لندن / ا ف ب وجدت دراسة بريطانية أن النساء اللواتي يعانين فقدان الشهية والشره المرضي هن أكثر عرضة للسعي وراء العلاجات المساعدة على الحمل . وذكر موقع “هلث داي نيوز” الأمريكي أن الباحثين بجامعة “كينغز كولدج لندن” البريطانية وجدوا من خلال دراستهم أن النساء اللواتي عانين اضطرابا في الأكل- إن كان فقداناً للشهية أو شراهة- كن أكثر عرضة مرتين لتلقي العلاج أو المساعدة على الحمل .
وجدت الدراسة التي شملت 11088 حاملاً، بينهن 171 عانين بفترة في حياتهن فقدان الشهية المرضي، و199 منهن عانين الشره المرضي، و82 عانين المرضين معاً، وأن 5 .39% من النساء اللواتي عانين من اضطراب بالأكل خلال فترة من حياتهن، طالت مدة سعيهن للحمل لأكثر من 6 أشهر لينجحن أخيراً بذلك مقارنة بغيرهن من النساء، في حين أن فترة السعي لم تتخط الـ 12 شهراً.وأكدت الباحثة ابيجال ايستر المسؤولة عن الدراسة أن “هذا البحث يظهر وجود مخاطر تتعلق بالخصوبة مرتبط باضطرابات الأكل، لكن المعدلات العالية من الحمل غير المخطط له لدى نساء عانين فقدان الشهية يظهر أنهن قد يكنّ يقللن من تقديرهن لفرص حملهن”، طبقاً لما ورد بجريدة “الزمان” ، ونصحت الباحثة النساء اللاتي يعانين اضطرابات بالأكل معالجة هذه المشكلة قبل الحمل .يذكر أن دراسة أمريكية مماثلة أظهرت أن النساء اللواتي عانين اضطرابات في الأكل وتعرضن لإيذاء جسدي أو جنسي، هنّ أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب خلال الحمل أو بعد الولادة .ونقل موقع “ساينس ديلي” الأمريكي عن الباحثة المسؤولة عن الدراسة في جامعة “شمال كارولينا”، سامانتا مينتيز برودي قولها إن “فترة الحمل وما بعد الولادة تعد فترة حساسة جداً بالنسبة للمرأة” . ولفتت الباحثة إلى أن التغييرات الجذرية في حجم جسم المرأة، ووزنها، ومعدلات الهرمونات لديها خلال هذه الفترة المهمة من حياتها، قد تكون صعبة خصوصاً لدى من عانين مشكلات نفسية سابقة . ووجدت الدراسة التي شملت 158 امرأة حامل وحديثة الولادة يخضعن لعلاج للاكتئاب،أن ثلث هؤلاء عانين اضطرابات في الأكل سابقاً مثل الشره المرضي، وفقدان الشهية . وتبيّن أن كثيراً من النساء اللواتي شملتهن الدراسة تعرضن لأذى جسدي أو جنسي . وتوصل العلماء إلى استنتاج بأن عوامل الصحة العقلية قد تزيد من خطر إصابة النساء بالاكتئاب خلال الحمل أو بعد الولادة . من جانب آخر،أظهرت دراسة نرويجية أن الحمل قد يزيد من مخاطر إصابة المرأة بأحد أنواع اضطرابات الأكل وهو “نوبات الشره”، خصوصاً ممن يعانين ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.وأجرى الباحثون دراسة شملت مئة ألف امرأة حامل من النرويج، لتقييم الحالات المصابة باضطراب نوبات الشره .وأوضح الباحثون أنه على الرغم من أن دراسات سريرية سابقة ألمحت إلى أن أعراض هذا النوع من اضطرابات الأكل قد تتراجع في بعض الأحيان خلال فترة الحمل، كما هو الحال عند إقلاع المرأة عن التدخين أثناء حملها، إلا أنهم لاحظوا زيادة انتشار حالات اضطراب نوبات الشره التي بدأت خلال تلك الفترة عند هؤلاء النسوة .وطبقاً لقولهم فإن الأشخاص الذين يعانون اضطراب نوبات الشره يستهلكون وبشكل منتظم كميات كبيرة من الأغذية خلال فترة محددة، الأمر الذي يكون خارجاً عن سيطرة الفرد، وهو يختلف عن انحراف الشهية التي تواجهه الحامل خلال حملها، ولا يلجأ المريض في هذه الحالة إلى استعمال المسهلات أو القيء المتعمد للتخلص من الطعام الذي قام بتناوله، كما يفعل مرضى التهام العصبي . وترتبط الإصابة عادة بمشكلات صحية أخرى، مثل الشعور بالتوتر، معاناة الفرد من الاكتئاب، الأرق، والألم المزمن، علاوة على احتمالية إصابته بالسمنة أو بزيادة في الوزن .وبحسب نتائج الدراسة فقد تبين أن الحالات التي استمرت معاناتها من أعراض اضطراب نوبات الشره خلال فترة الحمل، بين النساء الحوامل المصابات بهذا الاضطراب، كانت أكثر انتشاراً مقارنة مع الحالات التي تحسنت أعراض الإصابة لديهن خلال الفترة نفسها.إلى جانب ذلك كشفت الدراسة، بأن الحالات الجديدة بين الأفراد في ما يخص اضطراب نوبات الشره، تميل إلى الظهور خلال فترة الحمل بشكل أكبر مقارنة مع الأنواع الأخرى من تلك الاضطرابات، وخصوصاً عند انخفاض المستوى الاقتصادي الاجتماعي الذي تعيشه المرأة الحامل.
اضطرابات الأكل تؤثّر فـي الحمل
نشر في: 11 سبتمبر, 2011: 06:33 م