وديع غزوان ما يقال ويعلن عن أسباب استقالة القاضي رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة خطير , رغم انه في عراقنا الجديد لايثير الدهشة وربما يبدو اعتيادياً، وقد يعده البعض سياقاً محموداً في إطار اللعبة الديمقراطية التي أثبت سياسيونا في أكثر من تصرف وسلوك أنهم بعيدون عنها بل وعلى النقيض منها .
فالمؤتمر الصحفي للنائب المستقل صباح الساعدي حمل أكثر من اتهام مباشر لرئيس الحكومة ومستشاريه ، بل لجميع الأحزاب السياسية عندما قال إن (في كل حزب احمد عز )، في إشارة إلى هذه الشخصية المصرية التي كانت تدير استثمار ات مالية لصالح مبارك وأعوانه المتنفذين , كما انه أشار بشكل صريح إلى أن العكيلي استقال لرفضه ضغوطاً مورست عليه من أقطاب متنفذين في حزب رئيس الوزراء وهوالحزب الحاكم لتلفيق تهم فساد بحق احمد الجلبي وجواد البولاني ، وغيرها من القضايا التي إذا ما ثبتت صحتها أو عدمها ، تؤشر مستوى ما انحدرت إليه إطراف في العملية السياسية ومقدار ما يمكن أن يتعرض له أي مواطن من ابتزاز من أطراف متنفذة إذا اتخذ موقفاً معارضاً لتوجهات الحكومة ورغبات مسؤوليها . . وما قيل ويقال على لسان الساعدي وسواه يعطي أكثر من دليل على مستوى الخطر الذي قد تتعرض له العملية السياسية في ظل إجراء الصفقات بين رؤساء وممثلي السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية . لقد توقع البعض منا أن يجري تغيير ولو طفيف في أداء مجلس النواب يعيد الثقة بأعضائه كممثلين للشعب وينتشله من حالة الضعف إن لم نقل اللاوجود ، غير انه ،عدا ممارسات فردية تعلن من هذا النائب أو ذاك ، بقي يسير على وفق نمط تراض وتخاصم أو ما يسمى توافق شخصيات معروفة بعينها ، ما أضعف أداءه وأفقده ثقة الشعب الذي جزع من كثر الصبر الذي طال . المهم إن الكثير تمنوا أن يلعب مجلس النواب دوراً في تفعيل وتحسين أداء أجهزة الحكومة بكل مفاصلها ، غير أن حجم الصراعات أضاع علينا نحن البسطاء معرفة حقيقة صلاحيات كل طرف . وهذا ما أدى إلى تركيز سلطة اتخاذ القرارات وفرضها لجهة واحدة اسمها الحكومة ، ما يعني ظهور بوادر العودة إلى الدكتاتورية كما حذر البعض ومنهم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ، الذي تحول بين ليلة وضحاها ونتيجة ذلك الموقف الصريح ، عند البعض من حاشية الحكومة وأعوانها إلى شخصية تسعى لفرض رأيها على المركز متناسين دوره الكبير في تشكيل الحكومة في إطار اتفاقية أربيل . ويبدو أن مشكلتنا في العراق وببساطة تتلخص في عدم الإيمان الحقيقي بأسس الشفافية التي تجعل ملفات فساد كبيرة محفوظة عند حيتان العملية السياسية الكبار يشهرونها متى يشاؤون للتشهير بخصومهم وتجبر شخصيات مثل رحيم العكيلي ، على تقديم استقالتها ، ناهيك عن التحفظ على قضايا تحقيقية كبيرة تخص الفساد بكل أنواعه وتمنع الإعلام من ممارسة دوره الحقيقي في الكشف عنها . ما أعلن عن أسباب استقالة رئيس هيئة النزاهة خطير ويجب أن يتابع ولكن ممن ؟ هذا هو السؤال الذي ضاع جوابه .
كردستانيات :النزاهة وسؤال ضاع جوابه
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 11 سبتمبر, 2011: 07:21 م