صدر عن دار الشؤون الثقافية العامة - وزارة الثقافة بالعراق، في سلسلة وفاء،  كتاب بعنوان (جسارة التعبير) لمؤلفه نجيب المانع. جاء  على الغلاف الأخير ( مقالات نجيب المانع .. ينتقل بنا كاتبها بين موضوعات شتى، فلسفية وسياسية وأدبية وفنية، تنقلات جريئة بين أفكار سقراط وافلاطون إلى أبطال دستوفسكي وشخوص تولستوي وخطوات بلزاك واندريه جيد وستندال، إلى اوبرات فيردي وسمفونيات موزارت وشوبرت وأصحاب المعلقات وأشعار المتنبي والمعري مرورا بمسرح شكسبير وأجواء هوليوود وأفلامها.
فجسارة التعبير جهد ثقافي وإضمامة معرفية مميّزة لا نجد لها وصفا إلا كما عبّر عنها كاتبها بكلمات تنمّ عن كبرياء ذوقية ورؤية عميقة للعالم والأشياء، في قوله : " كل الذين قدموا لنا رؤياهم عن حقائق الحياة الجوهرية كانوا جسورين في التعبير وليس بينهم من كان متوجسا هلوعا خائفا على مدينة اللغة،  فالكاتب محرر لمدن الكلمات،  يقتحمها ليمنحها الحرية، وهو أول غازٍ يستحق التهليل والترحيب بغزوه" ).لنشر مقالات المرحوم نجيب المانع في هذه الظروف أهمية خاصة، لأنها تشكل معلماً  متميزاً في تطوّر فن كتابة المقالة  بالعراق، وإلى إعادة التوازن لمجتمع  طغت فيه السياسة على الثقافة  فأفقرته من حيث أرادت أن تغنيه.ضمّ الكتاب ستاً وعشرين مقالة، تسعى في كليتها إلى استشراف القيم الروحية والحضارية والثقافية في شتى أنواع الفنون، بأسلوب  موضوعي و هو بحدّ ذاته ممتع.