عن: الواشنطن بوستذكرت مصادر إذاعية أن المهدي سبق أن تم اعتقاله وضربه بسبب انتقاداته الحكومة العراقية. وفي هذا الأسبوع، وبينما كان المهدي يستعد لاحتجاجات يوم الجمعة في ساحة التحرير ببغداد، تصاعدت التهديدات.
كتب المهدي على صفحته في الفيسبوك صباح الخميس يقول "لقد عشت الأيام الثلاثة الماضية في حالة من الرعب. فهناك من اتصل بي و حذرني من الغارات والاعتقالات بين صفوف المتظاهرين، و قال بعضهم أن الحكومة ستفعل كذا و كذا، كما هددني البعض على الفيسبوك". بعد ساعات عثر على المهدي مقتولا في منزله نتيجة إطلاق رصاصتين على رأسه. يوم الجمعة، لم يتبين من الذي قتل المهدي و لماذا، لكن مقتله أجج المخاوف بين الصحفيين و الناشطين، إذ أن الطبقة الحاكمة في العراق –مع الانسحاب الأميركي من البلاد– تتبنى أساليب غير مألوفة لإسكات المعارضين لها. وبرغم الحق المكفول في حرية الكلام والذي تحقق بعد إسقاط نظام صدام، فان التهديد والعنف بدأ يتصاعد ضد الذين يتحدّون حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي. يقول سامر مسقطي، مدير البحوث العراقية لمنظمة حقوق الإنسان، "اعتقد أن العراق يمر في مفترق طرق مع مغادرة الأميركان، وأن دلالات التسلط تسبب الانزعاج و القلق". لم تدلِ حكومة المالكي بأي تعليق حول مقتل المهدي وأنكرت تهديداتها للمعارضين، إلا أن المجموعة البرلمانية المعارضة –القائمة العراقية– طالبت، الجمعة، بإجراء تحقيق شامل في هذه الجريمة، واستنكرت الكتلة التي يرأسها إياد علاوي الجريمة باعتبارها "محاولة يائسة لتكميم الأفواه وإعادة العراق إلى دولة القمع والخوف والاستبداد". وقال ناطق باسم عمليات بغداد إن موت المهدي كان "جريمة منظمة" وستقوم الشرطة بالتحقيق فيها. شعر مجتمع الصحافة العراقية والناشطون في بغداد وما حولها بالأسى والحزن العميق لوفاة المهدي، إذ أن الفقيد هو الصحفي السابع الذي يتم اغتياله في العراق هذا العام. تقول ذكرى سرسم، صحفية و زميلة للراحل "نشعر جميعا بأننا سنلقى المصير نفسه". في برنامجه الإذاعي (يا سامعين الصوت)، كان المهدي –45 عاما– ينتقد بقوة السياسيين العراقيين من كل الأطياف بضمنهم المالكي وعلاوي. كان المهدي يمتلك موهبة التكهن وغالبا ما يستخدم الفكاهة للتندّر بالقادة المحليين و أساليبهم الفاسدة. وطالما اشتكى الموالون للمالكي من آراء المهدي لمحطة الإذاعة التي تبث البرنامج ثلاث مرات أسبوعيا. عندما اجتاحت روح ربيع العرب العراق في شباط، كان المهدي في مركز الحدث. و في مقابلة مع الواشنطن بوست في ذلك الشهر، وصف المهدي كيف تم اختطافه مع أربعة صحفيين آخرين من قبل قوات الأمن –بعد تظاهرة تم قمعها بعنف أدى إلى مقتل 13 شخصا– و اقتيادهم إلى مقر الفرقة 11 للجيش العراقي. يقول انه تعرض للضرب و الصدمات الكهربائية و التهديد بالاغتصاب و طلب منه توقيع اعتراف بعدم تعرضه للتعذيب. ترجمة: المدى
المهدي وظّف "الفكاهة" فـي انتقاده الساسة الفاسدين
نشر في: 10 سبتمبر, 2011: 08:40 م