اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > جمهورية تؤسّس الريبة والخوف

جمهورية تؤسّس الريبة والخوف

نشر في: 12 سبتمبر, 2011: 07:04 م

عمار السوادrnدار بي الجدل ثلاثة أيام منذ يوم الكرادة الذي قتل فيه الناشط هادي المهدي بين الشك واليقين والوهم والعاطفة والرفض والخوف.. بعد كل هذا الجدل أجد نفسي أمام تساؤلات عدة، أولها: من ارتكب هذه الجريمة؟ البعض يوجّه أصابع الاتهام إلى السلطة، ربما لكنه ليس الاحتمال الوحيد، فبلغة العقل والمنطق ليس مستبعدا ان تكون الجريمة ارتكبت من قبل آخرين يسعون لأكثر من مأرب
 ولأكثر من هدف. قد يكون قاتله أولئك المصطادون بالماء العكر، أو الذين يمعنون في استغلال التظاهرات لصالح أهدافهم الخاصة أو أهداف سياسية محددة وربما تكون أجهزة تعمل بشكل منفرد داخل المؤسسة الأمنية في إطار الصراع السياسي الدائر، بل يمكن أن يكون القاتل استثمر الظرف للقيام بهذه الجريمة كي  تكون الأصابع متجهة للحكومة والدوافع الشخصية في الجريمة أيضا غير مستبعدة...في نهاية الأمر هناك أكثر من طرف يمكن أن يرتكب الفظائع من اجل غاية... فالمعارضة تعاني  عدم النزاهة الأخلاقية كما الحكومة، وهذه هي مشكلة العراق الحالية. والإصرار على قصر الاتهام ضد طرف واحد، دون أدلة كافية، منطلقه خلفيات سياسية أو أيدلوجية أو نفسية. وفي المقابل إن هذا الإصرار على الاتهام ساهمت السلطة نفسها بصناعته، فكونها متهمة من قبل اغلب الناشطين هو الأمر الأكثر للتساؤل والريبة...فلمَ أغلبية الناشطين يتهمونها هي بالتحديد؟ولمَ يصرون على اتهامها بحيث يواجهون بغضب شديد أي شخص يسعى لأن يضع احتمالات أخرى؟على أصحاب القرار أن يتأملوا قليلا ويراجعوا الموقف؛ فتوجيه أصابع الاتهام للسلطة يجب أن يكون مدعاة لقلقها هي قبل غيرها إن كانت بريئة. فالمخاوف تتسع من أن تعود المركزية الى عادتها الصدامية القديمة.. وشريحة كبيرة تتهم السلطة بأنها تمارس دورا مشابها لذلك الذي مارسه "الرفاق" في بدايات حكمهم بعد انقلاب 17 تموز. إن هذه الشكوك لم تكن موجودة بهذا الحجم، كان اغلبنا يوجه أصابع الاتهام للبعث والإرهابيين وأحيانا لمليشيات الأحزاب.. فقبل أكثر من ثلاث سنوات، وعندما قتل الصديق كامل شياع، قلما وجه احدنا أصابع الاتهام للسلطة، حينها لم يكن احد يشك بأن الإرهاب والبعث ومجاميع التصفية الجسدية في مؤسسات الحكم من المافيات هي التي وقفت وراء الاغتيال. هناك شيء تغير وصنع هذه الشكوك.. فما هو؟منذ انطلاق التظاهرات قامت الاجهزة الامنية، وبعضها ينتمي لنفس الجهاز الامني الصدامي القديم، باعتقال اربعة متظاهرين مع سبق الاصرار والترصد، حيث اعتقلتهم بعد انتهاء التظاهرة وهم يتناولون وجبة الغداء عصرا في منطقة "ارخيته" بالكرادة، وكان احدهم هو هادي المهدي. بعد فترة قامت السلطات الامنية باعتقال اربعة شباب آخرين، كبيرهم لا يتجاوز 21 سنة، ولا يوجد جامع بين هؤلاء الأربعة سوى أنهم ضمن مجموعة تنشط في الاحتجاجات. وقامت السلطة مرارا بالتهجم على المتظاهرين اعلاميا وامنيا.. ووسط هذا وذاك ووجه المتظاهرون بمظاهرات أخرى موالية مارست العنف.  إضافة إلى الخطوات التي تتخذها مراكز القرار لصناعة إطار قانوني يحدّ من الحريات الصحفية، وعموم حرية الرأي. بهذه الاجراءات وضعت الحكومة نفسها موضع اتهام دائم وأصبحت مريبة، لأن من يقوم بها يمكن أن يفعل غير ذلك، ومبرره موجود، حماية الامن، وبهذا المبرر حكم نظام البعث العراق لعقود. وما حصل منذ أشهر هو أن الحكومة كسبت اعداء جدداً، او كسبت اعداء كثراً بسبب سياساتها المريبة والعدائية، فما عادت المشكلة فقط في الضعف بمكافحة الفساد أو توفير الأمن أو صناعة واقع عراقي أفضل، المشكلة تطورت لشكوك ولدت ووصل بعضها الى حد اليقين بأن دكتاتورية بدأت تنشأ في العراق. لسنا طرفا أمنيا كي يحدد ماهية المتهم وشكله، لكن الكثيرين يعتقدون أن تورط السلطة احتمال وارد وأن آخرين يوجهون أصابع الاتهام لها، وهناك من يتهم إطرافا محددة استخدمت السلطة.. وما دامت إدارة الحكم عاجزة او لا تريد كشف الفاعل الحقيقي لهذا الاغتيال او غيره، فإن الحال سيبقى قائما.. إذن أليست الحكومة معنية بتغيير هذا الحال لإثبات حسن النية والتصرف؟العراق منذ التغيير مر بمخاوف عديدة، ولكن كان هناك شعور واسع يأمن جانب الحكومة، ويجعل الشعب في الخندق ذاته لمواجهة جماعات الموت من كل الطوائف والقوميات والمنظمات الإرهابية وبقايا "الذهنية القديمة" التي كانت تبرر القتل من اجل السلطة. وتغيير هذه المعادلة لن يعود بالنفع على السلطة، وفي الوقت ذاته لن ينفع العراق كشعب ووطن، فهذا البلد لم يستطع بعد معالجة كل التشويهات التي حلت منذ مجيء العسكر وحكم الايديولوجيا ومن بعد ذلك تسلط الدكتاتور. فلا المنطلقات الوطنية تنتفع بتمرير سياسة "الخوف" لأنه سيؤسس مواجهة مستمرة بين النخبة والسلطة ومن ثم بين الشعب والسلطة، ولا المصالح الخاصة للحاكمين ستحصل على المستوى المتوسط والبعيد بذلك. فالريبة والشك تنتجان الخوف في نهاية الأمر، وأسباب الريبة هي ذاتها التي تدعو للقلق من عودة "جمهورية الخوف". ومعالجة أسباب ذلك القلق قبل فوات الأوان هي مهمة القوى التي تملك القدرة لا أن يترك المثقف وحده، حتى لا يأتي يوم ننتظر فيه تدخلا خارجيا يكرر التاسع من نيسان، إذا ما أمعنت هذه السلطة أو أي سلطة ستجيء في إثارة الريبة وعج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram