TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > من أنتـج 11 سبتمبـر؟

من أنتـج 11 سبتمبـر؟

نشر في: 10 سبتمبر, 2011: 06:19 م

حسين علي الحمداني فـي 11 سبتمبر/أيلول 2011 غاب عنصر مهم من عناصر الإرهاب لكن الإرهاب ما زال يخيم على الكثير من  مساحات التفكير فـي العالم،غاب بن لادن فهل ينتهي المطاف بالقوى الإرهابية للتقهقر هي الأخرى؟ فـي السنوات السابقة كنا نوجه لأنفسنا سؤالاً مفاده، هل كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بداية لموجة الإرهاب العالمي؟ وهل أصبحت القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن هم من يمثلون الإسلام فـي الغرب ؟ وكيف يمكننا أن نتجاوز أحداث سبتمبر وتداعياتها خاصة في ظل تنامي موجة العداء للإسلام ؟
لكن في عامنا هذا علينا أن نجيب على تلك الأسئلة التي ظلت عالقة بذاكرتنا وترفض أن تخرج بإجابات تقنعنا نحن العرب والمسلمين ، هل نحن بحاجة لتغيير نظرتنا للغرب وأمريكا بالتحديد لكي تغير أمريكا والغرب نظرتهم لنا؟ أم نحن لا نمتلك القدرة والشجاعة على تجاوز الكثير من العقُد التي ورثناها ؟ وبالتالي نظل ننتج أفكاراً تكون عواقبها وخيمة علينا أكثر مما هي على عدونا المفترض؟لهذا فإن ما حصل في الحادي عشر من سبتمبر 2001 لم يشكل بداية موجة الإرهاب بقدر ما كان نتيجة حتمية لبروز قوى وتيارات متشددة في العالم الإسلامي، وهذه القوى لم تأت من فراغ بقدر ما كانت ناقمة ليس على أمريكا أو الغرب بل ناقمة من أوضاعها في بلدانها وحكوماتها الاستبدادية ،وعادة ما كانت تجد في حكوماتها أذناباً لأمريكا بشكل أو بآخر، بل الكثير من هؤلاء يحملون أمريكا مسؤولية تردي الأوضاع المعيشة لهم بسبب دعم أمريكا لأنظمة استبدادية في منطقة تعج بالموارد والمال وبالاستبداد أيضاً ، وبالتالي تبنت هذه القوى ما تبنته من أفكار أتسمت بالعنف والإرهاب واستغلت بشكل كبير جداً مرحلة ( الجهاد) ضد السوفيت في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي،وهذا ما جعل فكرة (الجهاد) تترسخ أكثر في ذهنية هؤلاء وتمنحهم إمكانات كبيرة جدا سواء من الناحية المادية أو المعنوية ولازمتهم هذه الحالة حتى بعد عودتهم من ( الجهاد) في أفغانستان ونجم عن ذلك موجة كبيرة تمثلت بتصارع أفكار هؤلاء العائدين مع أفكار المجتمع لأنهم كانوا يسعون لإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي طالما تلقوا محاضرات فكرية عنها في أفغانستان أثناء تواجدهم هناك وكانوا يتصورون بأنهم قادرين على تحقيق هذه الدولة بسرعة كبيرة جداً ، بينما عادوا لمجتمع يتبنى أفكار الأنظمة نفسها بوعي منه أو بدون وعي، وبالتالي حصل التقاطع الكبير ، وهذا التقاطع أجبر الكثير منهم على العودة لما كانوا عليه.ولم يكن أمامهم سوى العودة لأرض "الخلافة" في أفغانستان هذا البلد المنغلق جغرافياً حط به هؤلاء رحالهم من جديد، داعمين هذه المرة حركة طالبان في صراعها على السلطة،وتم لهم ذلك ليبسطوا نفوذ دولتهم الإسلامية على كل أراضي أفغانستان. دولة طالبان هي من قادت موجة الإرهاب ضد العالم الغربي وبدوافع ليست إسلامية بقدر ما هي عمليات انتقامية من أمريكا التي لم تعد تحتاج من يقاتل نيابة عنها خاصة بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة وبداية عصر القطبية الواحدة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.لذا جاءت أحداث 11 سبتمبر على خلفية انتقامية غايتها إذلال أمريكا في عقر دارها ومحاولة مصادرة الواجهة الإعلامية العالمية وإبراز أسامة بن لادن كزعيم إسلامي يمتلك قدرات كبيرة بما فيها ضرب أمريكا ومراكزها الحساسة في وضح النهار. وهي محاولة من تنظيم القاعدة بجر العالم الإسلامي للمواجهة العسكرية المباشرة مع أمريكا وهذا ما حصل في نهاية المطاف حيث احتلت أمريكا أفغانستان رداً على هجمات سبتمبر وليس لموقعها الجغرافي أو خيراتها أو غير ذلك،واستعانت أمريكا بحلف دولي لإنجاز هذا العمل العسكري دون أن تجد دولة طالبان من يقف معها حتى إعلامياً.لهذا فإن أحداث 11 سبتمبر وحدت الغرب وأمريكا لأنها وضعتهم أمام عدو حقيقي وليس عدوا متربصا كما كانت سنوات  الحرب الباردة،وبالتالي دفع العالم العربي والإسلامي فاتورة سبتمبر أضعاف مضاعفة بالأرواح والممتلكات،وهذه الأحداث أتاحت لأمريكا أن تحارب الإرهاب خارج حدود أمنها القومي وحولت المعركة من الساحة الأمريكية إلى أفغانستان والعراق وباكستان والجزائر والمغرب واندونيسيا وغيرها. والغريب في الأمر، أنه حتى تنظيم القاعدة نقل أغلب عملياته للدول العربية والإسلامية تحت يافطات جديدة تهدف جميعها لقتل الشعوب بأية طريقة كانت ، ولنا في ما حصل في العراق أدلة كثيرة. وبالتالي تحول تنظيم القاعدة من الساعي لتدمير أمريكا في شعاراته وتسجيلاته إلى مُعول لتهديم الإسلام وتفرقة المسلمين وتقسيمهم إلى فئات وطوائف حتى فاقت ضحايا الإرهاب في العالم العربي والإسلامي ضحايا 11 سبتمبر بمئات المرات. وبالتأكيد فإن النظام السياسي العربي بصورة خاصة مسؤول مسؤولية مباشرة عن إنتاج الإرهاب وترويجه من خلال حالات القمع الكبيرة والكثيرة التي مورست ضد الشعوب العربية في العقود الماضية من جهة ، ومن جهة ثانية عدم وجود خطط تنموية تنهض بالبلدان العربية وتسخر طاقات الشباب على الوجه السليم والصحيح، والجانب الأهم غياب لغة الحوار والتسامح واحترام الرأي والرأي الآخر والإيمان بالتنوع الفكري والايدولوجيا والاجتماعي أي غياب مبدأ المواطنة في التعامل مع الرعية ، خاصة وإن أغلب أنظمتنا السياسية أحادية التفكير وتنظر للآخر المختلف على أنه عدو يجب التخلص منه بسرعة.لهذا نجد بأن موجة الثورات العربية وحركات التغيير التي تحصل الآن من شأنها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram