اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > يوميات المدى في القاهرة: مركب خوفو يعود للحياة بعد 45 قرناً من الزمان

يوميات المدى في القاهرة: مركب خوفو يعود للحياة بعد 45 قرناً من الزمان

نشر في: 11 سبتمبر, 2011: 06:05 م

القاهرة/ يوسف المحمداويتعددت الأسماء والحسن واحد... نعم هذا أقل ما يقال عن جوهرة الشرق قاهرة المعز، مدينة الألف مئذنة.. ومصر المحروسة.. التي عرفت في العصر الفرعوني باسم (من نفر) أي الميناء الجميل وضاحيتها مدينة الشمس،
وأول من وحدها كعاصمة لمصر لفترات مختلفة، الملك نارمر قبل 3200 سنة قبل الميلاد، إلى أن أصبحت العاصمة الثابتة لها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 639 ميلادية بعد أن فتحها القائد العربي عمرو بن العاص الذي قام ببناء أول مسجد فيها وهو الذي يسمى إلى الآن باسمه في حي الفسطاط، وتوالى بناء المساجد فيها حتى بلغ أوجه خلال حكم الدولة الفاطمية التي حكمت مصر خلال الفترة الممتدة بين عام 969 وعام 1171، حيث شيّد جامع الأزهر الذي أصبح جامعة إسلامية منذ ذلك الحين.rnخمسون قرناً وهي العاصمةوأنت تخرج من مطار القاهرة الدولي الذي يبعد 15 كم عن مركز المدينة – تملأ عينيك لوحات من الحسن الذي تحظى به القاهرة التي منذ حوالي 50 قرناً وهي تتبختر على عرش العاصمة في مصر.. جسور توّحد نيلها العظيم، وربيع دائم يغازل مروجها المرتوية والممتلئة بسحر مائها الذي لا ينقطع وعذوبته.. شوارع حديثة وعلى جوانبها يتراقص بصورة جلية قوام العمران وأبهة المكان.. أنفاق للمترو والعجلات.. على أي شيء تلتفت لا تحزن.. مدينة تصل الكثافة السكانية فيها إلى أكثر من 15.000 ألف نسمة لكل كيلو متر مربع، واقتصاد وخيرات بلد لا تساوي شيئاً إزاء اقتصاد بلدي.. ومع زحمتها وقلة إيراداتها تجدها بهذا الترف الحضاري الذي يجعل منها جوهرة الشرق بلا منازع، كل شيء فيها يفوح منه عبق التاريخ وألق الحضارة فالإسلام حين دخلها أضاف لعمرانها عمراناً آخر  وكذلك  الفرنج.rnباريس على النيلفباني مصر الجديدة كما يطلق عليه محمد علي باشا، بنى مصر وهو ينظر إلى باريس، فنجد ما شيده من ترف عمراني على نيلها العظيم مقتدياً ببناء مدينة النور على نهر السين ولا بد من الإشارة إلى أن القائد الفاطمي جوهر الصقلي هو من بنى القاهرة وسماها عام 969 ميلادي.لا أخفيكم حيرتي وأنا أدخل القاهرة.. إلى أين سأذهب؟ فأين ما اتجهت وجدت ما يغريك.. أهراماتها، مساجدها متاحفها، مزاراتها، مدنها.. طبيعة الناس فيها، طيبتهم، حلاوة لسانهم، تواضعهم، كبرياءهم بحب مصريتهم قبل كل شيء.. (أهلاً يباشا)- ( شرفت مصر يابيه)، (العراق أحسن ناس)،(يدكتور)،(يافندم)،(أحلامك أوامر ياسيدي)، وكلمات ترحاب لا تعد تحصل عليها مجاناً وأنت تسير في شوارع وأزقة القاهرة. وأنت تشاهد هذه الحضارة،من غير المعقول أن يتمالك ضميرك نفسه ويصمت على ما يراه في تلك البلدان الفقيرة إذا ما قورنت بثراء بلدي، كيف لا أذرف الدموع وأزفر الحسرات على وطني.rnأهرامات من الخذلان لا أخفيكم بأني كنت أسير وفي داخلي أهرامات من الخذلان والخيبة على ما فعله بعض ساستنا الجدد في العراق وهم يقودون بلدي صوب الخراب، بلد يرفل بالحضارة ومنه تعلمت البشرية أبجدية اللغة وعدالة القوانين، أي حضارة نحمل وأية قيم وضمائر حملوا أولئك أو هؤلاء الذين يقودون البلد نحو الهاوية. وأنت تسير صوب المدينة، تجد اللافتات كالسياط التي تجلد النفس (كلنا مصر) ،(تحيا مصر)، نموت من أجل الوطن، والتفت إلى مصيبتي – مدينتي لا ترى غير تلك اللافتات السوداء- والشعارات التي تدعو للشخصنة وتقديس الرموز بعيداً عنه تقديس هذا الوطن المبتلى.لا بد من الإبحار في مركب والهروب باتجاه المجهول الذي ينتظرنا على الأقل لأعرفه وأتلمس حياة من بعدي لأقارن معاناتهم بمعاناتي. لم أجد نفسي غير متسمر في روعة المكان وأنا أتلمس الدرب مع دليلي محمود عاصم بين أهرامات الجيزة، تحاورت مع الذهول وأنا أرى الأهرامات المتناثرة على رمال الجيزة، لكن ما استوقفني أكثر هو بناء شيّد بأنامل نحات بارع على هيئة مركب ليكون متحف مركب خوفو.مراكب دينية وأخرى دنيوية يقول دليلي أن للمراكب أهمية خاصة في حياة الإنسان المصري القديم، فقد أفلح باستخدامها بجميع مجالات الحياة.. لذا تجدها ومنذ 3100 ق.م قد زينت جدران معابد ومقابر الفراعنة وحتى الأواني الفخارية نراها قد زينت بأشكال مختلفة للمراكب، وقد قسمها إلى مراكب دنيوية وأخرى دينية، حيث أن الدينية كان يستخدمها في النقل النهري لجلب الحجارة الضخمة من الجنوب إلى الشمال وخاصة من مدينة أسوان- ولم تقتصر الرحلات على النهر فقط، بل كان يستخدمها في رحلاته البرية التجارية وعلى رأسها رحلة (بونت) أي الرحلة إلى الصومال، وكذلك دخلت تلك المراكب الحروب حيث وظفها الملك رمسيس الثالث في حروبه ضد شعوب البحر، وتجد ذلك في الرسومات الموجودة على جدران معبده في مدينة (هابو) القديمة (الأقصر حالياً). ويضيف محمود أنها المراكب الدينية.. بعضها كان يستخدم لحمل جثمان الملك في رحلته الأخيرة لحج الأماكن المقدسة ومن ثم نقله من قصره إلى مكان دفنه.. وهي مراكب رمزية تستخدم في قدس أقداس المعبد لينقل بها تمثال الآلهة على اكتاف الكهنة في زيارته للمعابد الأخرى، وهناك مراكب تسمى بالمراكب الشمسية تقوم بنقل الميت مع آلهة الشمس والآلهة الأخرى في رحلته للعالم الآخر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram