أجرت حكومة ارشد العمري الانتخابات النيابية في حزيران 1954 ، واشتركت فيها الحركة الوطنية ، ممثلة بالجبهة الوطنية من الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وبعض الشخصيات الوطنية المستقلة ، واستطاعت هذه الجبهة الفوز بأحد عشر مقعدا ، وعد ذلك نصرا كبيرا ، مما أثار نوري السعيد ، السياسي الأقوى في البلاد ، وكان قد ذهب إلى لندن غاضبا ومستاءً من الأمير عبد الإله منذ أيام وزارة فاضل الجمالي التي شكّلت دون استشارته .
ولما كانت السياسة العالمية تتجه إلى إنشاء حلف دولي في المنطقة بزعامة بريطانيا تكون بغداد مركزا له ، وان نوري السعيد هو أفضل من يكون على رأس السلطة في العراق ، فقد اضطر ولي العهد عبد الإله إلى استرضاء السعيد والسفر إليه لأجل ذلك ، ووافق السعيد على تولي رئاسة الوزراء وفق شروط ، لم يكن أمام الأمير إلا الموافقة عليها . وتألفت الوزارة السعيدية الثانية عشرة في الثالث من آب 1954 ، وكان أول ما اتخذته هو حل المجلس النيابي الذي لم يجتمع سوى مرة واحدة عند افتتاحه . ثم قرر حل حزبه - الاتحاد الدستوري - تمهيدا لحل الحياة الحزبية في البلاد ، وأجرى انتخابات جديدة في مثل هذا اليوم من عام 1954 ، شهدت مقاطعة الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الأمة ، غير أن حزب الاستقلال شارك فيها . وانتهت الانتخابات بمأساة سياسية، إذ فاز 121 نائبا بالتزكية من بين 135 نائبا . وبهذا سهل الطريق أمام السعيد إلى إنهاء الحياة الحزبية والصحفية والسير قدما نحو تأسيس حلف بغداد . إعداد : رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم الانتخابات الثانية في العام نفسه 1954
نشر في: 11 سبتمبر, 2011: 10:36 م