بغداد/ المدىكشف النائب المستقل وعضو لجنة النزاهة صباح الساعدي، أمس السبت، أن أسباب استقالة رئيس هيئة النزاهة رحيم العكيلي جاءت بعد أن طلب الحزب الحاكم منه فتح ملفات فساد ملفقة بحق الجلبي والبولاني، فيما لم يتفق باقي أعضاء اللجنة على موقف موحد إزاء الاستقالة. وقال الساعدي خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس، في مجلس النواب،
إن "أسباب استقالة رئيس هيئة النزاهة رحيم العكيلي جاءت بعد أن طلب الحزب الحاكم منه فتح ملفات فساد ملفقة بحق بعض السياسيين ومنهم احمد الجلبي وجواد البولاني"، مبينا أن "العكيلي رفض هذا الأمر مما عرضه إلى ضغوطات كبيرة من رئيس الوزراء أجبرته على تقديم استقالته".وأضاف الساعدي أن "استقالة رئيس هيئة النزاهة أثرت فينا كثيرا"، مشيرا إلى أن "مجلس النواب جعل الحكومة تتحكم بالهيئات المستقلة مما أثر على مستوى هيئة النزاهة".واتهم الساعدي "رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه ينتهج، نهج صدام حسين نفسه، من خلال التهديد بالقتل واكبر دليل على ذلك ما حدث لهادي المهدي"، مضيفا أن "مصيرنا سيكون كمصير المهدي".وأكد الساعدي أن "أدبيات حزب الدعوة أفضل الأدبيات، إلا أن المالكي انتهج أدبيات تخالفها وهو ينتهج لدكتاتورية الشخص وسيعمل على حل حزب الدعوة والاستيلاء على هيئة النزاهة". إلى ذلك، تباينت آراء أعضاء لجنة النزاهة بصدد استقالة العكيلي كل حسب انتمائه إلى كتلته، فقد أكد ائتلاف العراقية انه يقف مع العكيلي ولن يقبل باستقالته، بينما طالبه دولة القانون بتوضيح أسبابها أمام وسائل الإعلام. وقال النائب عن العراقية عثمان الجحيشي: إن العكيلي من الشخصيات الوطنية والفعالة بمكافحة الفساد، كما انه عمل بكل شجاعة عندما قام بإصدار مذكرات قبض بحق الوزيرين السابقين، صفاء الدين الصافي وعبد الفلاح السوداني، إضافة إلى قائد قوات الرد السريع، والكثير من المسؤولين في الحكومة.وأوضح عضو لجنة النزاهة البرلمانية في تصريحات صحفية أمس أن لجنته ستدافع على بقاء رحيم العكيلي في منصبه والاستمرار بعمله، وأن قبول استقالته خسارة للشعب، ويفتح المجال أمام السراق ولمواجهة "حيتان الفساد" الكبيرة في الدولة، داعيا العكيلي إلى قبول التحدي بمكافحته الفساد من خلال توليه رئاسة هيئة النزاهة.أما عضو اللجنة الآخر، عزيز العكيلي دعا رئيس الوزراء نوري المالكي إلى كشف جميع ملفات الفساد الموجودة في المؤسسات الحكومية، من دون استثناء أو خوفا َعلى التوافقات السياسية.وقال العكيلي وهو قيادي في كتلة المواطن إن المالكي أمامه مسؤولية القضاء على الفساد المالي، لذا أصبح من الضروري كشف ملفات الفساد، من دون الخوف على التوافقات السياسية أو حدوث أزمات في البلاد بسببها، مشيراَ إلى أن إخفاق المالكي في هذا الملف سيجعله مقصراًَ أمام شعبه وناخبيه. وفي الوقت عينه، وصف عضو في لجنة النزاهة النيابية قرار استقالة رئيس هيئة النزاهة رحيم العكيلي "بالمفاجئ"، داعيا إياه "إلى تسمية الجهات التي دفعته إلى تقديم استقالته أمام وسائل الإعلام".وقال عضو اللجنة عمار الشبلي إن "قرار ونبأ استقالة رئيس هيئة النزاهة رحيم العكيلي من منصبه كان مفاجئاً لنا كلجنة نزاهة رقابية على الرغم من إخباره لنا في العديد من المرات خلال الاجتماعات بوجود ضغوط وتدخلات تمارس عليه من قبل بعض الجهات السياسية".وأضاف الشبلي وهو نائب عن دولة القانون "أننا ندعو العكيلي إلى أن يسمي الجهات وحتى الشخصيات التي مارست الضغط عليه وذلك من خلال الإعلان عنها بوسائل الإعلام وفضحها"، مشيرا إلى أن "هيئة النزاهة تعد الحلقة المهمة والتي تربط بين لجنة النزاهة في مجلس النواب وبين السلطة القضائية".وكان رئيس هيئة النزاهة القاضي رحيم العكيلي قد قدم استقالته بشكل رسمي إلى رئيس الوزراء نوري المالكي بسبب ضغوط سياسية تمارس عليه من جهات عدة لم يسمها، بحسب ما أعلنته مصادر مطلعة أمس الأول.
الملفات الملفّقة أجبرت العكيلي على الاستقالة
نشر في: 10 سبتمبر, 2011: 08:39 م