عن : نيويورك تايمزاعتاد كمال المعموري ، احد شيوخ العشائر الكبيرة ، على تسمية قوات الولايات المتحدة بالمحتلين، مطالبا بانسحابهم لقتلهم و سجنهم افراد ابرياء من عشيرته حسب قوله.اما اليوم فانه غير واثق من رغبته بخروج الاميركان، حاليا على الاقل. انه يشعر ببعض الاختلاف – كغيره من العراقيين – ولديه شيء من التخوف بعد ان اعلن الاسبوع الماضي عن ابقاء حوالي 3000 – 4000 مقاتل اميركي في العراق في العام القادم .
يقول "التغيرات السياسية التي حدثت هنا و المشاكل الأمنية جعلت الكثير من العراقيين، و انا من بينهم ، نغير رأينا بانسحاب القوات الأميركية، اذ ان هذه القوات تساعد في توازن المجتمع العراقي ". و رغم ان العراقيين طالبوا الاميركان بالمغادرة منذ عام 2003 ، فان تقليص القوات الى هذا العدد كشف جانبا آخر من الحالة النفسية للعراقيين. انه شعب لا يثق بنفسه او بقواته الامنية او بقادته السياسيين. كما لو ان المواطنين لا يصدقون بان الولايات المتحدة سوف تنسحب . لا نقصد بذلك ان العراقيين لم يعودوا راغبين بالتحرر من الجيش الاجنبي ، الا انهم ، بعد ان ابتهجوا يوما ما بسقوط الدكتاتور ، يتذكرون الفوضى و سفك الدماء بعد اسقاط نظام صدام . ما يفتقدون اليه هو المؤسسات القوية و الاحساس المشترك بالهدف الوطني . يقول محافظ الانبار محمد قاسم عبد ، الذي كان يريد على مدى ثماني سنوات خروج الاميركان لكنه اليوم يغير فكره بسبب العنف في منطقته " يجب ان لا نفكر بعاطفتنا فيما يتعلق بالاميركان ، فالعراق غير مستعد بعد و من الضروري بقاء الاميركان لمنع ايران من السيطرة على العراق و لمنع اعمال العنف . نحن نعلم ان عدد 3000 لن يكون كافيا ". ان سياسة واشنطن لم تتغير ، و على مدى اشهر كان المسؤولون الاميركان يحذرون العراقيين من انهم اذا لم يقدموا طلبا رسميا ببقاء القوات فمن المستحيل لوجستيا تاخير الانسحاب . و بعد شهور من التردد وافقت الحكومة على فتح مفاوضات من اجل ابقاء بعض القطعات في العراق . في الشهر الماضي تم الكشف عن دعم وزير الدفاع ليون بانيتا لابقاء ما يقارب 3000 مقاتل لتدريب القوات الامنية العراقية لا غير . شعر العراقيون في كل البلاد بالصدمة لهذا العدد الصغير الذي قد يصبح هدفا للعنف و لا يتمكن من حماية حتى نفسه . يقول المواطن ماتين عبدالله كركوكلي من مدينة كركوك " اذا انسحب الاميركان فستنشأ مشاكل في البلاد لعدم وجود سلطة كبيرة يحترمها الجميع . و اذا بقوا فستكون المشكلة اكبر حيث ان ذلك سيكون مبررا للمسلحين و المليشيات في استئناف نشاطاتهم المسلحة". ليس من المفاجئ ان تشعر بعض مكونات المجتمع العراق بالتوجس من الانسحاب الاميركي فالكرد يخشون من ان الحكومة ستنقلب على الحكم الذاتي الذي يتمتعون به في الشمال ، وهناك من يقلق من عنف المليشيات .كما ان هناك قلقا في مناطق غير متوقعة مثل بابل . الكل متخوف من ان الحكومة العراقية لن تقدر على ملء الفراغ الذي ستتركه القوات الاميركية . rnترجمة المدى
العراقيون لا يثقون بقدرة قواتهم ويتمنون بقاء الأميركان
نشر في: 12 سبتمبر, 2011: 10:06 م