TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة: عن الشيطان.. ورؤانا

على هامش الصراحة: عن الشيطان.. ورؤانا

نشر في: 12 سبتمبر, 2011: 07:05 م

  إحسان شمران الياسري لقد أنعم الله تعالى علينا وأنعم شهره الفضيل، بأن نستمع للذكر الحكيم أكثر مما نفعل في بقية الايام.. وهذا في الواقع جزء من مشاكلنا مع الدين الحنيف.. فنحن نفعل الكثير في رمضان مما نعتقده تقربا الى الله تعالى.. ولكن العيد السعيد هو الفاصل بين ما فعلناه في رمضان، وما ننساه بعده.. وهذه قضية معتادة لمن تستغرقه الحياة في العمل وطلب الرزق.. فنحن بالكاد نتدبر الفروض بعد ان ينقضي رمضان، وبعضنا يقوم الى الفرض (كسلان) تتوزعه مشاغل الدنيا وسطوة شياطيننا التي نقاومها بصعوبة..
 (كتبت هذه الاسطر لنقرأها بعد رمضان!).لذا ففضل شهر الصيام انه يمنحنا فرص المناجاة لرب العزة، والاستماع الى كتابه العظيم، والضراعة اليه ان ينجينا مما حاق بهذا الكون من ظلم وشرور وفساد. والذين قرأوا سورة (الحشر) المباركة لابد من أنهم توقفوا عند الآية (16) الكريمة (كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفرْ فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله). ففي البلاغة القرآنية اشارة غاية في البساطة: ان الشيطان يعرف الله ويخافه اكثر مما يعرفه بعض المؤمنين الذين يطالعوننا بلحاهم وعمائمهم ومحابسهم وبثيابهم القصيرة والطويلة.. إنهم أقل إيمانا من أن يعرفوا الله، في ما يعرفه الشيطان ويخافه.. وان وجود الشيطان هو لامتحان الإنسان.. أما الآية الكريمة (18) التي تقول (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون)..فهي تأمرنا بالتقوى وتقديم شيء لغدنا الذي سنُسأل عنه.. ولأن الله تعالى يعلم ما نعمل، فإن غششنا الناس فإن الله يحصي ما نفعل.. إن موازين العدل التي نهدرها بالغش والكذب والفساد ونهب المال العام والخاص هي الشواهد التي ستشهد علينا أمام ضمائرنا في الحياة، ثم أمام الله تعالى يوم تشهد أيدينا وأرجلنا وألسنتنا وعيوننا..ويشهد علينا من ائتمننا على حياته ومستقبله ومصيره..ان الحياة هي آخر فرصة لنا لنتَطهّر، فليس بعدها إلا الحساب..ومن أجل هذا، فليس الفاسد وحده في وارد الحساب، ولكننا، نحن الذين نسكت عنه، أو نخافه أو نهادنه أو نجامله أو نتستر عليه، كلنا في وارد حساب الضمير والمجتمع والقانون ورب العزة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram