اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > جون أوبديغ تحت جلد رجل إرهابي

جون أوبديغ تحت جلد رجل إرهابي

نشر في: 12 سبتمبر, 2011: 05:56 م

اسم الكتاب: إرهابياسم المؤلف: جون أوبديغأن تولد أميركياً وتصبح إرهابياً، فهو اللغز الذي طرحه (حون أوبديغ) في روايته الثانية والعشرين (إرهابي). ونجد أن ثمة إمكانية متميزة (في هذه المجموعة المختارة من الكتب المستلهمة من أحداث الحادي عشر من أيلول) لأنها تصف حياة الإرهابي لا يوميات الضحية. واختار جون أوبديغ (استعارة) صوت الآخر بخلاف أدباء بلاده متمنياً، وباقتفائه لآثار الكتّاب الكبار أمثال: دوستوفسكي وغوناردو ومالالرو، تجسيد ما أسماه فكتور سيرج بـ(الفكرة المجنونة).
وقد شرح أوبديغ هذه الفكرة في المكتبة العامة لـ(نيويورك) بعد مرور بضعة أشهر على صدور كتابه موضحاً: "لا يوجد في عملي أي فعل من أفعال الخيال العلمي واعني به فعل العاطفة". ويرى بأن أميركا كانت في منأى عن مشاعر اليأس والقنوط إلا أن الأمر في نهاية المطاف يعود للأدباء والكتّاب الذين سلطوا الضوء على أولئك الذين يضمرون الحقد لأميركا لا لأي بلدٍ آخر. وتعلّق أوبديغ وهو في الرابعة والسبعين من عمره بتلاوة القرآن الذي ذكره كثيراً في عمله لا بل وتضمن أيضاً بعضاً من السور القرآنية باللغة الأم. وجاء في الرواية: "في هذه الموسيقى العربية التي تثير الشجون والعذاب والحزن". وقد بدأ (وهو المزود بالنوايا الحسنة التي تشبه تلك التي يمتلكها الشخص الدؤوب للبحث عن المستجد في الحقائق) بحثاً عن السور القرآنية المحتمل تأويلها لتعلق في ذهن الإرهابي قائلاً: "إنه بلا شك أمر مخاطر فيه. إلا أنني أمتلك مثل هذه الرغبة التي تحذوني نحو التجديد والابتكار...".  وكانت النتيجة غريبة إلى حدٍ ما، إذ عرفت في النضج وبنفاذ البصر والأسلوب الحاد للنظر إلى أميركا الوسطى. فثمة شيء مثير وظاهر يدعو شاب عربي حاصل على الجنسية الأميركية إلى (تفجير شاحنة بالقرب من نفق لنكولن) في نيويورك. ويمكننا قراءة الرواية على إنها عمل ساخر وهجائي يجمد الشخصية الثقافية ويبدو للوهلة الأولى ما أسماه بـ(الكتاب الأبجدي للأصولية) وهي خير داء لقارئ نهم بالإيضاحات والتفسيرات الثقافية المصورة. ومن جهة ثانية ظهر الإرهابي المعني والمسمى (أحمد مولوي)،منحدراً ولو عن بعد من شخصية (رابت لنغستروم) في عمله الأدبي ذي الأجزاء الأربعة والمثير للدهشة (رابت) ومنح أوبديغ عن طريقه مكانة خاصة للمشهد الأدبي الأميركي. فقد أصيب أحمد وعلى غرار رابت مباشرة بما يعرف بالركود والهزال الروحي إزاء الطريقة الأميركية للعيش. ووجد في هذا الهزال نقطة الخلاص من المتعة والمرح في ممارسة البغاء علناً أو لدى اقتراب أعياد الغطاس الحسوية. ولابد لأحمد في هذا الوسط من إعادة إيجاد الله وحده لا أحد سواه!وعلاوة على ذلك، تعمّق المؤلف في تسليط الضوء على خلفية حياة أحمد: فقد كانت والدته امرأة متحررة وهي على وصفه بيضاء كاثوليكية الديانة ومن الأمور المحببة إليها التنزه بحرية مرتدية سروالها القصير. بالمقابل، كان والده مصرياً سريع الغضب ويؤمن بالسيطرة الذكورية وقد اختفى ساعة ولادته. وأعتنق أحمد الإسلام وهو في سن الحادية عشر مقتفياً أثر أبيه المفقود. وبالنتيجة، درس القرآن تحت زعامة إمام انتهازي ومخادع، ناصحاً إياه بتعلم سياقة الشاحنات في أسرع وقت ممكن. وبالفعل، انقاد أحمد لنصيحته ورضي بأن يكون قاتلاً أو كما سمّى نفسه (بمسميات بعيدة عن الإسلام)، شهيداً لكي ينضم إلى الرب ويخفف عنه الشعور بالوحدة!!). وتدريجياً، نجد أن الحبكة قد انقلبت رأساً على عقب، أثر ظهور مرشد تعليمي كبير في السن يقف إلى جانب الشاب الإسلامي المتطرف مع إنه يهودي وملحد لينجح في اللحظة الأخيرة في ردعه وإقناعه بعدم جدوى سهراته الليلية القاتلة. وقد لا يثير فينا أوبديغ القناعة التامة لعمله إلا أنه يبدو هنا مواجهاً لمشكلة مثيرة للفضول إلى حدٍ ما كونه روائياً، مقارنة بزملائه: وهذا ما يؤكده الغياب المميز للمعقولية لاسيما عدم الصلابة في المواقف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram