بغداد/ إياس حسام الساموككشف قيادي سابق في تنظيم القاعدة في العراق عن رسالة بعث بها نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري إلى زعيم التنظيم في سامراء هيثم السبع عام 2006 مقترحا التعاون بين حزب البعث والقاعدة، إلا أن الأخير رفض ذلك.
وأكد الملا ناظم الجبوري في حديث خاص للمدى تراجع تمويل تنظيم القاعدة في العراق الذي كان يتلقاه من التنظيم الأم في أفغانستان إلى 500 ألف دولار شهرياً بعد أن كان 900 ألف دولار.وأشار إلى امتلاك إيران القدرة على لعب الكثير من الأوراق مع التنظيم من خلال السماح لمقاتليه بالدخول إلى العراق عبر أراضيها بعد هروبهم من الساحة الأفغانية، محذرا من استقطاب القوى الإرهابية للشباب الذين لم يتجاوز عمرهم الـ 20 سنة من خلال شبكات الانترنت. وقال الجبوري "إن تنظيم القاعدة كان مهيمنا ولدرجة كبيرة على مدينة سامراء فقد شكل مصدر ثقل في المدينة نظرا لوجود مقاتلين أجانب في تلك المنطقة وهناك قواعد أميركية مهمة في تلك المنطقة تشكل أهدافا نوعية للمسلحين"، موضحا "أن حزب البعث يختلف فكريا مع التيارات الإسلامية الأصولية التي تعمل في الساحة العراقية وان تنظيم القاعدة كان الأقوى في المناطق التي يكثر فيها البعثيون المسلحون كالموصل وديالى وصلاح الدين، وقد احتاج البعثيون إلى عقد حلف مع تنظيم القاعدة لاستهداف الأميركيين والقيام بعمليات مسلحة مشتركة".وتابع الجبوري قائلا "عندما كنت ضمن تنظيم القاعدة اطلعت على رسالة كانت قد وصلت إلى زعيم القاعدة في سامراء حينها والمعروف بـ(هيثم السبع) وهو عسكري سابق"، موضحا "أن الدوري ذكر في رسالته أن تيار البعث وطني ويعمل لتحرير العراق وهناك قاسم مشترك بينهم وبين القاعدة في العمل ضد العملية السياسية والأميركان ويجمعهم عدو واحد لان كلا من الطرفين يؤمن بأن العمل العسكري ضد الحكومة مشروع".وأشار الجبوري إلى "أن تنظيم القاعدة وفق رؤيته ومنذ وجوده على الساحة العراقية يعتبر حزب البعث كافرا ولا يثق بطروحاته الإسلامية وتوجد عدة تقاطعات كبيرة تمنع إقامة حلف مشترك بينهما لان رؤية القاعدة للأحزاب العلمانية، بمن فيها البعث على أنها كافرة ويجب مقاتلتها، فضلا عن أن تنظيم القاعدة يكفر جميع القوانين الوضعية التي كان يتعامل بها النظام البائد لأنها لا تتعامل وفق الشريعة".وأكد الجبوري أن تنظيم القاعدة رفض الرسالة في حينها وتمت إعادتها إلى الدوري بعد مناقشة من قبل مجالس شورى القاعدة في عدد من المحافظات العراقية. وأشار الجبوري إلى أن تنظيم القاعدة لم يكن في تلك الفترة بحاجة إلى البعث، لأنه ارتبط بالتنظيم العالمي بعد تحول اسمه من التوحيد والجهاد إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وانفرد عن المجاميع المسلحة كافة بحصوله على تمويل كبير تجاوز 900 ألف دولار شهريا، إلا أن هذا التمويل تراجع بعد ذلك ليصل إلى 500 ألف دولار في الشهر بسبب قلة أعداد المقاتلين الموجودين وحجم تحركاتهم، مستدركا بالقول "هذا لا يعني انفصاله عن التنظيم العالمي الذي يعمل وفق نظام عنقودي كبير له قواعد في العراق والمغرب والصومال والنيجر ومالي وصولا إلى الصين حيث يوجد الحزب الإسلامي في إقليم تركستان والذي هو جزء من القاعدة"، مضيفاً انه "بالرغم من تناقص التمويل إلى النصف، إلا أن عمليات التنظيم لم تتأثر بالتمويل الخارجي"، مستدلا بـالهجمات الأخيرة في الشهر الماضي والتي بلغت 28 في 8 محافظات.وبعد تراجع تنظيم القاعدة نتيجة الضربات النوعية بحث التنظيم عن جهات جديدة يمكن الاستفادة منها. في الوقت نفسه كانت قوى سياسية تسعى للاستفادة من خدمات التنظيم لإرهاب جهات أخرى، وهكذا تم تسلل عدد من أعضاء القاعدة إلى مجالس المحافظات حيث سهلت عملية دخولهم إلى الانتخابات والفوز بالمقاعد وبالتالي فأن القاعدة وبعض اذرعه وجدت في التحالف مع البعث في هذه المرحلة فرصة لتنفيذ أجندته. وشخصت بعض القوى السياسية في العراق نقطة الارتباط بين تنظيم القاعدة وحزب البعث جناح الدوري، في هيئة علماء المسلمين خصوصا بعد التلميحات الأخيرة التي أبداها، عبد الناصر الجنابي الذي يعتبر مقربا من حارث الضاري، بوجود حلف بين الطرفين، إلا أن الجبوري أكد أن "علماء المسلمين هيئة بعيدة عن القاعدة بحكم امتلاكها ما يعرف بفصائل التخويل ودخلت في مرحلة ما في صراع نفوذ مع القاعدة في بعض مناطق غرب بغداد"، مشيرا إلى أن هذه الفصائل تنفذ عملياتها بعيدا عن القاعدة، إلا انه قال "بعد الضربات التي وجهت للقاعدة من قبل الحكومة وضعف التمويل بات كل شيئا ممكنا ومن المتوقع أن يعقد أي حلف بين الجهات التي تستهدف الحكومة، لاسيما وان تيار الدوري، القريب من الضاري، يحمل صبغة صوفية أو ما يعرف بالنقشبدنية بحكم خلفية زعيم التيار ذات الطابع الأصولي، ولهذا وجد في القاعدة وهيئة علماء المسلمين ملاذا مهما يمكن أن يلتجئ إليه". وعرج القيادي المنشق على علاقة القاعدة بإيران موضحا "علينا أن نسلم أن طهرا
قيادي منشق: القاعدة رفضت التحالف مع بعث الدوري
نشر في: 12 سبتمبر, 2011: 10:41 م