيط - قالوا إنهم شاهدوا قبل لحظات من اختفاء الطفل سيارة مجهولة وقفت أمام الطفل ثم انطلقت بسرعة ولم يظهر الطفل الصغير بعدها في الشارع . لكن الشرطة لم تهتم بهذا الكلام – الذي ربما يحل اللغز – وربما أيضاً – يقود إلى اكتشاف عصابة خطرة تقوم بهذه الجرائم!
طفل جميل وبريء الملامح ... الابتسامة لا تفارق وجهه أبداً، كان يوم ميلاده بمثابة عيد لوالديه، فهي المولود الأول . كانت والدته لا تفارقه، تأخذه معها في كل رحلة ومشوار تذهب إليه، حتى عرف الطفل الصغير جميع الأماكن والأزقة سواء السوق المحلي او المخازن والمحال المنزلية بمنطقته في بغداد الجديدة . كان الطفل يخرج لشراء بعض الاحتياجات بطلب من أمه ولم يتأخر يوما . لكنها إرادة القدر ، فقد ذهب لشراء بعض الاحتياجات ولم يعد هذه المرة. اعتقدت الأم في البداية انه يلعب مع الأطفال في الشارع.. خرجت تبحث عن ابنها لكنها لم تعثر عليه وكأن الأرض انشقت وابتلعته؟ بدأ الخوف يتسلل إلى قلب الأم واخذ القلق يسيطر على تفكيرها مما أدى إلى أن تتصل بشقيقها وشقيقة زوجها ليبحثا عنه في كل مكان. ولم يعثرا على اثر له . هناك من رآه فعلا ... وهناك من قال انه لم يره ووقعت عيناه عليه . مر الوقت والطفل لم يعد ولغز اختفائه الغامض يزداد يوما بعد الآخر. لم تجد الأم حلا سوى الاتصال بزوجها الذي يعمل في الموصل..وبدأ والده وجده والأقارب يبحثون عنه في كل الأماكن.. طرقوا أبواب المستشفيات، ومراكز الشرطة، والطب العدلي، واستنجدوا بوزارة الداخلية.. لكنهم لم يعثروا له على اثر. بحثوا عنه في الشوارع والقاضية والنواحي القريبة من بغداد ولكن بدون نتيجة. تسلل اليأس إلى قلوبهم واحكم سيطرته عليهم خاصة وأنهم واصلوا الليل بالنهار في رحلة بحثهم عن الطفل في كل الأماكن، حتى وصل بهم الأمر إلى الذهاب لأحد الشيوخ للكشف عن مصيره ومن الذي خطفه.. لكن بدون نتيجة. طرأت على عقل الأب أثناء جلوسه بمنزله فاقدا الأمل فكرة في إيجاد ابنه الصغير.. فذهب لدور الأيتام وبعض الملاجئ ربما عثر عليه احد الأشخاص وتركه هناك، لكن في النهاية لم يأت من ذلك سوى مزيد من الآلام لأنه شاهد هناك أطفالا في عمر ابنه يبحثون عن أسرهم وانتهى بهم الحال في هذا المكان. فخشي الأب أن يكون مصير ابنه إلى هذا المجهول. وبعد مرور عشرين يوما اتصل احدهم وطلب فدية مقدراها 10 آلاف دولار ، وإلا سيقومون بقتل الطفل ، وبعد الاتفاق بين الطرفين على مكان وموعد تسليم مبلغ الفدية ، أخذت العصابة المبلغ ولكنها لم تعد لهم الطفل ، وهربوا بالمال واتصلوا بعائلة الطفل ليخبرونهم بأنهم اضطروا إلى قتله قبل أربعة أيام لأنه لم يكف عن البكاء .... وإليكم أنتم التعليق .وان من أكثر الظواهر السلبية التي مازال معظم العراقيين يعانون منها ويخشون حدوثها في أي وقت، ألا وهي ظاهرة اختطاف الأطفال من قبل عصابات متخصصة غالبية عناصرها من النساء، لأسباب كثيرة على رأسها الحصول على الأموال من خلال ابتزاز ذوي الطفل المخطوف ومساومتهم على دفع ما تسمى ( الفدية ). وفي هذا المجال تؤكد التحقيقات الجنائية بوزارة الداخلية بأن معظم عمليات الاختطاف تستهدف الأطفال حديثي الولادة، وإن غالبية عناصر عصابات الخطف هم نساء. وإن هناك أكثر من جهة تدفع الأموال لهذه العصابات بينها العائلات الثرية التي تبحث عن أطفال تتبناهم وخاصة الأطفال الرضع. وفي هذا الإطار يتناقل سكان العاصمة العديد من قصص الاختطاف التي تشترك فيها النساء، اللائي يكون دورهن إما إغواء الطفل والطلب منه مساعدتها بحمل أمتعة أو السير معها إلى مكان قريب ليجد الطفل نفسه وسط عصابة تقوم بتكميم فمه ووضعه داخل سيارة، أو تقوم المرأة بوضع الطفل تحت عباءتها، يساعدها في ذلك عناصر العصابة الذين يراقبون عملية الاختطاف عن كثب، لحين الوصول إلى الوكر المخصص للاحتفاظ بالأطفال المخطوفين.
عصابات خطف الأطفال وراءها النساء فـي الغالب
نشر في: 10 سبتمبر, 2011: 06:08 م