عالية طالبتعقيبا على "وقفة" نشرت بتأريخ 28 آب-2011 وكانت تحت عنوان "خطة فرض الإرباك" وردنا رد من اللواء الركن رئيس أركان قيادة عمليات بغداد. وقبل أن نوضح فكرة العمود أو الرد يهمنا أن نثمن متابعة السيد اللواء لما تنشره الصحافة وجريدة المدى على وجه الخصوص لأنه يؤشر أننا معا نتكامل في خدمة عراقنا وتسليط الضوء على الايجابيات والسلبيات التي يمر بها بلدنا، وهو بالتأكيد هدف الإعلام المستقل والمهني ورسالته الراسخة.
جاء في رسالة السيد اللواء مفردة غريبة تقول إن العمود كان "يكيل الشتائم على هؤلاء الرجال" ويقصد بهم من تحدثنا عنهم من رجال أمن في المفارز المتعددة المنتشرة في بغداد والتي قلنا عنها وكما جاء في العمود المذكور "إن اغلب نقاط التفتيش والقائمين عليها يعرفون بقدرة القادر, الإرهابي من الإنسان البسيط بمجرد النظر إليه من وراء زجاج سيارته التي تقف لاهبة في الطوابير الكثيرة بانتظار إشارة من يد جندي لايتجاوز عمره العشرين عاما منشغلا بالضحك والحديث في تلفونه المحمول وهو يشعر بالملوكية أمام رعية تنتظر الإشارة المخلصة. أما جهاز كشف روائح المواد الكيماوية والـ"تي أن تي" الذي يمرر على السيارات حسب مزاجية الحارس الهمام فان اشد ما يزعجه السيارات التي يكون بين ركابها النساء لأنهن يضعن عطورا تتداخل روائحها مع العطور التفجيرية وبما يسبب إرباكا للقائم بالتفتيش وللجهاز المتخلف الذي هو واحد من صفقات الفساد المتعددة". فهل ما ذكرناه من حقائق ثابتة يعتبر شتيمة! والعمود بالمناسبة موجود في الموقع الالكتروني للجريدة، وهل أسلوب الشتائم يمكن ان نلجأ اليه في صحافة رصينة ومسؤولة، ونحن نتحدث عن قواتنا الأمنية والعسكرية والتي نعرف جيدا حجم التحديات التي مرت وتمر بها في واقع مرتبك مثل الذي عشناه ونعيشه؟ ويهمنا أن يفصل السيد اللواء ما بين فقرات العمود التي تتحدث عن السماسرة المستفيدين من واقعنا الأمني الشائك والفاعلين في إدامته والمتسببين فيه تحقيقا لمصالحهم المعروفة، وبالتأكيد لم نعن بهم من يعمل فعلا على السهر على أمن ومصلحة العراق ومواطنيه ولكننا أيضا لا نبرئ القوات الأمنية من مسؤوليتها الثابتة حين يخترق الأمن وتزرع المفخخات وتجول وتصول العبوات اللاصقة بحرية انتقالها في شوارعنا، وتدخل الكواتم إلى العراق من حدود يفترض أنها خاضعة للتفتيش والمراقبة والمحاسبة أو تصنع محليا في ورش محلية عراقية خاصة في مناطقنا ومحلاتنا؟.ان وصف عمودنا بعبارة "المشؤوم" لأنه لم يتذكر الفارق الأمني ما بين سنوات 2005-2006 والسنوات الحالية، لهو وصف غريب آخر، لأننا نعرف جيدا أن ما نعيشه اليوم له واقع مختلف بفضل الجهود الأمنية التي بذلت وتبذل يوميا، لكنه أيضا ليس مثاليا ولا مستتبا أمنه وتتخلله خروقات لا حصر لها سواء في أداء أجهزته وافراده والذين بتقصيرهم الذي حوسبوا عليه كما نشر في وسائل الإعلام، تسببوا في تفجير وزاراتنا "الخارجية، المالية، العدل، محافظة بغداد، الجسور" والقائمة تطول ولا تقصر، أو في التكنولوجيا المتخلفة التي يمثلها السونار الأمني الذي أقر المسؤولون الأمنيون والمتخصصون صفقته الفاسدة والتي استنزفت أموال العراق ومع ذلك مازلنا نقف في الطوابير الخانقة ليتم فحصنا به دون أن نفهم سبب بقائه "المشؤوم" باضطهادنا اليومي ولساعات طوال أصبحت تستغرق نصف حياتنا! ليت السيد اللواء يمر بمفرزة أم الطبول مابين 7-8 صباحا ومفرزة الجادرية بالتوقيت نفسه -واللتين يصل المواطنون عبرهما الى المستشفى والجامعة- ويكون متنكرا دون حمايات وصفارات تفتح له الطرق المغلقة ولا مانع لدينا من مصاحبته في تلك الجولة المدنية لنكون معا مساهمين في رفع معاناة المواطنين اليومية.
وقفة: شكرا رئيس أركان عمليات بغداد.. ولكن
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 12 سبتمبر, 2011: 10:10 م