اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > انتهازية المثقف العربي.. دعوتان: الأولى إلى الثورة والثانية إلى الولاء

انتهازية المثقف العربي.. دعوتان: الأولى إلى الثورة والثانية إلى الولاء

نشر في: 11 سبتمبر, 2011: 07:01 م

عواد ناصر"الثقافة هي صرخة البشر في وجه مصيرهم" ألبير كامويمتلئ تاريخنا الثقافي، بل الإبداعي خصوصاً، بالنص الثوري، وقد جنى كتاب وشعراء وفنانون عراقيون وعرب على أجيال لاحقة وهم يسوقونهم نحو "الثورة" ويلقنونهم النص/ الشعار، منذ أربعينات القرن الماضي، قرن ما بعد الحرب العالمية الثانية، 
الذي فتح أبواب الجحيم الثقافي علينا وزجنا بما لا طاقة لنا به، بدلاً من الأخذ بأيدي الأولاد الصغار إلى بهجة الفن وسؤالاته المجيدة.هكذا، تساوقت شعارية المثقف الرائد مع سياسة الحرب الباردة، ومن المؤسف أن مبدعين مرموقين دخلوا السجون ثمناً لمواقفهم الفكرية، الآيديولوجوية، أكثر مما دخلوها بسبب نصوص إبداعية (هل كان حسين مردان استثناء لأنه دخل السجن بسبب قصائده العارية لا بسبب حزبيته؟).شخصياً، هربت من بلدي لأسباب سياسية إذ لم تلاحقني حكومة صدام حسين بسبب كتاباتي (الفاشست لا يقرأون الشعر) بل بسبب موقفي السياسي، رغم التباس الثقافي بالسياسي، منذ "أخي جعفر" و "اعتللنا خوف أن نلامَ بالمطر".. ذلك أنني كنت تلميذاَ نجيباَ لأشياخي وأساتذتي، الرواد، اليساريين منهم خصوصاً، في الرواية والشعر والنقد و... الموقف.الجلاد والضحية، كلاهما، كانا يبحثان الأسباب التي تجعل الريح تهب!الكثير منهم، أعني من سوغ لنا "الثورة" والغناء لمجد الأطفال والزيتون وزجنا بما لا طاقة لنا به، نحن أطفال الله الطيبين، أو السذج، إذا رغبتم، باعونا في أول الطريق إلى "الثورة" وعند أول مكافأة قبضوها في الطريق إلى "الحرية" وبعد أول مكرمة رئاسية تحت ظلال الصورة الشعرية المزيفة.أما من بقي من تلك الزمرة الرائدة قابضاَ على جمرته، فيحاول أن يرميها في أحضاننا، اليوم، لأننا شببنا عن الطوق ولم نعد أسرى آيديولوجيات وتراسيم جامدة، فهو يتهمنا بالتنصل عن المبادئ الأولى وبيانات الثورة والجملة الثورية البليغة، ونحن نتهمه بالجمود العقائدي والعصبوية العقائدية، أما ما بين الحالين فهي نقطة الصفر التي لم يبلغها أي منا، لأن ترمومتر الحياة غير ترمومتر الطقس.بين هؤلاء الذين لم يغيروا جلودهم الناشفة سقطوا أخيرا في أحضان اليمين الحاكم، اليوم، لفرط يساريتهم المتطرفة، حتى أن منهم من يدافع عن الاستبداد العربي الحاكم متهما "الربيع العربي" بأنه وليد مخطط إمبريالي أمريكي وصهيوني، متساوقاً مع خطاب هذا الاستبداد!من باريس يبعث أدونيس برسالة إلى رئيسه "المنتخب" ويدافع عنها لاحقاً لأن "مجلس الشعب" المنتخب هو من انتخب الرئيس، حتى لو كان هذا المجلس مزيفاً!لكن أدونيس، الشاعر الذكي، عاد في مقابلة نشرت أخيراً معه على موقع "قنطرة" الألماني، ليوضح هجومه على المتظاهرين لأنهم خرجوا من الجامع!من أين يخرجون، يا سيدي، حيث لا هايد بارك ولا برلمان حقيقي ولا صحافة حرة، ولا حتى مقاه شعبية تسمح بالثرثرة؟الجامع، مكاناً، بؤرة اجتماعية يفترض المحتمين بها أن لها حرمة، أو أنها آخر أهداف الاستبداد لكي تنسف بالمدفعية، ثم أن الجامع، رمزاً دينياً، يدخل في باب حرية العبادة والتدين وممارسة الشعائر وعلينا احترامه مهما بلغ بنا الإلحاد.في تلك المقابلة تراجع أدونيس عن موقفه لسبب بسيط هو أن المثقف، كالسياسي، يلعب أوراقه الأخيرة في اللحظة الأخيرة عندما يبدأ المركب بالغرق، كما فعل جابر عصفور، الأكاديمي اللامع، والحداثوي المتحمس، عندما قبل حقيبة وزارة الثقافة المصرية أواخر أيام المخلوع حسني مبارك، بينما كانت سيدة مصر الأولى تعد حقائب العائلة للرحيل.عاد عصفور واستقال، وقدم مبررات لا تقنع أحداً ومن دون أن يعتذر أو يعترف بالخطأ. المغربي اللامع، في النص الأدبي وما يتعلق به، الطاهر بن جلون، الذي سجن عام 1965 بسبب موقفه السياسي عاد وتصالح مع الملك الحسن الثاني ثم امتدح محمد الخامس، الأبن، وبر له وسوغ ودلّس، وطلب له المغفرة ودعا إلى  أن يمنح المزيد من الوقت لأنه لا يحمل عصا سحرية لتغيير الأوضاع.طرح بن جلون، أخيراُ، كتاباً له بعنوان "الربيع العربي – عن استعادة الكرامة العربية" وفيه يدين بن جلون تكريم الرئيس الفرنسي واستقباله القذافي "المقزز" (كما يكتب بن جلون) حضر في ديسمبر / كانون الأول من عام 2007 إلى باريس، وهناك استقبله الرئيس الفرنسي ساركوزي استقبال الملوك. أثارت تلك الزيارة انتقادات حادة. وبعدها بأسابيع قليلة، في الأول من فبراير / شباط 2008، تسلم المؤلف من يد الرئيس الفرنسي وسام الشرف بدرجة ضابط؛ وبإمكان القارئ مطالعة كلمة ساركوزي على الصفحة الإليكترونية الخاصة بالكاتب. هل سيفعل كلُ "سارتر" ذلك؟ كما كتب الألماني نيكلاس بندر الذي انتقد بن جلون بقسوة خصوصاً ما كتبه حول المغرب:" أما الفصل المخصص للمغرب فهو فصل مُفجِع: في هذا الفصل يتلو بن جلون قصيدة في مديح الطريق المغربي الخاص وفي الاحتفاء بالعاهل المغربي محمد السادس. ربما تكون الأوضاع في المملكة المغربية مختلفة عن الدول المجاورة، وربما يكون محمد السادس ملكاً متنوراً. رغم ذلك فإن الوضع هناك متدهور على صعد كثيرة، كما أن بعض ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram